استشهد 162 فلسطينيًا وأصيب 296 بجروح أمس، في سلسة غارات وقصف مدفعي استهدف أحياء سكنية في عدة مناطق في قطاع غزة. وأعلن جيش الاحتلال في إطار عدوانه على مدينة غزة ومحيطها والتي أصبحت منطقة قتال يعمها الدمار، وعلى خان يونس، أكبر مركز حضري في جنوب القطاع المحاصر. ارتفاع شهداء العدوان إلى 22.600 ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم ال91 على التوالي، إلى 22600 شهيد، فيما بلغ إجمالي عدد حالات الجرح والإصابة 57910 حالات، 70 في المئة منها أطفال ونساء. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت سلسة غارات وقصف مدفعي استهدف أحياء سكنية، مما أدى إلى استشهاد 162 فلسطينياً وجرح 296، خلال الساعات 24 الماضية. الهجرة الطوعية للإفلات من المحاسبة أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان حكمه يتعمدون استبدال جريمة التهجير القسري بمفهوم الهجرة الطوعية للإفلات من المحاسبة، وفقاً للقانون الدولي. وقالت في بيان، صدر أمس، «إنه على المجتمع الدولي والدول كافة أن تلاحظ وتدرك الرغبة الحقيقية التي يعبر عنها المواطن الفلسطيني يومياً في العودة إلى منزله، بالرغم من تدميره». وأشارت إلى أن المواطنين يتحدون تعليمات جيش الاحتلال ويواصلون التسلل والعودة إلى مناطقهم المدمرة، رغم معرفتهم المسبقة بمخاطر ذلك، في إصرار فلسطيني على البقاء ورفض التهجير القسري، وهو ما يُسقط مفهوم نتنياهو وأركان اليمين الحاكم بشأن (مفهوم الهجرة الطوعية) الذين يحاولون تعميمه، من أجل إخفاء جرائمهم، والإفلات من المحاسبة والعقاب، وفقاً للقانون الدولي. وحذرت من محاولات الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ترويج مفهوم الهجرة الطوعية لشعبنا في قطاع غزة وتسويقه، لإخفاء جريمة التهجير القسري الذي تفرضه قوات الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر على قطاع غزة، من خلال خلق مناخات وبيئة طاردة للغزيين. وأكدت أن شعبنا يتعرض ليس فقط لإبادة جماعية، وإنما أيضاً للتهجير بالقوة، ولا يوجد في قاموسه الهجرة الطوعية المزعومة، وهنا نذكر بما قاله نتنياهو منذ اليوم الأول من الحرب، عندما طالب سكان قطاع غزة بمغادرة القطاع، كاشفاً عن نواياه ومخططاته وأهدافه التي ينفذها طيلة 90 يوماً من العدوان ويجسدها على الأرض. وتساءلت: ما معنى منع المواطنين من العودة لشمال القطاع وقتل أعداد كبيرة ممن حاولوا العودة إلى منازلهم ومناطقهم؟ ما معنى حرمانهم من جميع احتياجاتهم الإنسانية الأساسية والمساعدات ومنعها من الوصول إلى شمال قطاع غزة، وما معنى أيضاً تدمير جميع مراكز الإيواء والمستشفيات والمنازل التي توفر أي مستوى من الخدمات للمواطنين، وتدمير الأسواق والمحلات التجارية، وتسوية المناطق بالأرض وتدمير جميع مقومات الحياة الإنسانية عليها؟ أليس هذا ترجمة عملية لما قاله نتنياهو في وقت مبكر بشأن تهجير الفلسطينيين؟ . 162 شهيداً و296 مصاباً خلال 24 ساعة انتهاكات إسرائيلية بحق الصحفيين وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في تقرير لها، ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي 1172 انتهاكاً بحق الصحفيين الفلسطينيين عام 2023. وأكدت النقابة أن تلك الانتهاكات تنوعت بين القتل، والإصابة والاعتقال وتدمير المؤسسات الإعلامية، حيث سجل العام الماضي استشهاد 102 صحفي في العدوان المستمر على قطاع، وإصابة 71 صحفياً بالرصاص وشظايا الصواريخ الإسرائيلية، والمئات برضوض وحالات اختناق، لافتة النظر إلى أنه تم توثيق اعتقال 58 صحفياً، بينهم ثمانية اعتقلوا من قطاع غزة. وأشار التقرير إلى أنه تم رصد 38 حادثة تحطيم كاميرات ومعدات عمل للصحفيين بعد مداهمة منازلهم والمؤسسات الإعلامية، مشيرة إلى أن العام الماضي يعد الأصعب في تاريخ الصحافة الفلسطينية، من خلال الاستهداف المباشر في قتل الصحفيين، وتدمير معظم شبكات التلفزة والإذاعة والمقار الصحفية، خلال العدوان المستمر على قطاع غزة. الاحتلال يتحدث عن مرحلة جديدة من الحرب إلى ذلك عرض وزير الدفاع الإسرائيلي للمرة الأولى خطته لما بعد انتهاء الحرب مع حركة حماس في غزة، وذلك مع تواصل القصف المكثف والعمليات البرية في القطاع قبيل جولة إقليمية لوزير الخارجية الأميركي. وشكّل الحديث عن «اليوم التالي» للقطاع، وإدارته المدنية والعسكرية، بندا رئيسيا في النقاشات الدائرة منذ اندلاع الحرب . وبقيت التساؤلات عن شكل إدارة القطاع، خصوصا بشقّها الأمني، دون إجابات واضحة. وتترافق هذه التساؤلات مع دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار في ظل تزايد عدد القتلى المدنيين، وأزمة إنسانية متعاظمة في ظلّ شح المساعدات ونزوح ما يناهز 85 في المئة من سكان القطاع. وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خطته «لما بعد الحرب» في قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ العام 2007. وبموجب هذه الخطة، لن تكون