قال صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في جسده لديه قوت يومه كأنما حيزت له الدنيا بأسرها"، والمعنى من جمع له الله بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فبدون الأمن والاستقرار تختل الموازين وتضطرب أحوال المواطن ويعيش في ذعر وخوف وتشرد بحثًا عن الأمن كي تستقر حياته فبالأمن يسعى المواطنون وراء أرزاقهم ومن خلال الأمن يعبدون الله على بصيرة، فقال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر، قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ". وفي الآية دليل تقديم إبراهيم عليه الصلاة والسلام طلب ربه الأمن أولًا ثم الرزق ثانيًا كونهم لا يتلذذون بالرزق دون الأمن. والحمد لله على ما أنعم الله على بلادنا من نعمة الأمن والأمان فنعمه سبحانه وتعالى علينا كثيرة وآلاؤه وفيرة فله الحمد والمنة. المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أكد في ورقة عمل قدمها في ندوة حول (دور الخدمة الاجتماعية والأمن الفكري) في جامعة الأميرة نورة في الرياض أن منظري الفكر المتطرف وجدوا في الصراعات التي تشهدها دول عدة بيئة خصبة وملاذ آمن لمواصلة مساعيهم وأن هناك من يتزعمهم ويرعى مخططاتهم وهدفهم زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا والنيل من قيمها ومستقبل شبابها وهو الهدف الريئسي لهم، وتحدث بأن السعودية تتعرض لاستهداف غير مسبوق بمخططات إرهابية بهدف الإخلال بالنظام العام وزعزعة الأمن الاجتماعي من خلال نشر الفكر الضار والتغرير بمن ينتهجه، وتجنيده لاستخدامه أداة في تنفيذ الأعمال الإرهابية وبث الفتنة بين شرائح المجتمع وتحريضها على استهداف بعضها البعض فلنتعظ بما حصل لدول عربية مجاورة ولنضع أيدينا بأيد رجال الأمن للحفاظ على سلامة الوطن الغالي والمبادئ الإسلامية والإبلاغ عن كل من يعبث بأمن الوطن. وللمقال بقية