أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة الاستشاريين والاطباء إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصحة للصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم استشاري الأطفال والخدج وحديثي الولادة والمهتم بالجودة والمعلوماتية الصحية والثقيف للمرضى، الدكتور فهد الحربي. *هل هناك تأثير على الاطفال الخُدج مستقبلاً في ممارسة الرياضة؟ * الخدّج يختلفون باختلاف أعمارهم الجنينيّة، فكلّما كان عمر الجنين قليلاً كلما كانت امكانية تعرّضه للمضاعفات أكبر، ولكن إجمالاً اذا ولد الطفل الخديج في مستشفيات لديها الامكانات، فإنّه قد يصبح نموّه طبيعيّا ويمارس حياته بشكل عادي كالآخرين. المكملات الغذائية والمسكنات عادة مدمرة للرياضيين.. ومشروبات الطاقة «سم قاتل» * كيف تقيّم حملات التثقيف الصحي في ملاعبنا؟ o للأسف ليست كافية، فمجرّد رفع اللاعبين لوحة لمدّة دقيقة ليس كافياً، على الرغم من أن الملاعب بيئة ممتازة للتوعية الصحيّة نظراً لكونها تجمّع كبير لمختلف أطياف المجتمع، خصوصاً الآن بعد السماح للنساء بدخول الملاعب، ولكن يجب أن تكون خطط التوعية مدروسة والرسائل التثقيفية تكون غير تقلدية ومملة، ويمكن ابتكار العديد من الأساليب التثقيفية الصحية التي تضيف المتعة للحضور وفي ذات الوقت توصّل الرسالة بطريقة محببة، كما يمكن لكل من الإعلام واللاعبين ورؤساء الأندية المساهمة في ذلك، بالخروج في هذه الحملات والمساهمة فيها ودعوة المثقفين الصحيين والشخصيات الطبية البارزة للحديث في هذا الجانب بصورة مختصرة وغير مملّة. * ما مدى خطورة تناول الرياضيين وغيرهم للمكملات الغذائية من دون استشارات طبية؟ o هذا الموضوع خطير جداً لأن كل شخص مختلف عن الآخر، بل إن الشخص ذاته يختلف جسمه من عمر إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، ولذلك فإن تناول المكملات قد يؤدي الغرض على المدى القصير، ولكنه قد يسبّب مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، ويجب أن يكون تناولها تحت إشراف طبي وألا يضغط على اللاعب للعودة إلى الملاعب من دون أن يكون جاهزاً طبيباً ولياقياً، وأن المكسب السريع قد يؤدي الى خسارة كبيرة على المدى الطويل، أما تناول المكملات الغذائية فقد يكون خطير جداً وأيضاً للسبب ذاته، فليس كل الأجسام تتعامل مع المكملات بذات الطريقة، وقد يكون ضررها أكثر من نفعها في أحيان كثيرة، ولذلك يجب تناولها تحت إشراف طبي دقيق وبعد تحاليل دقيقة تبين مدى الحاجة لها. * وماذا عن مشروبات الطاقة التي توهم الرياضيين بلياقة وعطاء أفضل؟ o مشروبات الطاقة اتضحت خطورتها وقد تكون مثل المسكنات تعطي الشعور المؤقت بالنشاط، ولكن استخدامها بكثرة وعلى المدى الطويل يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومزمنة يصعب التعامل معها، والأفضل المحافظة على الطاقة بالأساليب الصحية الصحيحة مثل النوم الكافي وعدم السهر والتغذية السليمة والتمارين المدروسة. * ما هي الحملة التثقيفية الصحية التي ترى بأن الحاجة ملحة لتنفيذها عبر الرياضة؟ o أرى أن أهم حملة يجب أن تطلق سريعاً وبجهد كبير جداً حملة عن التطعيمات وأمانها وعدم وجود علاقة لها بالتوحد، وهذه الشائعة للأسف منتشرة انتشار النار في الهشيم، ويمتنع الكثيرون عن إعطاء أطفالهم التطعيمات، مما ينذر برجوع أوبئة لم نسمع عنها منذ عقود، وهذا ما بدأ يحصل فعلاً في الغرب، وقد تحدثت عن هذا الأمر وأوضحت الكثير من الحقائق المخفية وأن الربط لا أساس له من الصحة. o هل ترى أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غاباً؛ أم نعيش عكس ذلك حالياً؟ o للأسف، التعصب الرياضي وصل الى حدود غير مقبولة وأحد أهم الأسباب هو الحوارات المتشنجة، خصوصاً في الإعلام الرياضي، فالظهور الأقوى للإعلامي المتعصب، وهو من يعطى مساحة أكبر ثم إن معظم الحوارات تنزلق الى مناطق خطيرة، ولايعلم هؤلاء عن مدى تأثير ذلك على المتلقي، فالمتلقي جمهور عريض من جميع الأطياف وتلقيهم لهذه الحوارات قد يختلف من شخص لآخر، وهناك أشخاص يمكن لهذه الحوارات المتشنجة أن تؤثر عليهم سلباً. o هل ترى أن هناك ثمة علاقة تنتج بين الرياضة والتثقيف الصحي حالياً؟ o لا أرى هذا لدينا، فهي مجرد محاولات لا تستحق أن يطلق عليها حتى مصطلح محاولات، ولكن نأمل أن يُستغل المجال الرياضي الجاذب كفرصة للتثقيف بكافة أشكاله وليس فقط الصحي، وأتمنى أن يشمل مثلا ثقافة احترام الطريق والقيادة الآمنة على سبيل المثال. o هل ترى بأن الرياضة والصحة لا تفترق وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع ذلك على الوجه الأكمل؟ o الصحة تحتاج إلى الرياضة، ليس بشكلها الاحترافي ولكن بشكلها الصحي، إذ أن ممارسة الرياضة بانتظام لها أثر كبير على الصحة عموماً، والصحة النفسية على وجه الخصوص. * الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ o للأسف الشديد قليل جداً من مشاهير الكرة يمكن أن يتخذ قدوة في السلوك، وبالتالي لا يمكن لفاقد الشي أن يعطيه، ولكن لا يمنع ذلك من وجود شخصيات رائعة ومؤثّرة ويمكن لها أن تؤثر بشكل كبير جداً في تكريس السلوك الحضاري بالمجالات كافة، ولكن تنقص هؤلاء الأدوات وهذا الموضوع يحتاج إلى جهد كبير ولكن نتائجه مثمرة جداً. o كانت الرياضة للصحة والمتعة، والآن أصبحت للمال أكثر؛ من أفسد بياضها؟ o المال يفسد كل شي اذا ساء استخدامه، وبما أن هذا ما يحصل الآن في العالم فإن الرياضة أصبحت حرفة، وبالتالي فإن الكثير ينظر للمال بالدرجة الأولى ولا مشكلة في ذلك، ولكن يجب أن يقابل ذلك التزام كامل بمتطلبات الاحتراف. منزلي يعشق «الزعيم».. وأدعو آل الشيخ والشلهوب لزيارة منزلي «الواسطة» قد تصنع النجوم لفترة مؤقتة.. والظهور الأقوى للإعلامي المتعصب * كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟ * ذلك ناتج عن عدم تطبيق الاحتراف بشكل صحيح، فلو علم اللاعب أن عليه واجبات مثل مثل ما أن له حقوق وأنه محاسب، فإنه سيجتهد ويخلص بشكل أكبر، كما أن المحسوبية ومجاملة البعض من اللاعبين تقتل روح المنافسة. o بين مرتبات اللاعبين والأطباء، من يغلب من؟ * لا يوجد مقارنة طبعاً، فمرتبات اللاعبين لايمكن أن تقارن بأي مرتبات أخرى على الصعيد المحلي، لأن رواتب الأطباء مثلا ثابتة وليست مرتبطة بالأداء كما في الدول الغربية، فلك أن تتخيل أن هناك فروقات بسيطة بين من يعمل في منطقة حرجة كالعناية المركزة والإسعاف ومن يعمل في العيادات، وهذا قد يكون سبباً للعزوف عن التخصصات الدقيقة التي يحتاجها البلد. o الواسطة "لا تصنع النجوم" هل ترى في الوسط الرياضي نجوماً صنعتها الواسطة؟ * الواسطة يمكن أن تصنع نجماً لوقت قصير، ولكنه لن يستمر. o بعد إقرار وفاعلية الرياضة النسائية، ماذا ينقصها لتكون أكثر تألقاً؟ * ينقصها الإمكانيات والمرافق. * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ * رغم اعتراضي على صيغة السؤال إلا أن ميولي هلالية. o لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ * أوجه الدعوة لرياضي سابق هو تركي آل الشيخ، لأنني سبق أن اقترحت عليه بعض الاقتراحات لزيادة الحضور الجماهيري للمباريات ولم يستجب، ولكن الآن لدي اقتراح آخر في مجال الترفيه واستغلاله بالتثقيف في ذات الوقت، أما الشخص الآخر فهو النجم الخلوق محمد الشلهوب. o هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم؟ * نعم وكثيراً، فالهجوم خير وسيلة للدفاع حتى ولو انتهت بعض الهجمات إلى التسلل، فحتما ستنتهي الأخرى إلى المرمى. o شكل لنا منتخباً من الأطباء فربما كُنا طرفاً بنهائي كأس بطولة للأكاديميين يوماً ما؟ * بما أنني كنت لاعباً في منتخب الكلية فعلي ان أذكر الأسماء التي كانت تلعب بالفريق، ومنها سمير باوزير، فهد الحماد، عبدالله الحديب، عبدالرحمن الأمير، محمد الدحيلان، أسعد عرفة، ماجد السليمان، محمد الحارثي، سليمان المشعل، الحسن القعود، وهيازع الشهري. o "العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطأها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ * صحة جسدك في رياضتك. o ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ * مساحة قليلة جداً للأسف بسبب الانشغال، وإن كنت أحاول زيادتها. o متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ * آخر ثلاث مباريات للهلال في محيط الرعب حضرتها مع زوجتي وأحد أبنائي، وكانت تجربة رائعة تضاهي تجربتي في حضور مباريات أوربية، وأشكر الشباب السعودي ذكوراً وإناثاً على الاحترافية العالية في التعامل داخل هذا الصرح. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * الابيض وإن كنت أحب إدخال اللون الأزرق كلما حانت لي الفرصة. o لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ * منزلي موحّد الميول للزعيم الهلالي على الصعيد المحلّي. o البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * كل من يتعمّد ايذاء الاخرين. o ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لقائدي السيارات الذين لا يحترمون الطريق وآدابه. o ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أولى اهتماماً كبيراً ودعماً غير مسبوق هذا الموسم للأندية من خلال إبرام الصفقات وسداد الديون، ويطمح لأن يكون دورينا من أفضل 10 دوريات بالعالم، ماذا ينقص هذا العمل إعلامياً؟ * ينقصنا الترويج الإعلامي الاحترافي وليس إعلام الاندية، فإعلامنا للأسف ترويج للأندية على المجال المحلي فقط، ولكن ليست هناك أي جهود لإبراز التطور إعلامياً على شكل أسع من المجال المحلي. * المساحة لك لتوجه روشتة لجميع اللاعبين، وكذلك الرياضيين؟ * الرياضة أخلاق وفروسية، ويجب أن ننظر لها دائما كذلك، فالرياضي الحقيقي فارس لا يتخلى عن مبادىء الفرسان وأخلاقهم. مع ابنه فيصل بمحيط الرعب محمد الشلهوب