أحست بألم في رجليها إثر كسر بسيط منعها من سواقة سيارتها فاتصلت بصديقتها، هل أنت ذاهبة إلى المهرجان؟ بالطبع فأنا مشاركة في الجلسة الحوارية معك هل نسيتِ؟ صحيح إذاً سأرافقك لأني لا أستطيع السواقة، بالطبع مهرجان قرائي هرج ومرج وأطفال يتطايرون فرحاً مع الألعاب والمهرجين والمطاعم التي هي أكثر الرابحين في هذا المكان، أما أصحاب دور النشر أكثرهم كان يغالبهم النعاس. في الجلسة الحوارية الحاضرون لا يتجاوزون أصابع اليد، رغم أن الحوار كان جميلاً ومفيداً. استلمت شهادة الشكر والتفتت إلى صديقتها: زاد الألم برجلي أريد العودة.. * انتظريني نصف ساعة وسأعود معك.. * خذي راحتك سأستغل سيارة أجرة لا تهتمي.. خرجت بعد عناء ووصلت إلى الشارع فأشارت إلى سيارة أجرة فتوقفت ثم ركبت السيارة.. * أريد منطقة الشهباء هز برأسه: لا أعرف المكان! * هل تعرف مستشفى القاسمي؟ هز برأسه: لا * إنه أكبر مستشفى بالشارقة وأنت سائق أجرة كيف لا تعرفه؟ الجملة الوحيدة التي كان يتقنها: أنا جديد! * طيب اذهب وأنا أرشدك إلى الطريق.. هز رأسه بعدم الموافقة! نزلت من السيارة وهي تهذي بكلمات: أيعقل أنهم يوظفون سواقين لا يعرفون لغة ولا طريقاً! إننا في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي! تاهت بين سيارات الزوار التي كانت تملأ الساحة والألم يفتك برجلها تمنت لو تملك كرسيًا متحركاً أو حتى تجد أمامها أي شيء مرتفع لتجلس عليه. الجبس يضغط عليها، انتفخت أصابع رجلها، نظرت إلى يدها تذكرت أنها كانت تمسك بشهادة! لقد نسيتها في سيارة الأجرة! مرت نصف ساعة. لقد خرجت صديقتها. أفواجٌ من الناس، لا تستطيع أن تركز، رؤوسٌ تتدافع نحو السيارات، بدأت تتحرك أصوات الأطفال، أبواق السيارات، لا تعرف ماذا تفعل؟! هناك أحدهم يمسك بيد طفلين يفتح سيارته، ألقت بنفسها! لم ترفع رأسها فقط قالت: أمن الممكن أن توصلني إلى أقرب مستشفى؟ * حاضر (صوت ليس بغريبٍ على مسمعها). رفعت رأسها، ودققت في ملامحه وملامح الطفلين! * إنه هو!!!!! (صرخة ألم أطلقتها مكتومة محبوسة) تكومت الدموع في عينيها إنه هو لو لا القدر! * قاصة إماراتية