أهدر الهلال فرصة تحقيق فوز تاريخي على منافسه النصر على الأقل بسباعية لو استثمر سالم الدوسري ومالكوم كم الفرص التي أتيحت لهما في شوط المباراة الأول، ولكن التسرع حرم الهلال تلك الفرصة ومع ذلك حقق الأهم وهو الفوز والنقاط الثلاثة والانفراد بالصدارة عن أقرب منافسيه النصر بسبع نقاط. انتصر الهلال وهو هذا الأهم بالنسبة لمدربه الداهية خيسوس واللاعبين خاصة أن سباق الدوري هذا الموسم يحتاج استثمار النقاط وتحديداً من الدور الأول تفادياً لمتقلبات الجولات الأخيرة التي تشهد انخفاضاً في مستويات الفرق نتيجة الإصابات وارتباطات اللاعبين الدوليين مع منتخباتهم. بالنسبة لمتابعي كرة القدم السعودية لم يستغربوا أن يحسموا رفاق سالم الدوسري المواجهة لصالحهم، وشخصياً توقعت أن تنتهي المواجهة هلالية بثلاثية نظيفة خاصة أن الهلال نظرياً هو المتكامل من حراسة المرمى حتى خط الهجوم، ومن يعرف الهلال يؤمن جيداً أن جماعية الفريق حتماً ستغلب فردية النصر بالأسماء التي يضمها في صفوفه أبرزها كريستيانو وساديو وأوتافيو وبريزوفيتش وتاليسكا. خسر النصر وكان متوقعاً لأن النصر الذي هزم كل الفرق لم يجد فريقاً جماعياً وقوياً مثل الهلال، وبالتالي كان من السهل أن ينكشف الفريق في مثل هذه المواجهة الصعبة التي لم يجد لا المدرب ولا اللاعبون حلولاً سوى كثرة الاعتراضات على حكم اللقاء وبالتالي كان طبيعياً أن يجد نفسه خاسراً. مشكلة النصر تبدو لي في صعوبة الاعتراف بأن الهلال أفضل منهم بمراحل والانتصار عليه يتطلب عملاً من نوع خاص، والاستمرار في التمسك بموقفهم بأن الهلال خصم عادي هي أحد أسباب مشكلة النصر، ومتى ما عالجوها فحتماً سيجدون أنفسهم على قمة هرم الدوري لأن التعامل مع الهلال وقتها سيصبح أمراً عادياً وبمقدور النصر تخطيه وتجاوزه. مواجهة الجمعة الماضية كشفت عن قوة الهلال والتي أتوقع إذا ما واصل الفريق تألقه وحضوره سيحسم الدوري من وقت مبكر، ولكن دون الاستهانة بخصومه وقوة الفرق التي سيواجهها في الدور الثاني خاصة أن أغلب الفرق ستغير جلدها بتعاقدات الفترة الشتوية، ومن ثم إذا ما ركن الهلاليون لتلك النشوة فحتماً سيكون الدوري للنصر أو من يستطيع اللحاق بركب المقدمة. مبارك للهلال وحظاً أوفر للنصر وعلى ما يبدو أن المواجهات القادمة بين الفريقين الكبار ستكون محط أنظار العشاق والمتابعين محلياً وخارجياً، فبعيداً عن حسابات التنافس التقليدي بينهما يعتبران هما الفريق الأفضل والأقوى عناصرياً وفنياً باستثناء بعض التفاصيل البسيطة فنياً التي تعطي الهلال الأفضلية. نقطة آخر السطر: الإصابات أرهقت الاتحاد وهذا أمر طبيعي طالما أن معدلات أعمار اللاعبين تجاوزت الثلاثة والثلاثين عاماً والتقدم في السن لأبرز لاعبيه، بل نجومه ومن يعول عليهم كفيل بأن يرفع هذا المعدل، وكان الله في عون الاتحاديين وهم ينتظرون من فريقهم الكثير في كأس العالم للأندية. انتصار الأهلي على أبها هو إثبات أن الأهلي يمتلك فريقاً قوياً، ولكن مدربه بقدراته الفنية مدرب متواضع، ومتى ما وجد الأهلي المهاجم الهداف ومدرباً متمكناً فسيكون جاهزاً للمنافسة على تحقيق الألقاب الموسم المقبل.