التضامن الإنساني هو ترجمة لأفعال حقيقية وتعزيز العدالة الاجتماعية تلك التي يدفعها الشعور والإدراك بحجم المسؤولية بدعم المحتاجين في الحروب والكوارث البيئية لتفعيل إنسانيتنا إلى جانب قيمنا المشتركة، والالتزام الثابت والمطلق تجاه تكريس صورة العالم الأكثر إنصافاً واستدامة، باعتبارها محاولة حقيقية لدفع المتضررين وتمكين قدرتهم للتغلب على النكبات وتجاوز التحديات الكبرى. المملكة سعت باستمرار إلى ترسيخ مبادئ الإنسانية بالبذل وسخاء العطاء والدعم للشعب الفلسطيني المتضرر، انطلاقًا من سياستها الثابتة، والداعية إلى التعاون بين الدول والشعوب من أجل تعزيز السلام العالمي، والمحافظة على المكتسبات الإنسانية، وتحقيقاً لنهجها الراسخ على مدى حكم ملوكها حتى العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، هذا التفاعل مع القضايا الإنسانية هو تحقيق لرسالة المملكة تجاه الشعوب كافة. التحديات والظروف القاسية جراء الأزمة المندلعة حالياً في قطاع غزة، وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل عليه، والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني متجاوزة القانون الدولي الإنساني، المملكة بادرت في هذا الشأن في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقدمت كل صور الدعم الحقيقي بشكل عاجل وبكل إمكاناتها من مساعدات إنسانية عبر الحملة السعودية لإغاثة فلسطين، ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي، وكذلك جسرين بري وبحري، تتضمن المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات. هذه الأعمال الإنسانية تعكس دور المملكة المحوري في العمل الإنساني والخيري، وحرصها على التضامن الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية باعتبارها نموذجاً في تكريس قيم الخير والعطاء والعدالة والتكافل الإنساني المنبثقة من أصالة هويتها العربية وتقاليدها العريقة المستمدة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف. المساعدات الإنسانية السعودية تأتي في سياق نهج شامل لتعزيز روح الترابط والتآخي الإنساني في مواجهة الكوارث وإنهاء الحروب وتسوية الصراعات الإقليمية والدولية، بما في ذلك دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية.