واصلت الآلة الحربية الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة لليوم ال90 على التوالي، مرتكبة مزيدا من المجازر بحق المدنيين بقصفها المنازل ومراكز الإيواء التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين. واستشهد 33 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح امس في قصف إسرائيلي استهدف منازل فلسطينية وتجمعات للنازحين في مدينتي دير البلح وخان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، أن 13 فلسطينيًا معظمهم من الأطفال والنساء استشهدوا في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وفي سياق متصل، استشهد 20 فلسطينيًا على الأقل وأصيب العشرات بجروح، إثر قصف إسرائيلي آخر استهدف عدة منازل وتجمعات للفلسطينيين النازحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني "أن القصف الإسرائيلي العنيف استهدف منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، مما أسفر عن استشهاد 14 فلسطينيًا، كما استشهد 6 آخرون في قصف استهدف منازل بالمناطق الشرقية من مدينة خان يونس، ليرتفع بذلك عدد شهداء المدينة اليوم إلى 20 شهيدًا. مليون نازح في رفح قالت الأممالمتحدة إن عدد النازحين الذين وصلوا إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة بلغ حوالي المليون، منذ بدء القصف الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأضافت الأممالمتحدة ، في تقريرها الإنساني اليومي أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أمس الخميس ، أن "محافظة رفح أصبحت الآن الملجأ الرئيس للنازحين، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، في أعقاب تكثيف الأعمال العدائية في خان يونس ودير البلح، وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي". وبحلول نهاية عام 2023، ووفقًا لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، يقدر عدد النازحين في غزة بنحو 9ر1 مليون شخص، أو ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع، بما في ذلك بعض الذين نزحوا عدة مرات، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال بشكل متكرر في القطاع بحثا عن السلامة. ويعيش ما يقرب من 4ر1 مليون نازح في 155 منشأة تابعة للأونروا في جميع المحافظات الخمس. وأعادت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان التأكيد على عدم وجود مساحة آمنة في غزة. إسرائيل تستهدف النازحين 48 مرة قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي كرر جريمة إرغام المدنيين على النزوح ثم استهدافهم بالقصف وارتكاب مجازر بحقهم أكثر من 48 مرة منذ بدء العدوان على القطاع المحاصر. وقال "الإعلامي الحكومي" في بيان له الخميس، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "كرَّر جريمة إرغام المدنيين تحت تهديد السِّلاح والقتل على النزوح من بيوتهم الآمنة وأحيائهم السكنية إلى مناطق أخرى زعم أنها آمنة، ولكنه قصفها وارتكب مجازر بحقهم". وتابع في هذا الصدد، "تكرر هذا الأمر أكثر من 48 مرة في محافظات قطاع غزة، كان آخرها ارتكاب (6 مجازر) في محافظة رفح (جنوبي قطاع غزة) راح ضحيتها 31 شهيداً في ثلاثة أيام فقط". واعتبر "الإعلامي الحكومي" في بيانه أن "حرب الإبادة الجماعية التي يشهدها المدنيون والأطفال والنساء في قطاع غزة ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية . وطالب المجتمع الدولي ب "وقف حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 29313 شهيداً ومفقوداً، بينهم 16350 شهيداً من الأطفال والنساء". الأوحال تفاقم البؤس تسبب القصف الإسرائيلي المتواصل في تدمير مساحات كبيرة من القطاع المكتظ بالسكان وفي كارثة إنسانية تقول منظمات الإغاثة إنها مفجعة. وصار معظم سكان غزة بلا مأوى مهددين بالمجاعة بسبب نقص الغذاء. وتدفق السكان امس من مخيمات البريج والمغازي والنصيرات، حيث حملت بعض العائلات الفرش والأمتعة والأطفال على عربات تجرها الحمير وتمكنت عائلات أخرى من أن تستقل سيارات. وحولت الأمطار الأرض إلى وحل، مما زاد من بؤس أولئك الذين سينصبون على الأرجح الخيام ليقيموا فيها. وقال سلامة أحمد (49 عاما) وهو من سكان شمال غزة وأب لخمسة بينما كان يتوجه إلى رفح في الجنوب "إسرائيل بتستعرض عضلاتها على المدنيين والنساء والأطفال، جبناء". كما قال لرويترز "القصف استهدف كل المنطقة الوسطى وكان أقوي مرة من أيام، هم بيخططوا لارتكاب مجازر وتدمير زي ما عملوا في مدينة غزة والشمال، هل هاي حربهم؟ حربهم بس على المدنيين العزل". جلسات علنية لمحاكمة إسرائيل من المقرر أن تستمع أعلى محكمة في الأممالمتحدة الأسبوع المقبل إلى مذكرات مقدمة من جنوب إفريقيا وإسرائيل بعد أن رفعت بريتوريا قضية بشأن ما أعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة. تريد جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل على نحو عاجل بتجميد عملياتها العسكرية في غزة، وهو ما رفضته إسرائيل. وقالت المحكمة في بيان إنها "ستعقد جلسات استماع علنية في قصر السلام في لاهاي... في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل" يومي الخميس 11 والجمعة 12 يناير. وفي الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا يوم الجمعة الماضي تتهم إسرائيل بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، قائلة إن "إسرائيل خصوصا منذ السابع من أكتوبر 2023 ... انخرطت وتنخرط وقد تستمر في الانخراط في أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة". البيت الأبيض: حماس تملك "قدرات كبيرة" أعلن البيت الأبيض أنّ حماس ما زالت تملك "قدرات كبيرة" داخل غزة بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي "نعتقد أنّ تقليص وتدمير قدرة حماس على تنفيذ هجمات داخل إسرائيل هدف يمكن أن تحقّقه القوات الإسرائيلية". وأضاف "يمكن القيام بذلك، عسكرياً"، لكنّه استدرك قائلاً "هل سيتمّ القضاء عليها؟ كلا. وهل هناك احتمال بالقضاء على المجموعة؟ على الأرجح كلا". وردّاً على سؤال حول عدد أعضاء حماس "الذين ما زال يتعيّن القضاء عليهم"، قال كيربي إنّ لديه تقديرات لم يشأ في الخوض في تفاصيلها. بلينكن إلى الشرق الأوسط يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب في قطاع غزة بعد تصفية القيادي في حركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروتالجنوبية والتفجيرين في إيران. ويغادر بلينكن واشنطن الخميس في رابع جولة يقوم بها في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وتشمل إسرائيل ومحطات عديدة أخرى في المنطقة، على ما أفاد مسؤول أميركي مساء الأربعاء. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر أن لا بلد "لديه مصلحة في حصول تصعيد"، في وقت تُنتقد الولاياتالمتحدة لدعمها الثابت لإسرائيل منذ بدء قصفها المدمر ولاحقا عملياتها البرية في قطاع غزة ردا على هجوم حركة حماس غير المسبوق داخل أراضيها في السابع من أكتوبر. وازدادت المخاوف من امتداد الحرب في قطاع غزة إلى المنطقة بأكملها مع الضربة التي أسفرت مساء الثلاثاء عن مقتل العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع ستة أشخاص آخرين أثناء عقدهم اجتماعا في مكتب لحماس في منطقة المشرّفية في الضاحية الجنوبيةلبيروت، واتهمت حماس والسلطات اللبنانية إسرائيل بتنفيذها.