ضرب زلزال قوي وسط اليابان الإثنين مما أدى إلى صدور تحذيرات للسكان لإخلاء بعض المناطق الساحلية وانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل وتعطل الرحلات الجوية وخدمات السكك الحديدية في المناطق المتضررة. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) إن الزلزال الذي بلغت قوته المبدئية 7.6 درجة أدى إلى موجات بارتفاع متر واحد تقريبا في مناطق على ساحل بحر اليابان فيما يتوقع وصول موجة أكبر لاحقا. وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرات لمقاطعات إيشيكاوا ونيجاتا وتوياما الساحلية من وقوع موجات مد عاتية (تسونامي)، في أول تحذيرات كبيرة منذ زلزال وتسونامي مارس في شمال شرق اليابان. ويعني التحذير من حدوث تسونامي أن هناك احتمال حدوث أمواج يزيد ارتفاعها على ثلاثة أمتار. وأصدرت روسيا أيضا تحذيرات من حدوث موجات تسونامي في مدينتي فلاديفوستوك وناخودكا في أقصى شرق البلاد. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في تصريحات بثتها إن.إتش.كيه إن السلطات لا تزال تقيم حجم الأضرار ويتعين على السكان الاستعداد لأية هزات أخرى. وأضاف "على السكان أن يبقوا في حالة تأهب تحسبا لزلازل أخرى محتملة وأحث سكان المناطق التي من المتوقع أن تتعرض لموجات تسونامي على الإخلاء في أقرب وقت ممكن". وظهر تحذير باللون الأصفر وهو يومض بكلمة "اركضوا!" بثته إن.إتش.كيه ينصح السكان في مناطق معينة من الساحل بإخلاء منازلهم على الفور. وأظهرت لقطات بثتها إن.إتش.كيه مبنى ينهار وسط عمود من الغبار في مدينة سوزو الساحلية، كما أظهرت اللقطات سكانا بمدينة كانازاوا يرتعدون تحت طاولات خلال تعرض منازلهم للهزات الأرضية. وأدى الزلزال إلى اهتزاز المباني في العاصمة طوكيو على الساحل المقابل. وقالت شركة هوكوريكو للطاقة الكهربائية إن الكهرباء انقطعت عن أكثر من 36 ألف منزل في مقاطعتي إيشيكاوا وتوياما. وتم تعليق خدمات السكك الحديدية عالية السرعة القادمة إلى إيشيكاوا، فيما أعلنت شركتا سوفت بنك وكيه.دي.دي.آي للاتصالات عبر موقعهما على الإنترنت عن تعطل خدمات الهاتف والإنترنت في إيشيكاوا ونيجاتا. وأعادت شركة أول نيبون للخطوط الجوية أربع طائرات كانت متجهة إلى مطاري توياما وإيشيكاوا بعد إقلاعهما عقب وقوع الزلزال، بينما ألغت الخطوط الجوية اليابانية معظم الرحلات إلى نيجاتا وإيشيكاوا لبقية اليوم، وفقا لتلفزيون أساهي. وأعلنت هيئة تنظيم الأنشطة النووية في اليابان أنه لم يتم تأكيد أي خلل في محطات الطاقة النووية على طول بحر اليابان، بما في ذلك خمسة مفاعلات نشطة في محطتي أوهي وتاكاهاما اللتين تشغلهما شركة كانساي للطاقة الكهربائية في مقاطعة فوكوي. كما أشارت الهيئة إلى أن محطة شيكا التابعة لشركة هوكوريكو في إيشيكاوا، وهي المحطة الأقرب لمركز الزلزال، كانت قد أوقفت تشغيل مفاعليها الاثنين بالفعل قبل الزلزال في إطار عمليات تفتيش دورية ولم تتعرض لأي تأثيرات بسبب الزلزال. وضرب زلزال قوي وأمواج تسونامي شمال شرق اليابان في 11 مارس آذار 2011، مما أدى إلى تدمير بلدات وانصهار في مفاعلات نووية في فوكوشيما. ووقع زلزال آخر اشتهر باسم زلزال هانشين الكبير في غرب اليابان عام 1995 وأسفر عن مقتل أكثر من ستة آلاف معظمهم في مدينة كوبي. وجاء زلزال امس الإثنين خلال عطلة العامة بمناسبة رأس السنة.