لا شك أن الإشاعات لها أثر كبير سواءً على المجتمع أو الأفراد، وتنتشر بين أوساط بعض المجتمعات انتشار النار في الهشيم، خاصةً بين العامة أو صغار السن من الشباب والمراهقين والوسط النسائي، وقد يكون لها أثار آنية أو مستقبلية في زعزعة استقرار المجتمع، أو نشوء بعض الخلافات والمشاكل التي تتفاوت مستوياتها ونتائجها بين صغيرة وكبيرة، ومثال ذلك بعض الإشاعات التي تنتشر في الحروب بين الدول لتضليل الرأي العام أو من باب الخداع للجيوش أو تنشر لهدف زعزعة استقرار أي بلد أو أي مجتمع لهدف النيل منه أو زعزعة استقراره وزرع الخلافات بين أهله وتقويض أمنه، وفي الغالب يقف في وجه هذه الإشاعات ومن وراءها أهل الحكمة والمعرفة والرجال المعروفين برجاحة العقل وأهل الحل والعقد في كل مجتمع لتبصير الناس حول هذه الإشاعات وتفنيد مثل هذه الدسائس والمكر وتوعية المجتمع بكيفية التعامل معها ونبذ آثارها ومخاطرها على عامة الناس ولا يخفى على وعيك أخي القارئ الكريم ما يحاك حول وطننا وقيادتنا ومجتمعنا من إشاعات وأقاويل تحمل في طياتها الكثير من الحقد والحسد لما نحن فيه من نعم واستقرار ومحبة يقل بل يندر أن يوجد لها مثيل على وجه الأرض في وقتنا الحاضر. وهذا يفرض علينا التعامل مع هذه الإشاعات بشيء من الوعي والكياسة، ونضع في يقيننا أن كل ذي نعمة محسود، وأن نأخذ الأخبار والمعلومات من المصادر الرسمية الموثوقة وأن نلتف حول ولاة أمرنا وعلمائنا ونضع مصلحة بلدنا فوق كل الاعتبارات الأخرى، وقبل ذلك نشكر ونحمد المولى على ما أنعم به علينا من نعم لا تحصى لأنه بشكر الله تدوم النعم، قال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن أصبَح مُعافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا)..، قال تعالى (وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ اجعَل هذا بَلَدًا آمِنًا وَارزُق أَهلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ قالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَليلًا ثُمَّ أَضطَرُّهُ إِلى عَذابِ النّارِ وَبِئسَ المَصيرُ).