كان حضوري مع ابن شيخي وأستاذي الأديب أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري حفل جائزة "شخصية العام الثقافية 2023" فرصة كبرى للاطلاع عن كثب على تطور الوضع الثقافي بمملكتنا الحبيبة، والذي تقوده باقتدار وزارة الثقافة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، أول وزير للثقافة في العهد الزاهر الذي نعيشه في ظل قيادة رشيدة، تقود رؤية طموحة، تحتفي بالمبدعين وتكرمهم التكريم اللائق بهم، وبجهودهم الفنية وإبداعاتهم، وقد كان شيخي من بين هؤلاء الذين استحقوا تكريم وزارة الثقافة، بشخصية العام الثقافية نظير إسهاماته الأدبية والثقافية الكبيرة التي بذلها على مدى سنواتٍ طويلة في الميدان الثقافي. والملاحظ أنه رغم العمر القصير لوزارة الثقافة والتي تأسست عام 2018م، إلا أنها استطاعت تغيير المشهد الثقافي من خلال حرصها على حفظ التراث التاريخي للمملكة، مع السعي لبناء مستقبل ثقافي غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، ويشمل ذلك: التراث، المتاحف، المواقع الثقافية والأثرية، المسرح والفنون الأدائية، المهرجانات والفعاليات الثقافية، الكتب والنشر، فنون العمارة والتصميم، التراث الطبيعي، الأفلام، الأزياء، اللغة والترجمة، فنون الطهي، الأدب، المكتبات، الفنون البصرية، والموسيقى. ثم أحيت الوزارة منهج التكريم المادي للمبدعين من خلال إطلاق مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية"، وهي جوائز سنوية تُمنح للمواطنين والمؤسسات السعودية الناشطة التي تحقق إنجازًا في 14 مسارًا ثقافيًّا وفنيًّا، وذلك في دورتها الأولى، ثم زاد عدد المسارات في الدورة الثالثة إلى 16 مسارًا تغطي كافة الفنون التي ذكرتها سابقاً، إضافة إلى استحداث جائزة جديدة باسم "جائزة سيدات ورجال الأعمال"، وكذلك "جائزة التميّز الثقافي الدولي". والوزارة بهذا تعيد وصل ما انقطع، ففي عام 1983م (1403ه) طرحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك جائزة الدولة التقديرية، لتُمنح لثلاثة من الأدباء السعوديين الذين أسهموا في إثراء الميادين الدينية والفكرية في السعودية، واستمرت الجائزة لعامين فقط 1404ه و1405ه ثم توقفت، وقد فاز بها كلٌ من الرواد: حمد الجاسر، أحمد السباعي، عبد الله بن خميس، أحمد عبد الغفور عطار، طاهر عبد الرحمن زمخشري، وسمو الأمير عبد الله الفيصل؛ رحمهم الله جميعاً؛ هذا إلى جانب دعم الوزارة للفن التشكيلي بصفة خاصة، حتى أصبح في مصاف الفنون الأخرى التي أخذت حظها من الانتشار، وتؤكد تلك الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والتي تشمل مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" وغيرها من المبادرات والبرامج والفعاليات إيمان الوزارة بضرورة تكريس الثقافة كنمط حياة، وتعزيزاً لمكانة المملكة على الساحة الثقافية العربية والعالمية، ودعماً لتحقيق رؤية المملكة 2030م. ونطمح إلى زيادة تلك الجهود بالمستقبل حتى تتحقق جميع أمنيات المهتمين بالفن وعشاقه، في بلادنا التي تقدر الجمال ومتذوقيه وتقدم لهم الجوائز التقديرية.