أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها، تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب، أو مهتمين خلف الشاشات الفضية، يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن. «دنيا الرياضة»» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم الطبيب الإعلامي الدكتور عبدالله بن زيد المشاري، طبيب استشاري علم الأمراض الإكلينيكى، له اهتمام وأثر بمجاله الطبي النادر في السموم الجنائية والكيمياء السريرية.. فإلى نص الحوار. ممارسة الرياضة بشكل عام عامل رئيس للتخلص من إدمان المخدرات * برأيك ما تقييمك للبرامج الرياضية في الوقت الحالي، ومن أفضل مقدم على الساحة من جميع النواحي؟ * في الحقيقة لاحظت تطورا بالمحتوى المقدم في البرامج الرياضية يواكب التطور الحاصل للرياضة في مملكتنا الحبيبة خاصة في ظل استضافة المملكة للعديد من المحافل الرياضية العالمية وآخرها استضافة المملكة لبطولة كأس العالم وتعددت البرامج الرياضية التي تتحدث عن التطور الرياضي في مختلف الأصعدة سواءً محليًا أو عالميًا مما يخلق التنافس بين البرامج الرياضية لتقدم محتوى مثري ومفيد يليق بتطور الرياضة في المملكة. * هل تلعب العلاقات والصداقات دوراً في وجود أسماء معيَّنة على الساحة وتغييب آخرين؟ الصفراء أوجهها لنفسي لعدم ممارستي الرياضة بشكل يومي ولا أحبذ الحمراء * العلاقات عامل واحد من العديد من العوامل المؤثرة في كل مجال لكن إذا لم تكن هناك موهبة حقيقة فهي مجرد فقاعة وستنتهي، الفارق في النهاية هي الموهبة الحقيقية والاجتهاد والالتزام والإبداع والموهبة الحقيقة تفرض نفسها على الساحة وكم سمعنا عن لاعبين تصدروا الساحة النجومية في الرياضة من أحياء بسيطة وهم لا يملكون إلا المهارة إذا اجتمعت المهارة مع العلاقات لا شك أنها ستسهل من الوصول للساحة، ولكن لا أعتقد أنها ستغيب صاحب الموهبة والمهارة سيفرض نفسه وهناك العديد من القصص الواقعية محليا وعالميا لأشخاص تميزوا بالموهبة رغم الظروف المحيطة بهم. تناول المكملات الغذائية والمسكنات دون استشارة طبية له آثار جانبية خطيرة * من وجهة نظرك كيف نصنع جيلاً إعلامياً مميزاً يفرق بين الإثارة المقبولة والمرفوضة؟ * أرى أنه صنع جيل إعلامي مميز يحتاج إلى توجيه فعّال يبدأ بتوفير محتوى يحمل قيمًا ومعلومات دقيقة مع الحرص على المصداقية وتعزيز الوعي لفهم أهمية المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في الإعلام و عزيز القيم وتشجيعهم على الالتزام بالمبادئ الأخلاقية في تقديم المعلومات والتواصل مع الجمهور. o تقييمك لأداء المراكز الإعلامية بالأندية السعودية؟ * أجدها ما زالت تسير لما هو مأمول منها لكن ينقصها أن تكون مؤثرة على وسائل الإعلام لا أن تكون متأثرة فصناعة الخبر والرسالة الإعلامية الهادفة فن لا يتقنه الكثير، ولا أنكر أن المراكز الإعلامية في الأندية السعودية تشهد تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأت تولي اهتمامًا كبيرًا للتواصل مع الجماهير وتقديم محتوى متنوع وجذاب، إضافة لتوفير تغطية لأخبار الفريق والأحداث ولكن تحتاج إلى إنتاج محتوى مبتكر ومثير يجعل الجماهير تشعر بالارتباط الأكبر بالنادي، بإمكان الأندية السعودية تحقيق تفاعل أفضل مع جماهيرها ومتابعيها وتقديم رسائل توعوية وتثقيفية للجماهير هناك دائمًا مجال للتحسين، خاصة فيما يتعلق بتنويع المحتوى الهادف والتفاعل مع المتابعين بشكل أكبر لتلبية احتياجات الجمهور المتنوعة. الميول للنصر واستضافة مونديال الأندية دليل على تطور رياضتنا عالمياً * هل تغير محتوى القنوات الفضائية الرياضية وضيوفها مع سيطرة الإعلام الجديد؟ o نعم لا شك مع أني أجد أن البرامج الرياضية من أقل البرامج الإعلامية تأثرا بالإعلام الجديد ولكن نشاهد محتوى القنوات الفضائية الرياضية في الفترة الأخيرة تركيزه على الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة الوصول إلى التفاعل المباشر مع الجماهير وتقديم محتوى يلبي احتياجاتهم وهذا جيد. o هل حسابات الأندية على مواقع التواصل الإعلامي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟ o بالطبع حسابات الأندية على مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا هامًا في التواصل مع الجماهير فهي قناة مباشرة للأندية للتفاعل مع مشجعيها ونقل الأخبار وتقديم محتوى خاص يعزز الانتماء ويثير الحماس، ويمكن للأندية تقديم رسائل توعوية هادفة مثل التوعية بخطر المخدرات خاصة أن المتابعين لهذه الحسابات هي شريحة كبيرة من الشباب سيكون هذا الدور المجتمعي للأندية على حسابات التواصل مؤثرًا اضافةً الى أهداف النادي الأخرى من تعزيز الشعور بالمشاركة والانتماء لدى الجماهير. * برأيكم بحكم التخصص والاهتمام بمجال السموم الجنائية هل المحافظة على أداء الرياضة بشكل عام يساعد على التخلص من إدمان المخدرات؟ o نعم، المحافظة على ممارسة الرياضة بشكل عام يمكن أن يساعد في التخلص من إدمان المخدرات، وذلك لأن الرياضة تساعد في تحفيز إفراز المواد الكيميائية في الدماغ التي تعزز الشعور بالسعادة والرفاهية، مثل الإندورفين والسيروتونين، وهذا يعمل كمضاد للإدمان بالإضافة إلى ذلك، ممارسة الرياضة تساعد في تحسين الصحة العقلية والبدنية بشكل عام، وتساهم في تقوية الانضباط الذاتي وتحسين التركيز والتفكير الإيجابي، مما يمكن أن يساعد في مواجهة إدمان المخدرات والابتعاد عنها بإذن الله. o ما مدى خطورة تناول الرياضيين وغيرهم للمكملات الغذائية والمسكنات من دون استشارات طبية؟ o تناول المكملات والمسكنات بدون وصفة طبية أو الاعتماد على مكملات غير معتمدة أو الجودة الضعيفة له تأثيراته السلبية على الصحة ولا ينصح بأخذها بدون إستشارة طبية فلا بد أن يتم عمل الفحوصات اللازمة لمعرفة احتياج الجسم والجرعة المناسبة لكل شخص ، فتناول المكملات الغذائية والمسكنات دون استشارة طبيب أو الإفراط فيها، لها آثار جانبية خطيرة فهي تزيد من اجهاد الكبد والكلى في التخلص منها وقد يسبب الاكثار من بعض الفيتامينات للتسمم بها وفي المقابل المكملات الغذائية إذا استُخدمت بشكل صحيح وتحت إشراف طبي ، يمكن أن تكون مفيدة وآمنة لتلبية احتياجات الجسم. o وماذا عن مشروبات الطاقة التي توهم الرياضيين بلياقة وعطاء أفضل؟ o لا أنصح بها إطلاقاً فمشروبات الطاقة يمكن أن توفر دفعة مؤقتة وهمية من الطاقة وذلك بمحتواها من الكافيين والسكر ومكونات أخرى فعلى الرغم من أنها قد تعطي انطباعًا بتحسين الأداء لبعض الوقت، إلا أن هذا التأثير لا يؤثر على الأداء العام للرياضيين بل على العكس أضرار كثير تأتي من هذه المشروبات فقد تسبب مشروبات الطاقة ارتفاعًا في ضربات القلب، والقلق، والأرق، وانخفاض مستويات السكر في الدم لذلك من الأفضل الاعتماد على طرق طبيعية لزيادة الطاقة مثل النوم الجيد والتغذية المتوازنة وشرب الماء وممارسة النشاط البدني بانتظام. o هل ترى أنه يمكن استنساخ رياضيين موهوبين بحكم تخصصك في علم الأمراض الإكلينيكي؟ o من الصعب تحديد إمكانية استنساخ رياضيين موهوبين من الناحية الطبية، أولا الاستنساخ يثير العديد من القضايا الأخلاقية والقانونية والعلمية. o برأيك هل عدم الفحص الطبي بالحالات غير المعروفة يمكن أن تعرض الرياضي للخطر جراء ممارسته للرياضة؟ o نعم، عدم إجراء الفحص الطبي في حالات غير معروفة يمكن أن يعرض الرياضي للخطر أثناء ممارسة الرياضة، والفحص الطبي الدوري يساعد في تحديد الحالات الصحية الموجودة ويسمح بالكشف عن أي مشاكل صحية محتملة قد تؤثر على قدرة الرياضي على ممارسة الرياضة بشكل آمن. o بين مرتبات اللاعبين ورواتب الأكاديميين، من يغلب من؟ o من الصعب تحديد من يغلب بين مرتبات اللاعبين ورواتب الأكاديميين، حيث يختلف ذلك بشكل كبير بين الرياضات والمستويات المختلفة قد تكون مرتبات اللاعبين أعلى بكثير من رواتب الأكاديميين وهذا يعود إلى عدة عوامل مثل شهرة الرياضة والإيرادات التجارية الضخمة التي تحققها وكذلك الطلب الكبير على مشاهدتها، ومن ناحية أخرى، يمكن أن تكون رواتب الأكاديميين في المجالات الأكاديمية والتعليمية أعلى في بعض الحالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمؤسسات الأكاديمية المرموقة والمراكز البحثية فقد يتلقى الأكاديميون في بعض الحالات مرتبات عالية نظرًا لخبراتهم ومساهماتهم العلمية والأكاديمية. o الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة اللاعبين طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ o من وجهة نظري أرى أنه يجب على الاخوة اللاعبين استغلال ما منحه الله لهم من محبة الناس وتهافت القلوب عليهم وبالذات من الناشئة واستحضار قيمة القدوة الحسنة في جميع تصرفاتهم سواءً داخل الملعب أم خارجه والتي يجب أن تعكس تعاليم ديننا الحنيف واخلاقياته وان يتذكروا دائماً أن الأخلاق تعلو ولا يعلى عليها. o في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع؟، ولماذا؟ o أرى أن الرياضة تساهم في جمع أفراد المجتمع من خلفيات مختلفة حول نفس المصلحة والهويات الرياضية وتحفز الأفراد على الاندماج الاجتماعي، عن طريق جمع فئات المجتمع من ثقافات مختلفة للتفاعل مع بعضهم البعض وتستخدم الرياضة في العديد من الدول كوسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية والتضامن بين أفراد المجتمع. o بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ o يوميا تمثل الرياضة ما لا يقل عن 20 بالمئة من مساحة يومي واهتماماتي ما بين الممارسة الفعلية للرياضة والمتابعة لاخبار الرياضة. o متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ o السنة الماضية لملعب الأول بارك وكانت تجربة رائعة خاصة في ظل الاهتمام الكبير بتطوير الملاعب والحرص على توفير تجربة متميزة ومشجعة لحضور المبارايات فيها. o لمن توجه الدعوة لزيارة منزلك من الرياضيين؟ o جميع الرياضيين مرحب فيهم وأتشرف باستضافتهم. o بصراحة ما ناديك المفضل؟ o جميع أندية وطني مفضلة لدي والميول لفريق النصر السعودي. o أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ o الأبيض. o لمن توجه البطاقة الصفراء؟ o لنفسي في حال عدم ممارستي للرياضة بشكل يومي. o والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ o لا أحبذ البطاقات الحمراء والإقصاء. الضيف مع أمير منطقة الرياض الضيف بمؤتمر الحوار ويصافح الملك عبدالله - رحمه الله - 2008 الضيف في لقاء الملك خوان كارلوس بمؤتمر في مدريد