في أي منظمة، مسؤولية الإدارة القيام بدور قيادي وإداري يوجه الجهود نحو الأهداف العامة التي تخدم المنظمة والأفراد. هذا يتطلب وجود أنظمة ولوائح تحكم العلاقة النظامية بين الفرد والمنظمة، كما تتطلب الجدية في العمل والانتماء والولاء وتطبيق النظام على الجميع بعدالة. في بيئة عمل جادة وصارمة في الانضباط لا يمكن التعامل مع ظروف إنسانية صعبة طارئة للموظف بمبدأ الحضور والانصراف، أو التسرع في الشك بحالة الموظف. في حالة كهذه تبرز أهمية الدعم المعنوي والإنساني للموظف ومساعدته في تجاوز ظروفه. هذا الدعم ليس له علاقة بتقييم الأداء، دعم للجميع في حالة ظروف إنسانية يختلف عن موضوع التقدم المهني والترقيات. هذا الدعم يعزز الصورة الذهنية للمنظمة في المجتمع، والتي تعمل كأسرة. هذا الدور الإنساني يغيب عن بعض المديرين حين يتعاملون مع الموظف وكأنه بلا مشاعر. الموظف إنسان وليس آلة، له عائلة، ومحيط اجتماعي، ومسؤوليات أسرية، معرض مثل كل إنسان لظروف مادية أو صحية أو عائلية. وقد تكون مشكلته مصدرها البيئة التي يعمل فيها. العلاقة الإيجابية بين الرئيس والمرؤوس علاقة إنتاجية تخدم المنظمة والفرد. العلاقة السلبية بين الطرفين علاقة تسبب القلق والتوتر ويتحمل الرئيس مسؤوليتها في المقام الأول إذا كان يتعامل مع الموظفين بطريقة آلية وبأسلوب متسلط. من واجبات الرئيس متابعة العمل والتقييم ومناقشة الموظف في حالة حدوث أخطاء وليس من حقه أن يتجاوز الحدود المهنية إلى سلوك التنمر. الرؤساء المميزون يهتمون بالروح المعنوية للموظفين، يثقون بهم، ويشيدون بإنجازاتهم ويعززون انتماءهم للمنظمة عن طريق تطبيق مبدأ الإدارة بالتجول فيتعرفون على الموظفين ويتحدثون معهم ويكسرون الحواجز الرسمية، ويدعمونهم في حالة وجود ظروف إنسانية حتى لا يشعر الموظف بخطر فقدان وظيفته. كل مدير لا تكتمل كفاءته الإدارية إلا بتوفر المهارات الإنسانية التي تتمثل بالثقة بالموظفين والتواصل معهم، والقدرة على المرونة، وتقدير الجهود والمنجزات ونسبتها لأصحابها، والالتزام بأخلاقيات الوظيفة التي تجعله يدعم الموظف إنسانياً بصرف النظر عن تقييم أدائه كما تمنعه من تصيد أخطاء الموظف لأسباب شخصية.