استضاف غاليري نايلا بالرياض المعرض السابع والثلاثين للفنان عبدالله حماس بمشاركة ابنته الفنانة مزون بنت عبدالله حماس، ويأتي هذا المعرض نحو خدمة الوسط الفني السعودي بتقديم عروض مبتكرة ونشاطات ثقافية فنية لمختلف الأعمال الفنية ولإثراء الساحة الفنية والثقافية في المملكة بحلة مبتكرة ومعاصرة.. عن تجربة الفنان عبدالله حماس قالت الكاتبة فوزية الصاعدي: "يعتبر الخطاب الجمالي في أعمال حماس للسطح التصويري التجريدي منظومة مبنية على جدل الأفكار والرؤى التأويلية التي تتصاعد عبر سيل من الأسئلة لقراءة المنجز التشكيلي وفك الشفرة الجمالية واختراقها للدخول في أفكار وأحاسيس واستبطانات تختفي وراء مرجعياتها الشكلية معاني خفية تتمتع بحياتها الباطنية داخل السطح التصويري للفنان التشكيلي عبدالله حماس المتفرد بمنهج بصري تجريدي يتصل بالحياة اليومية ولا يتقيد بحدود المحاكاة التسجيلية بل يعيد تفكيكها فتنهض أشكال جديدة بنتاج فني يؤكد الهوية والأصالة". وتضيف:" تتسم نصوص حمَّاس التشكيلية بطابع اختزالي لوني وشكلي على هيئة استعارات لكتل جسدية تتجاذب وتتنافر أو تتخذ مسارات متماسكة ومترابطة كمنظومة علاقاتية للأسرة والمجتمع يهتم فيها بالشكل الإنساني برمزية مختزلة لوجوه بلا ملامح وأجساد ترتدي الجمال المتميز بغزارة التطريز والزخارف المنقوشة وتناسق الألوان الدافئة والمتوهجة للزي العسيري التقليدي النسائي وفي زوايا أخرى من أعماله يضعن على رؤوسهن (الطفشة) القبعة العسيرية عند الاشتغال بالزراعة والتجول على عتبات الحقول الجنوبية المفتوحة والتي لا تنفصل عن لوحات حماس بل أصبحت من الترشيحات البصرية الانتقائية التي تستوقف كل من يتأمل لوحاته". وتتابع حديثها بالقول:" فشخوص حماس دائماً متجاورة واقفة يقظة فاعلة مؤثرة في عمل دائم وتواصل مستمر ومتجدد مع الآخرين تقودنا لحوارات بصرية فكرية وجدانية فتبذر وتزرع وتحصد على أرضية تتحلى بكنوز التراث المحلي الجنوبي فتنبت مفردات تجريدية جديدة من مخزون باطني بألوان مشبعة بالحياة بمعطى جمالي يمتزج فيه التراث بالمعاصرة ويمنح لوحاته فرادة وأصالة". وتشير الصاعدي إلى أن هناك طروحات في أعمال حماس اتسمت بالطابع الزخرفي كأرضية أكثر حضوراً لنماذج من (القط العسيري) فن النقش ذلك الإرث الجنوبي والتركيبة الزخرفية المشبعة بالرموز والدلالات الجمالية المستندة لثقافة المنطقة وعاداتها وتقاليدها بألوانه الصريحة البراقة وبأشكاله المميزة لعناصر مشتركة نباتية وهندسية مجردة أبسطها يمثل السكينة والامتداد في خطوط أفقية متوازية بالإضافة إلى خطوط منكسرة ومنحنية تأخذنا إلى إيقاع حركي مستمر وأيقونات هندسية مثلثة ومربعة عند الخوض الاستكشافي والقرائي نجد لكل منها مسماها الزخرفي الخاص (المحاريب، الركون، الأمشاط، الشبكة..) يسعى لتوثيقها في لوحاته مستثمراً قوة خطوطها وأنساقها الجمالية وتلقائيتها في تركيبات جمالية تتفرد بكيفياتها الشكلية والأسلوبية التي لا تتكرر. أما وظيفة اللون عند حماس لغة فنية تحاكي تفاصيل الواقع للموروث الجنوبي فيميل في لوحاته إلى خطاب لوني يستحضر فيه القرية الجنوبية الطبيعة والأرض وحياة الأشخاص بتوازن جميل بين الألوان الأساسية الصريحة فيظهر التنوع اللوني على مساحات صفراء وحمراء دافئة تعانق ضوء الشمس فتتعدد تحولاتها اللونية ولا تلبث أن تعكس ظلالاً زرقاء باردة على حقوله اللونية المزروعة بحسية عالية. فلوحات حماس ليست مجرد رسومات وفنون ذات منحى تعبيري بل خطاب جمالي له دلالاته البصرية وقيمته الثقافية وهي باختصار حنين إلى الماضي ونظرة إلى المستقبل. من أعمال عبدالله حماس