تشارك المملكة العربية السعودية العالم بالاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني الذي يصادف 20 ديسمبر من كل عام، وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم العالمي عام 2005؛ وذلك تقديرًا لحقيقة أن التضامن من القيم الأساسية والعالمية التي يجب على الجميع تعزيزها. وهذا اليوم يهدف لتذكير البشرية أجمع بأهمية التضامن الإنساني ونشر الوعي حول أهمية العدالة الاجتماعية وضرورة العمل معًا لتحقيقها. أكثر من 54 عملية فصل للتوائم السيامية تم استقبالها من مختلف دول العالم كما يهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تذكير الجميع بمسؤوليتهم تجاه بعضهم البعض، لا سيما في مواجهة التحديات العالمية مثل الفقر وتغير المناخ والصراعات. والتذكير بأهمية مراعاة الاتفاقيات والالتزامات الدولية التي تم التعهد بها من أجل العدالة الاجتماعية. وتحرص المملكة العربية السعودية على الالتزام في دعم التضامن الإنساني اتباعا للنهج الذي قامت عليه المملكة وتمسكت به منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهو نهج ثابت قائم على خدمة الإنسانية، وقد اضطلعت المملكة منذ تأسيسها على يده -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- بمسؤوليات جسام خصوصاً تجاه أبناء الأمة العربية والإسلامية، ثم تجاه المجتمع الإنساني أجمع دون تفريق. المملكة والتضامن والمجالات الخيرية التي تتفرد بها المملكة العربية السعودية كثيرة ومتنوعة، فكانت الدولة السبّاقة التي يُشار إليها بالبنان في كل عمل خيري وإنساني وإغاثي عالمي وتسابق الكل إلى ذلك، ولا تبتغي من ذلك جزاءً ولا شكوراً إلا الأجر والثواب الكبير من الله جل وعلا. ومن تلك المجالات الرائدة فيها بالتضامن الإنساني، إسهامها في تأسيس العديد من المنظمات السياسية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية التي تسهم بالعمل الإنساني. ولم تكتف المملكة بدورها المؤسس لهذه المنظمات، بل دعمت مواثيق هذه المنظمات مادياً ومعنويا وتطوير مؤسساتها وأنشطتها المتعددة والرقي بها. وإيماناً بأهمية دور المملكة العربية السعودية الرائد في جميع المحافل الدولية والإقليمية حرص قادة هذه البلاد -حفظهم الله- منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز -رحمه الله- حتى وقتنا الحاضر على الإسهام بدور مؤثر في تأسيس أهم المنظمات العالمية والإقليمية ودعمها. لقد بدأت المساعدات والمعونات وأشكال الإغاثة مع قيام الدولة السعودية حين أرسى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قواعد العمل الإنساني في مساعدة المحتاجين في وقت كانت فيه المملكة محدودة الإمكانيات وفي ظل احتياجات ضخمة لتأسيس قواعد الدولة. وكانت أول المساعدات السعودية في عام 1370ه - 1950م حيث تعرضت البنجاب لفيضانات مدمرة، فكانت اليد السعودية في موقع الحدث تبذل وتواسي وتساعد ضحايا الكارثة، وفي عام 1371ه - 1952 م استطاعت المملكة العربية السعودية تشييد مدرسة كبيرة في القدس تتسع ل500 طالب يتلقون رعاية كاملة من غذاء وعلاج وتعليم وملبس ومأوى، ورصد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لهذه المدرسة 100 ألف دولار سنويا، كما أنشأت مستشفى حديث يقدم العلاج والدواء بلا مقابل. والتاريخ يسجل للملك عبدالعزيز مواقفه الراسخة في دعم وتعزيز التضامن الإنساني وخصوصاً العربي والحرص على وحدة الصف ونبذ الخلافات والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. وقد أرسى -رحمه الله- مرتكزات السياسة السعودية القائمة على التوازن والشفافية، وقيام أبنائه من بعده بالعمل على تنفيذ تلك المرتكزات عربيا وإسلاميا ودوليا. عطاء لا ينضب ولم ينقطع الدعم الإنساني بل وتواصل المملكة عطاءها الإنساني، باعتبار أن التضامن الإنساني إحدى القيم الأساسية والعالمية التي تقوم عليها العلاقات بين الشعوب والدول، وتؤكد المملكة العربية السعودية، على الدوام تضامنها العميق مع دول العالم وشعوبه في مختلف القضايا والمحافل والمناسبات، ولقد أثبتت المملكة تضامنها مع العالم والإنسانية جمعاء، لنهجها القائم على التوازن والاعتدال ومناصرة الشعوب والوقوف إلى جانبها في أزماتهم