في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال «لا حماس» ولا «إدارة مدنية إسرائيلية». وكشف غالانت أمام الصحافيين عن الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدّمها إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، المنقسم منذ أسابيع حول المسار الواجب اتّباعه في القتال الدائر. وقال الوزير للصحافيين إنّه وفقاً لهذه الخطة فإنّ العمليات العسكرية «ستستمرّ» في قطاع غزة إلى حين «عودة الرهائن» و»تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس». وأضاف أنّه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة «اليوم التالي» للحرب والتي بموجبها «لن تسيطر حماس على غزة». وأكد غالانت أنّه بموجب خطته «لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب»، وأن هذه الخطة تقضي مع ذلك بأن يحتفظ الجيش الإسرائيلي ب»حرية التحرّك» في القطاع للحدّ من أيّ «تهديد» محتمل. كيانات فلسطينية تتولى إدارة غزة وشدّد على أنّ «سكّان غزة فلسطينيون، وبالتالي فإنّ كيانات فلسطينية ستتولى (الإدارة) بشرط ألا يكون هناك أيّ عمل أو تهديد ضدّ إسرائيل».ولم يحدّد غالانت من هي الجهة الفلسطينية التي يتعيّن عليها، وفقاً لخطّته، أن تدير القطاع المحاصر البالغ عدد سكّانه 2,4 مليون نسمة. سيناريوهات عدّة لما بعد الحرب وفي الأسابيع الأخيرة، ناقش محلّلون سيناريوهات عدّة لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في غزة بعد انتهاء الحرب. ومن بين هذه السيناريوهات عودة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس إلى حُكم القطاع. لكنّ استطلاعاً للرأي أجراه أخيرا «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة»، وهو معهد مستقلّ مقرّه في رام الله، أظهر أنّ ما يقرب من ثلثي الفلسطينيين الذين شملهم (64 %) يعتقدون أنّ حماس ستحتفظ بالسيطرة على القطاع بعد انتهاء الحرب، كما أن السلطة الفلسطينية لا تحظى بشعبية واسعة في القطاع الذي طردت منه في 2007 إثر معارك مع حماس. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيّة في مقابلة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز إلى «حلّ سياسي لفلسطين بأكملها» وليس لقطاع غزة فحسب. وقال «الناس بدأوا يتحدّثون عن «اليوم التالي»، عن السلطة الفلسطينية التي ستحكم غزة مجدّداً» لكنّ إسرائيل «تريد أن تفصل سياسياً قطاع غزة عن الضفّة الغربية».وأضاف «لا أعتقد أنّ إسرائيل ستخرج من غزة قريباً، بل أعتقد أنّ إسرائيل ستنشئ إدارتها المدنية الخاصة التي ستعمل تحت سلطة جيشها المحتلّ، وبالتالي فإنّ مسألة «اليوم التالي» ليست واضحة» حاليا. وزير دفاع الاحتلال يعرض خطته لما بعد الحرب هجوم بالصواريخ على عسقلان والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات على مدينة غزة ومحيطها في شمال القطاع، وخان يونس كبرى مدن الجنوب. وأشار إلى القضاء على مقاتلين من الحركة، واستهداف «بنى تحتية لحماس» في خان يونس، وقتل عناصر حاولوا «زرع عبوة ناسفة قرب جنود». كما أعلن الجيش أنه قتل في شمال قطاع غزة «مسؤول الأركان العملياتية في منطقة شمال قطاع غزة» في حركة الجهاد ممدوح لولو، وذلك بغارة جوية. في المقابل، دوّت صفارات الإنذار في مدينة عسقلان في جنوب إسرائيل. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، استهدافها بصواريخ. في غضون ذلك، تواصل نزوح سكان القطاع نحو الجنوب سعيا للابتعاد عن المناطق التي تتركز فيها العمليات العسكرية، في ظل الدمار الواسع الذي طالها وفقدان المقومات الأساسية للحياة. وأظهر فيديو لوكالة فرانس برس الخميس وصول العديد من النازحين الى مدينة رفح الحدودية مع مصر. واستخدم هؤلاء عربات ، أو سيارات وشاحنات صغيرة تكدست على متنها بعض الحاجات الأساسية والفرشات والملابس. وقالت امرأة لفرانس برس طالبة عدم ذكر اسمها «نزحنا من معسكر جباليا الى معان (قرب خان يونس)، ومن معان ها نجن ذاهبين الى رفح. شردنا، كانوا يطلقون النار علينا». وأضافت «لا مياه، لا كهرباء، لا أكل، ولا شرب»، مطالبة «كل الدول بالوقوف معنا... مُتنا، دُمّرنا». ويعاني سكان القطاع أزمة إنسانية كارثية وبات معظمهم على شفير المجاعة وفق الوكالات الدولية، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية فيما لا تدخل المساعدات إلا بكميات ضئيلة جدا رغم صدور قرار بهذا الصدد عن مجلس الأمن. بلينكن لزيادة المساعدات في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إلى المنطقة، ستشمل إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، وخمس دول عربية هي مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، إضافة إلى تركيا واليونان. وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن بلينكن سيناقش مسائل من بينها «إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير». كما سيبحث بلينكن في جولته الإقليمية الرابعة منذ اندلاع الحرب في غزة، «منع اتساع رقعة النزاع».