حظي فوز ملف مدينة الرياض لاستضافة إكسبو 2030 بترحيب واسع على المستوى الإقليمي والعالمي. وشهد الفوز احتفالاً سعودياً خاصاً تجلى في تعابير الفرح على المستوى الرسمي والشعبي لحظة إعلان النتائج وفوز مدينة الرياض بتنظيم إكسبو 2030. ولا شك أن احتضانها لإقامة معرض إكسبو 2030 يعد برهاناً لثقل الرياض الاقتصادي، ومكانتها الريادية العالمية. فاستضافة الرياض لهذا الحدث يتواكب مع تطلعات الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية رؤية 2030، بقيادة سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله-، ويعد معرض إكسبو ثالث أكبر حدث عالمي اقتصادي يقام كل خمسة أعوام بعد كأس العالم والألعاب الأولمبية، بمشاركة المئات من دول العالم، ويستقطب قدوم ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم بمختلف الثقافات إلى المملكة العربية السعودية. لا شك أن استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030 سينعكس إيجاباً بزيادة نمو الناتج الإجمالي المحلي غير النفطي للمملكة العربية السعودية، ومُسرّع مثالي للعجلة الاقتصادية التي ستبدأ بالتحرك من لحظة الإعلان عن استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030. من المكاسب العديدة التي ستظهر آثارها على الاقتصاد المحلي في المستقبل القريب بعد الإعلان عن فوز ملف الرياض في استضافة هذا الحدث للسنوات المقبلة حتى انعقاد هذا الحدث، هو التسارع المتوقع لعجلة الاقتصاد المحلي خلال السنوات المقبلة، حيث إن معظم القطاعات الاقتصادية ستستفيد بشكل مباشر وغير مباشر من تنظيم إكسبو 2030، كقطاعات الضيافة والفنادق وصناعات الفعاليات والمعارض. كما أن هناك عدداً من القطاعات الحيوية التي ستحظى باستقطاب للعديد من رؤوس الأموال على المدى القريب، نتيجة التسارع المتوقع للحركة الاقتصادية كالقطاع العقاري وقطاع الإنشاءات والبناء، والخدمات المهنية في موقع إنشاء المعرض التي من المتوقع أن تخصص مساحة إجمالية تقدر بأكثر من ستة ملايين متر مربع. ومن المتوقع أن تسعى الشركات الأجنبية بشتى أنشطتها الاقتصادية لتأسيس موطئ قدم لها في الرياض لتوسيع نطاق أعمالهم وستكون بحاجة لخدمات من قطاعات عدة، وهذا يترجم مزيداً من الحراك التجاري للشركات التي ستتخذ من الرياض مقراً لها وهذا ما سيتيح للشركات المحلية إمكانية العمل مع شركاء استراتيجيين وتبادل الخبرات مما سينعكس بشكل إيجابي على ارتقاء مكانة الشركات السعودية على المستوى العالم وعلى مدى فترة انعقاد هذا الحدث التي ستمتد فيها فعاليات إكسبو 2030، سينتعش الاقتصاد بوتيرة متسارعة بفضل الاستثمارات الأجنبية المتوقعة وتدفق السياح بفوائد عدة تشمل العديد من القطاعات الحيوية، من أهمها: الحركة السياحية، والفنادق، والسفر والطيران، التكنولوجيا، والخدمات المالية وقطاع ريادة الأعمال، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والخدمات اللوجستية حيث إن المعرض سيتطلب احتياجات وموارد ستؤدي إلى ارتفاع الحركة التجارية وحركة البضائع من خلال الشبكات اللوجستية. فمن المتوقع أن ينال قطاع السياحة والخدمات اللوجستية نصيب الأسد من هذا الحدث لأن إيرادات أعمالهم سترتبط ارتباطاً مباشراً بزيادة الزوار للرياض. استضافة إكسبو 2030 في الرياض حتماً سيساهم في خلق فرص وظيفية هائلة في قطاع الخدمات الرئيسة، ما سينعكس بالتأكيد إيجاباً إلى مكاسب حقيقية على الاقتصاد السعودي. الأثر المنشود من استضافة إكسبو 2030 ليس حكراً على فترة ال6 أشهر أثناء انعقاده بل من لحظة الإعلان بفوز ملف الرياض في استضافته ولمدة سبع سنوات من الآن وحتى بدء إكسبو 2030، وأثناء انعقاده، وسيتسمر بإذن الله لسنوات طويلة بعد استضافته، فلا بد أن يبدأ أبناء الوطن من التحضير الجيد لاقتناص الفرص الاستثمارية والوظيفية والتجارية الواعدة في العديد القطاعات التي ستتوفر من خلال هذا الاستضافة.