كافة، بصرف النظر عن البعد الجغرافي. ومن أعمالها الإنسانية إنشاء رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1381ه بهدف جمع شمل المسلمين والدفاع عن كيانهم ومستقبلهم والارتقاء بمكانتهم بين الأمم. ومن هنا فإن التضامن الإسلامي يأتي في مقدمة منطلقات السياسة الخارجية السعودية فحماية الأمن الوطني والمصلحة الوطنية السعودية هو تدعيم للتضامن الإسلامي، حيث تعد المملكة جزءا لا يتجزأ من العالم الإسلامي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن التزام المملكة بالتضامن العربي يأتي في سياق وإطار التضامن الإنساني، حيث بلغ إجمالي المساعدات والقروض التي قدمتها المملكة للدول النامية عبر القنوات الثنائية ومن خلال المؤسسات متعددة الأطراف خلال الفترة من 1991 إلى نهاية عام 2008م نحو 120.6 مليار ريال، ودعمت صندوق مكافحة الفقر في العالم الإسلامي بمبلغ مليار دولار إضافة إلى مساهمتها في رؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية وتجاوز ما قدمته المملكة من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة المنصرمة 100 مليار دولار استفاد منها 95 دولة نامية متنوعة. ويمثل هذا المبلغ لأكثر من 4 في المئة من إجمالي الناتج الوطني للمملكة وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المستهدفة من الأممالمتحدة. والمملكة حريصة على أن تصل مساعداتها إلى من يحتاجها في كل مكان، وفي مختلف المواقف والظروف، ما يعكس حرصها الكبير على ترسيخ القيم والمعاني التي جعلت منظمة الأممالمتحدة تُقرّ هذا اليوم، احتفاءً بالوحدة الإنسانية في إطار التنوع، وتذكير الحكومات بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقيات الدولية، ورفع الوعي العام بأهمية التضامن، وتشجيع النقاشات بشأن تعزيز التضامن الإنساني لتحقيق الأهداف الإنمائية. مساعدات فورية ورسخت المملكة العربية السعودية مكانتها العالمية وحضورها القوي في العمل الإنساني والتطوعي وتقديم المساعدات الإنسانية الفورية على مستوى العالم، التي تتضح عبر ما تقدمه من برامج إغاثية مالية ومادية بسواعد وطنية في مناطق الكوارث والحروب والصراعات، من خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يمثل قيمة إنسانية وإغاثية في العالم أجمع. وتتبع المملكة العربية السعودية في أعمالها الإغاثية والإنسانية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- نهجاً إسلامياً ثابتاً مستمداً من كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، يقوم على خدمة الإسلام والمسلمين ومد يد العون والمساعدة للشعوب المنكوبة في مختلف أنحاء العالم للتخفيف من معاناتهم. وتحترم المملكة التضامن الإنساني الدولي القائم على مبدأ أساسي يقوم عليه القانون الدولي المعاصر، بهدف الحفاظ على النظام الدولي وضمان بقاء المجتمع الدولي. ويتلخص الهدف العام من التضامن الدولي في إنشاء بيئة مواتية للقضاء على أسباب التفاوت وعدم المساواة بين الدول وإنشاء علاقة قوامُها الثقة والاحترام المتبادل بين الدول، من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان، واتساقاً مع هذه الأهداف فإن المملكة العربية السعودية خلال جائحة كورونا، كان لها دور فعال في مواجهة فيروس كورونا، وحرصها على أن تستعيد الشعوب المحتاجة قبل الغنية عافيتها رغم قسوة المرحلة ومرارتها. وجاء تحرك المملكة الإنساني لمواجهة «الجائحة» بعد أن حصّن الملك سلمان وولي العهد -حفظهما الله- الوضع الداخلي بقرارات وإجراءات وتدابير وقائية، ودعم لا محدود لوزارة الصحة السعودية والأجهزة المعنية، ليضاف إلى مواقفها الداعمة للدول الشقيقة والصديقة والحليفة في مواجهة الكوارث، بعد أن مدت يد العون والمساعدة باعتبارها دولة فاعلة ومؤثرة، وكونها القلب النابض للأمتين العربية والإسلامية وتمد يدها للمحتاجين عالمياً. ويأتي ذلك لما لها من ثقل سياسي وتأثير اقتصادي. مبادرات إنسانية وتعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والدول المحتاجة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها الإنسانية المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد. وبحكم مكانة المملكة الإسلامية فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، والدول التي يقطنها أقليات إسلامية، حيث قامت بإنشاء المساجد ودور العلم، بالتنسيق مع تلك الدول وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه. وانطلقت المملكة في هذه الأعمال الخيرة من كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، اللذين تنتهجهما دستوراً وشريعة حياة، فأخذت من قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى (سورة المائدة - 2)، وقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً (متفق عليه)، نبراساً ومبدأً للعمل باتجاه الخير، خدمة للإسلام والمسلمين. واستشعارا لدور المملكة العربية السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، الذي يدفع بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوبٍ تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورةٍ عاجلة، لا سيما وهو ما دأبت على فعله حكومة المملكة الرشيدة طوال تاريخها الإنساني والإغاثي، بتكفلها بالمصاريف الإدارية وأجور النقل، بالتنسيق مع الحكومات المستفيدة من الدعم، بجانب توليها أجور النقل في الداخل واستئجار المستودعات في البلدان المستهدفة من العملية الإغاثية والإنسانية، لتصل المبالغ المعلن عنها كاملة للمتضررين، بدقة وسرعة وشفافية ووضوح. وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عند وضعه حجر الأساس للمركز بحضور عدد من ممثلي المنظمات الإغاثية الدولية، أن المركز سيكون مخصصا للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزا دوليا رائدا لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، مخصصا - أيده الله - له مبلغ مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية. إغاثات عالمية وانطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعاراً منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة العربية السعودية بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزاً دولياً مخصصاً للأعمال الإغاثية والإنسانية، ودُشنت أعماله في مايو من العام 2015، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، -أيده الله-. ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأممالمتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية. وروعي في المشاريع والبرامج التي يقدمها المركز، أن تكون متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم التي يعيشون فيها أو تعرضوا لها، وتشمل المساعدات جميع قطاعات العمل الإغاثي والإنساني (الأمن الإغاثي، إدارة المخيمات، الإيواء، التعافي المبكر، الحماية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الصحة، دعم العمليات الإنسانية، الخدمات اللوجستية، الاتصالات في الطوارئ). ويسعى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يكون نموذجاً عالمياً في هذا المجال، مستنداً على مرتكزات عدة، من بينها: مواصلة نهج المملكة في مد يد العون للمحتاجين في العالم، وتقديم المساعدات بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية. والتنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة، وتطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية. وتوحيد الجهود بين الجهات المعنية بأعمال الإغاثة في المملكة، ضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تُستغل لأغراض أخرى، وأن تتوافر في المساعدات، الجودة العالية وموثوقية المصدر. وانطلق مركز الملك سلمان للإغاثة بهدف ورسالة سامية وهي السعي لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى. وقد تم تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز ليكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ورؤيته بأن يكون مركزاً رائداً للإغاثة والأعمال الإنسانية و نقل القيم الإنساني إلى العالم . ورسالته إدارة وتنسيق العمل الإغاثي على المستوى الدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئات المتضررة بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية . ويشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة. وقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الكثير