قررت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إطلاق لقب مسؤول بدلاً من موظف على جميع العاملين فيها بكافة مستوياتهم الوظيفية. يقول رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان في توضيح لهذا القرار: «إن وظيفة القطاع العام ليست ضماناً اجتماعياً، وإنما هي مسؤولية وطنية تقتضي ألا يصل إليها إلا من يتمتع بأقصى مشاعر المواطنة ليكون في خدمة وطنه ومواطنيه دون النظر لما يحققه من عائد مالي، فوظيفة القطاع العام ليست مكاناً للمتاجرة. أردت أن يصل هذا الشعور إلى كل موظف فأصدرت قراراً بإلغاء مسمى موظف واستبدلته بكلمة مسؤول، فمهما علت مرتبة هذا الشخص أو قلت يظل مسؤولاً عن أي قرار يتخذه، وأردت أن يشعر كل شخص أنه شريك في المسؤولية».. جريدة الرياض 4 رجب 1439.. تلك في نظري خطوة جيدة لأنها ليست تغييراً شكلياً وإنما تنطوي على مفهوم يعزز مبدأ المشاركة وينمي الشعور بالمسؤولية. ومما له علاقة بهذا الموضوع استخدام كلمة (منسوبي) للإشارة الى الموظفين العاملين في جهاز معين. الأفضل والأقوى استخدام كلمة (مسؤولي) لأن الانتماء لا يكتمل من دون الولاء والمشاركة والمسؤولية. هذا المفهوم ينمي مهارة اتخاذ القرارات، ويعزز الاتصالات الرسمية وغير الرسمية بين (المسؤولين) وفي مثل هذه البيئة ستجد أن الرئيس يشير إلى مرؤوسه بكلمة (الزميل) وكذلك يفعل المرؤوس. المستوى الوظيفي لأي شخص لا يعني أن يخرج من دائرة العلاقات الإنسانية مع زملاء العمل. من يتمسك بالمظاهر يحتاج إلى تعزيز الثقة بالنفس. الزميل، والمسؤول ألقاب للجميع، والعلم والثقافة والوعي تدفع بمن يمتلكها إلى التواضع والتفاعل مع الآخرين وليس العكس. نعم الوظيفة العامة مسؤولية وطنية والمبدأ الصحيح هو أن الموظف للوظيفة وليس العكس. وانطلاقاً من هذا المبدأ سيضيف (المسؤول) إلى الوظيفة وليس العكس. ومن لا يشعر بالمسؤولية فلن يضيف شيئاً، لن يبادر، لن يقترح، لن يبتكر الحلول، لن يتخذ القرارات بل سيلجأ لمن يتخذها نيابة عنه، سيبحث دائماً عن التوجيه، والشرح الواضح الذي يحوله إلى أداة تنفيذ ويخليه من المسؤولية. لقب المسؤول سوف يشعر الموظف بأهميته وبأنه عضو في فريق العمل تربطه مع الزملاء علاقات مهنية وإنسانية. المسؤول سيكون واثقاً من نفسه، لديه أهداف واضحة، لديه الرغبة على تقديم الحلول، يمتلك الحافز الذاتي لتطوير نفسه وتطوير الأداء، منضبط ومخلص ومشارك فاعل في فرق العمل، يحرص على التفكير الإيجابي والعمل المنظم، ولديه الشجاعة للاعتراف بالأخطاء وعدم أسقاط أسبابها على الآخرين. عندما يتوفر للمنظمة هذه النوعية من الأفراد فهي تسير في طريق النجاح. Your browser does not support the video tag.