كثرت الفتن، وكثر القيل والقال وزاد الاقتتال حول العالم، وأصبحنا في زمانٍ يبقى الحليم فيه حيران من كثرة الدسائس والمؤامرات، حيث تأليب الشباب على الخروج عن تعاليم دينهم السمحة ومخالفة شرع الله والانضمام لعصابات ومليشيات عدائية تقتل البشر وتغتصب النساء وتهلك الحرث والنسل من أجل مكاسب دنيوية زائلة وتحقيق مطامح إقليمية، الهدف منها زعزعة استقرار أمن المسلمين في كل مكان. من يملك البصر والبصيرة ينظر لما هو حادث حولنا، وما أصاب الدول التي حولنا من التمزق والتشرذم والقتل والتشريد وزعزعة الأمن فيها حتى تدهورت أحوالها الاقتصادية، وتوقفت حركة التنمية فيها، وأصبح يكتنفها الجوع والمرض والفقر، لم تُحقِّق ثوراتها المزعومة أهدافها الزائفة، التي كانت تسعى إليها، ولم تحقق سوى الخراب والدمار وتشتيت الأسر والعائلات، وتهجيرهم إلى المجهول، ليواجهوا الذل والهوان. يقول النبي المصطفى- صلّى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها». ويقول أيضا عليه أفضل الصلاة والسلام: «من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة، لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، هذا يؤكد حتى لو حصل من الحاكم –أي حاكم- بعض الأخطاء فهي أفضل بكثير من حياة ملؤها الخوف والوجل وعدم الاستقرار والشتات، كما هو حادث حولنا اليوم . دعوة صادقة نُوجِّهها لجميع شبابنا في مجتمعنا المسلم بالوقوف صفًا واحدًا تجاه ما يُحاك حول بلدنا من مؤامرات الحاقدين الحاسدين، الذين يأملون ويتمنون زوال النعمة عن هذه البلاد المباركة، وزعزعة أمنها واستقرارها، وإدخال أهلها في دوامة الحروب والتناحر والتقاتل فيما بينهم، وإهلاك بعضهم البعض. فالله الله في وحدة الصف، ونبذ العصبية والخلاف، وإيَّاكم ونقل الشائعات الكاذبة وترويجها دون التثبت من مصادرها الصحيحة، فبلادنا مستهدفة وأعداؤنا كثر من الداخل والخارج، والفتن دائرة تموج موج البحر المتلاطم. نسأل الله أن يحفظ بلادنا، ويجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ ولاة أمرنا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.