يواصل آلاف الفلسطينيين النازحين من بيوتهم من وسط قطاع غزة ومدينة خان يونس، بفعل القصف الإسرائيلي المستمر لليوم ال 89 على التوالي، التدفق على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي استوعبت حتى الآن وفق إحصائيات فلسطينة خمسة أضعاف سكانها البالغ عددهم قبل نزوح آلاف الفلسطينيين من شمال ووسط القطاع إليها نحو 260 ألف نسمة. واكتظت شوارع وساحات المدينة بالخيام والبيوت البلاستيكية للاحتماء بها من برودة الطقس والأمطار فهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. ومع ازدياد عدد النازحين الذي وصل إلى نحو 1.2 مليون نازح، تفتقر مدينة رفح، التي تتعرض بين الحين والآخر للقصف الإسرائيلي، إلى نقص حاد في المياه وشح كبير في المواد الغذائية، بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي، يضاف إلى ذلك عدم قدرة مستشفيات مدينة رفح، ذات الامكانيات الطبية البسيطة، على تقديم العلاج لهذا العدد الكبير من النازحين، الذين يتواجد معهم آلاف الجرحى والمرضى. وتقع مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وتعد من أفقر مدن القطاع في الموارد الطبيعية، خاصة المياه، التي تتميز بملوحتها العالية وتلوثها. وتؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن كافة مراكز الإيواء اكتظت بالنازحين في مدينة رفح، وأن هناك عشرات آلاف النازحين نصبوا الخيام في محيط مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، التي تعاني كما تقول من أزمة إنسانية في تقديم الغذاء والدواء والمياه للنازحين الفلسطينيين. وتشير إحصائيات فلسطينية، إلى أن نحو 1.9 فلسطيني نزحوا من منازلهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، الذي تسبب في تدمير أكثر من 65% من المنازل والمنشآت الفلسطينية في القطاع، وهذا يعني أن 1.5 مليون فلسطيني باتوا دون مأوى، وبنية تحتية ومرافق عامة والتي دمرتها طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الجوي والبري والبحري المستمر على قطاع غزة، الذي دمر كذلك نحو 300 مدرسة وجامعة بشكل كلي وجزئي.