من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية لأكثر من 95 دولة حول العالم، وذلك بمشاركة الشركاء الدوليين والإقليمين والمحلين في الدول المستفيدة كما تم تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الإنسانية، لإيصال المساعدات الإغاثية لملايين المستفيدين في جميع أنحاء العالم. ولمركز الملك سلمان للإغاثة، علامة بارزة في سجل المملكة الإنساني، وقطرة من فيض عطائها، وستبقى -بإذن الله- أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة، انطلاقاً من التعاليم الجليلة لديننا الإسلامي، وتجسيداً لأسمى معاني التضامن الإنساني. وفي إحصائيات عامة لمشاريع المركز المنجزة - والقيد التنفيذ فقد بلغ عدد المشاريع 2670 وعدد الشركاء175والتكلفة الإجمالية6,515,358,788 وعدد الدول المستفيدة 95 دولة. فصل التوائم وجهود المملكة العربية السعودية في دعم التضامن الإنساني مستمرة، فإلى جانب هذه الجهود، يأتي البرنامج الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية، والذي يعد البرنامج الوحيد من نوعه على مستوى العالم والذي انطلق في 31 ديسمبر 1990م، حيث نجح فريق طبي سعودي بقيادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة، وزير الصحة آن ذاك في إجراء عملية جراحية معقدة لفصل توءم سيامي سعودي من الإناث، ملتصق بمنطقة البطن، ويشترك في أغشية البطن، وجزء من الكبد، وكان نجاح العملية في هذا التخصص الجراحي الدقيق بمثابة إنجاز طبي سعودي، ترددت أصداؤه في أرجاء العالم، فتحول الإنجاز إلى لبنة في تأسيس البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، الذي انفتح على العالم، واستقبل حالات من دول شتى دون تفرقة. ويتكفل البرنامج بكافة نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إذ قام على مدى 3 عقود باستقبال مئات الحالات من التوائم السيامية من مختلف دول العالم ودراستها وتقييمها قبل إجراء العملية، وهذا البرنامج يضاف إلى ريادة المملكة في الأعمال الإنسانية وسجل المملكة الطبي والإنساني. ويحظى البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية باهتمام مباشر من قيادة المملكة، التي تُصدر التوجيهات باستقبال حالات التوائم، وإجراء العمليات الجراحية لها، والتكفل بكل نفقاتها المالية. وتنفرد قيادة المملكة العربية السعودية دون غيرها بمنح هذا الاهتمام الإنساني لحالات التوائم السيامية في العالم، ويُعد البرنامج جزءًا من جهود المملكة العربية السعودية في مجالات العمل الإنساني على المستوى الدولي. واستشعاراً من المملكة بأهمية ذلك جمعت تلك التخصصات في مكان واحد. وفي هذا الصدد تمكن البرنامج من إجراء أكثر من 54 عملية فصل ناجعة للتوائم السيامية، حيث تزخر المملكة بكفاءات طبية وطنية عالية المستوى، وتجهيزات وأجهزة حديثة، وفق آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال الجراحي الدقيق. ولكون المملكة تروم المعالي في كل مجال، ومنها المجال الإنساني لفصل التوائم السيامية، فإن البرنامج مستمرٌ في إضافة الكوادر الطبية والوطنية في كل عملية جديدة، حيث يملك فريقاً أول وثانيا وصفاً ثالثاً، علاوة على تقديم نخبة من الأطباء السعوديين محاضرات علمية، ونشر بحوث متعلقة بفصل التوائم في عديد من الدول. وتعكس تلك النتائج المستوى والكفاءة الكبيرين اللذين بلغتهما المملكة في ذلك التخصص الجراحي الدقيق، كما تعكس حجم الخبرة والدراية التي باتت تمتلكها المملكة في مجال فصل التوائم السيامية. ولا تقتصر ريادة المملكة فيه على الريادة الطبية فحسب، وإنما الريادة الإنسانية أيضاً، إذ يحظى البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية باهتمام مباشر من قيادة المملكة، التي تُصدر التوجيهات باستقبال حالات التوائم، وإجراء العمليات الجراحية لها، وتنفرد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بمنح هذا الاهتمام الإنساني لحالات التوائم السيامية في العالم، ويُعد البرنامج جزءًا من جهود المملكة في مجالات العمل الإنساني على المستوى الدولي. الملك وولي العهد راعيان للإنسانية فريق طبي سعودي مستقبلاً أحد التوائم السيامية