جابت حروفيات الفنان التشكيلي نهار مرزوق عددا من العواصم العربية والعالمية بمشاركاته بجداريات الحرف العربي، حيث قدم أعماله في الأرجنتين، أوزباكستان، اليمن، قطر، الكويت، لبنان، مصر، أبو ظبي، دبي، والشارقة في مناسبات مختلفة، سواء بدعوات شخصية أو بمشاركات رسمية مع وزارة الثقافة والإعلام، ويقدم مرزوق في أعماله جماليات الخط العربي مطعما بالزخارف الإسلامية المدعمة باللوان وخطوطه المستقيمة والمنكسرة التي اشتهر بها الفنان ليواكب آخر التجارب العالمية في الفنون البصرية بكل إيحاءاتها وخطوطها ورموزها التي باتت عنصرا أساسيا لتكوينات العمل البنائي التشكيلي، وصولا إلى تقديم تجارب فنية جديدة لا تتبع تلك المدارس الفنية التي اعتدناها منذ زمن بعيد، وبما أن الحرية باعث للإبداع فإنه يتنقل باستمرار بين الاتجاهات التي تمنحه مقدرة أكبر على التعبير، فيجد نفسه بين التجريديين والتعبيريين الحداثيين، وكثيرا ما يمزج تعبيرية الأشكال التي لا تمثل تشخيصية بالمعنى المحدد ولكنها تقترب منها بالتجريد اللوني الذي يلف كل التفاصيل، ويساهم في اختزالها بملامح واحدة كلية فتبدو شخوصه إن وجدت في اللوحات أشباحا وظلالا لا يمكن قراءة معالمها أو تبينها تماما، إذ تظل غامضة غموض المضامين ذاتها. تعقيدات الصورة وارتكانها إلى اللغة اللونية والحرفية في الدرجة الأولى هو بحث عن خصائص جديدة للمادة وعرضها في توظيفات مختلفة، مع تنقية الموضوع التي ترصد حالاتها المتنوعة من خلال استثمار الحرف العربي واللون الذي يتحرك على سطوح اللوحات في جرأة تبعد الأجواء الرتيبة عن الأعمال وتعطيك إتزان مفعم بالإيحاءات الإيمانية لخصوصية المملكة كبلد حاضن للحرمين الشريفين وقبلة للإسلام والمسلمين. كما أن تنوع التراكيب اللونية وتداخل المساحات يكشف عن حساسية عالية يمتلكها الفنان تجاه هذه الأداة المؤثرة، بحيث يستطيع في كل مرة وبنفس النهج التجريدي أن ينتج تجربة بصرية أخاذة وجديدة في مضمونها وجماليتها وإيحاءاتها.