اللوحة مساحة يلجأ إليها الفنان للتعبير عن مخزونه النفسي والفكري من مشاعر وطموحات فيمنح فضاءه البصري مشهدا له مقوماته الجمالية وتفاصيل مليئة بذكريات لزمن ما حول آفاق المكان فنقف أمام عمله (الإنساني) لالتقاطات متعددة لجدليات الحياة الإنسانية فيفتح من خلالها مجالا للحوار مع عناصره الحية في عمله الفني وعند تأملنا للتجربة الفنية للتشكيلية السعودية مشاعل الكليب, نرى صورا من الحياة اليومية لرموز طبيعية وإنسانية بلغة بصرية مميزة تميل إلى التجريدية التعبيرية يأتي فيها اللون بمستوياته المتعددة عبر مخيلة مفتوحة على بهجة الحياة بمنظومات لونية تميزت بمخزون من المشاعر الانسانية التي تخاطب بها المتلقي, فبالرغم من حداثة سنها وتخصصها البعيد عن الفن إلا أنها حققت لونا تجريديا مميزا. عبر عن الجسد الانساني في أعمالها بخطوط واضحة كصورة مادية محيطة بالذات بينما نراه في أعمال أخرى كبعد رمزي لوني أو كصورة رمزية للحلم وحالة من التفاعل النفسي وانعكاس للحظات خصوصية وهي تسعى للتجريد كلون تفضله في مواضيعها الفنية تختزل من خلاله خطوط مفرداتها فتتفجر لحظة زمنية جديدة تتغير فيها ملامح الصورة البصرية إلى حالة تعبيرية تكتنز أسرارا لخيالات وانفعالات وتصورات مفتوحة لإضافة رؤية مختلفة فتظهر بصورة جديدة يضيفها المتلقي لمخزونه البصري بالإضافة إلى أنها تعطي للعمل قيماً جمالية متعددة. العنصر الإنساني كبعد رمزي لوني: تتمسك بنماذج انسانية مرسومة داخل مناخات لونية حافلة بالغموض نستكشف فيها أفكار ورؤى وطاقة إبداعية تلامس ذائقة المتلقي . نلمح اختزالها للعناصر الإنسانية وكسر مقاييسها التشريحية فيظهر الإنسان (جسدا وروحا) تستند فيه إلى تعبير درامي وحالة من التأمل, تعبر عن الجسد الانساني في أعمالها بخطوط واضحة كصورة مادية محيطة بالذات بينما نراه في أعمال أخرى كبعد رمزي لوني أو كصورة رمزية للحلم وحالة من التفاعل النفسي وانعكاس للحظات خصوصية اختزلت إلى روح ملونة تتجه إلى الذات توظف من خلاله العاطفة الانسانية. ومشاعل تحتفي باللون كلغة بصرية وحالة فكرية ونفسية وماله من مدلولات ومعاني نرى فيه حوارا متجدداً ومستمراً ,تعمل على إيقاعات لونية متعددة لها جاذبيتها اللونية نراها كلحظات مليئة بالفرح فنرى في بنائها اللوني مزيج من الأحمر والبرتقالي والأزرق ومسحات متفاوتة من الرمادي بدرجاته المختلفة في تآلف جميل لتحقيق وحدة فنية, تتداخل ألوانها (كل لون وراءه لون) كأنه يخبئ بداخل روحه معان لا يبوح بها, وبالرغم من اختزالها للمشهد البصري إلا أن عناصرها محملة بطاقة لونية ورمزية لكسر اللون الواقعي وللوصول إلى قيم تعبيرية جديدة فيحتفي الاشخاص بزيهم وألوانهم, فيظهر الإنسان بحالة تعبيرية وبحياة جديدة يتأمل بحرية كل ما يحيط به بلا قيود, تفتح أمامنا تأويلات فلسفية للعلاقات الانسانية فتوضح علاقة الانسان وتفاعله بما حوله من أشياء مادية محسوسة في حياته اليومية وتواصله مع الآخرين لتبادل الأفكار والخبرات وكنوع من التواصل الاجتماعي, أو مجاملة الآخرين لإرضائهم. فالإنسان هنا كائن حساس يشعر ويتصور ويفكر وكرمز للذات والحلم. وعند تأملنا لهكذا انجاز وللطرب اللوني وما يعكسه من صدى تخيلي وجمالي, يظهر كتوجه فكري قبل أن يكون تحول شكلي تتخطى من خلاله الصورة البصرية للعناصر الواقعية فتتمرد على الشكل لترسم ملامح جوهرية لا مرئية ترتبط باللون وإيقاعاته الموسيقة.