«السينما، الدراما، الفنون والثقافة السعودية لا ينقصها شيء لتنافس وتكتسح العالم..» هي الكلمات التي طالما حملها الفنان الكوميدي والممثل إبراهيم الحجاج معتزاً بانتمائه وهويته ومبرهناً أنه يتنوّع ويتألّق بفضل ذلك العمق والثراء الفني والثقافي السعودي. الحجاج ابن الدمام، بدأ بالغناء والمسرح والعزف، تنوعت ممارساته الفنية والأدائية ووضعته على المحكّ مع الجمهور الحقيقي مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام في المسرح والستاند آب كوميدي ليتعرّف على فضاء أكثر قرباً بعد فضاء اليوتيوب الذي بدأ منه فكانت الجمعية منفذ تواصل حقيقي فتّح العيون على مواهبه المصقولة من رحم الواقع السعودي وبيئته القريبة والأليفة، خاصة أنه كان ذكياً في كسب المتلقي وجذبه إليه بتلك الفطرة الكوميدية المبهرة والعفوية في نفس الوقت مما أنجحه في تكوين جمهور مختلف الأطياف، ومما زاد أيضاً من حضوره تلبيته لجميع المناشط المسرحية والعروض منذ البدايات أعطت له الزخم والتراكمات الثقافية المعرفية. لمع في الدراما الرمضانية وسط منافسات كبرى أكسبته جائزة أفضل ممثل عن دوره البطولي، وهي الخطوة بمثابة القفزة في مسيرة الحجاج دعمها دوره في فيلم سطار الذي حصد أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ السينما السعودية وهي ثمرة نجاح تعب عليها بالتركيز على عدّة جوانب وإضافات للشخصية بين هدوء وصخب وبين رصانة واندفاع، حملته نحو عناد التجريب والغوص في عمق الخصوصية السعودية والظهور بها، ففي كل دور يختاره وحضور يبدو عليه يحرص الحجاج على فرض انتمائه وهويّته التي يؤمن بشدّة أنها طريقه نحو العالمية وبالتالي طريقه نحو النجاح. ما يمكن قوله عن شاب لم يكمل الثلاثين بعد. القريب منه يعرف أن هذه الفطرة والروح خلفها جانب إنساني رائع مخلص لأهله ومحبيه وأصدقائه، حريص على التخطيط حمل طاقة الشباب الفاعل في مجتمع والمقدام في أفكاره والجريء في تقديم ذاته وكيانه دون أي مقدّمات أو دون استجداء لأن الموهبة لعبت دورها في خلق صلة حقيقيّة بناها الحجاج على المحبة بينه وبين جمهوره بشكل مباشر، تمثيلاً وارتجالاً وتجدّداً، كاسراً حالة الظهور الروتينية والمملة والمتكرّرة التي قد يظهر فيها نجم ثم يتراجع، وهو الأمر الذي فكّر فيه الحجاج كثيراً وتريّث معه وهو ينتقي أدواره ويختار المكان المناسب له ومواقيت استعراض مخزونه الفني في الشاشة الصغيرة والكبيرة وعلى المسرح، بنشاط وفيّ لكل هذه المنابر وبحث تجريبي يعطي لكل منبر خصوصيته التعبيرية وقدرته في الطرح والتمثيل. يوسف الحربي