عندما نشاهد لوحات الفنان مفرح عسيري لعل الاتجاه الذي ينبغي اتخاذه في القراءة والبحث عن المعنى في هذا الفن التجريدي التعبيري اللوني الجديد هو التفكير في ما يقدمه لنا الفنان بالفعل. من خلال الحد من الوسائل التشكيلية فإنه يحدد الدقة في الغموض ورسائل اللون وما يتضمنه من معانٍ وإثارة للمشاعر ويوقظ الذكريات. هذا الغموض الجزئي الذي يلفت انتباهنا يجعلنا مشاركين نشطين في حدث تصويري وحوار تشكيلي. ومن هنا يكتسب المشاهد قدرًا من الهوية الفردية اعتمادًا على إيحاءاته وأحاسيسه عند الحوار وحدسه الجمالي، فيتم تطوير علاقات نشطة جديدة بين الصورة والمتلقي، والشكل والمضمون، والوسيلة والغاية. إن الفن التجريدي الجديد موضوعي في واقع الأمر، ومع ذلك فهو فردي مثل الشخص الذي ينظر إليه. بالنسبة للفنان والمشاهد، أصبحت الحرية الفردية ممكنة وذات معنى ضمن نظام يضعه الفنان "المُنتِج" والقارئ "المستهلك". هناك طاقة تشع من ألوان لوحات مفرح كما نشاهدها، ولها انعكاسات في المشاعر والقيم الجمالية التي نشاهدها في اتزان وإيقاع ألوانه وتنوعها وتفاعلاتها وتناغماتها البينية، ما يمنح الشعور بالارتياح والجاذبية نحو تلك التشكيلات اللونية. * أكاديمي وناقد تشكيلي قيم جمالية وانعكاسات لونية في لوحات مفرح عسيري