بطبيعة الحال، يبحث الجمهور البسيط المتلقي للعمل السينمائي عما يسعده خلال الوقت القصير الذي يقضيه أمام شاشة السينما، "الذهول، الإبهار، الخروج عن المألوف" وقوة الفكرة والإخراج سمات أساسية للأفلام بلا شك، لكنها تهم فئة قليلة من رواد السينما، وهم النُقاد وصناع الأفلام والأكاديميون في المجال ذاته.. فيلم "سطار" الذي تتمحور فكرته حول شاب يرغب بالدخول في عالم المصارعة الحرة، هل حقق الهدف لمشاهديه، في نظري أن فيلم "سطار" لآمس ذائقة المجتمع المحلي ببساطته وعفويته التي لاحظها من تابع الفيلم، خلال الرسائل الكامنة في المشاهد والحوارات المقتبسة من واقع المجتمع السعودي، بدءًا من مشهد الخطوبة وتكاليف الزواج التي تقع على عاتق الزوج من أجل مسايرة المجتمع وإرضاء الأهل وتقليل المقارنات، مروراً بتسليط الضوء على انتشار ظاهرة التنمر في قوالب كوميدية متمثلة في تسمية سطّار بلقب "المندبج" وانتهاءً بالحوارات الكوميدية المقتبسة من واقع المجتمع السعودي. تقمص الأدوار نكهة السينما.. الفنان عبدالعزيز الشهري "علي هوجن"، على ما يبدو أنه تقمص الدور بشكل كامل، وبشكل مبهر واتقانه للهجة جديدة لم أسمعها من قبل لكنّها رسخت في ذاكرتي كنغمة حصرية للمجتمع الذي شاهدته في الفيلم، أما اختيار "شهد القفاري" لشخصية فلوة فهي إضافة مميزة كونها مؤثرة سعودية محبوبة لدى متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجلب جماهير أكبر للفيلم لمشاهدة تجربتها الأولى على شاشات السينما، أما وجود الفنان عبدالعزيز المبدل بدور "جدّ "سطار"" أعطى إضافة قوية للفيلم، كونه من أوائل الأسماء السعودية البارزة في عالم التمثيل، والذين أسعدونا أعواماً في الشاشة التلفزيونية. أربعة أشهر في حلبة المصارعة.. من أكثر الأساليب العالمية المستخدمة في عالم الإنتاج السينمائي إقحام الشخصيات الحقيقية في الأدوار وانغماسهم في المجتمع المراد التمثيل فيه، هذا مافعله البطل "إبراهيم الحجاج" لضبط دور "سطار"، من خلال تصريحه أنه قضى قرابة أربعة أشهر في المعسكر للتدريب على المصارعة، هذا الأسلوب ليس بالحديث، فقد سبقه الكثير من الممثلين عالمياً ومن أكثر الأساليب المجدية لنجاح الأدوار. الشيلة علامة تجارية مسجلة.. وجود شيلة في مطلعها "سطّار جاكم يا ويلكم، والله لا يسوّد ليلكم" بمثابة علامة تجارية مسجلة للفيلم، وإضافة ذكية ستسهم في انتشاره بشكل أكبر خصوصا مع انتشار هذا النوع من الفنون في الفترة الأخيرة، ومن خلال بحثي في هاشتاق "#سطار" لفتني تعليق الإعلامية خديجة الوعل على الشيلة، مراهنة أنها ستنتشر لا محالة. عذرا الفيلم مكرر.. إن أكثر ما سيواجه الأفلام السعودية وسطار أحدهم، النقد اللاذع من بعض الأشخاص تحت زاوية التبرير، أن الفكرة لا ترتقي أن تكون فيلماً يعرض على شاشات السينما المحلية، وأن الوصول إلى العالمية أشبه بالأحلام، وهذا رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، ولا يمكن تعميمه، لكن بلا شك أن البدايات دائما أصعب ما سيواجهه صناع الأفلام في السعودية، ومن الطبيعي أن تكون بعض القصص مكررة أو مقتبسة، فما هي إلا تمارين يمارسها الصناع ويتعلمون منها، ونحن موعودون بالأفضل بإذن الله في ظل الدعم غير المحدود وبجهود أبنائنا الشغوفين للعمل السينمائي. النقاد والمهتمون يرون فيلم سطار الأول في صناعة السينما السعودية نهاية العام المنصرم