تتوالى البشارات في مملكة الخير والبركة وتتواتر نعم الخالق علينا بلا انقطاع له الحمد والشكر وحده، وكذلك تتوالى جهود المسؤولين وحرصهم الدؤوب على مصلحة الوطن ونمائه وإسعاد المواطن وراحته وتوفير الحياة الكريمة لكل من يقطن أرض الحرمين الشريفين، ويتواصل العمل بجد وإخلاص من أجل رفعة شأن المملكة وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني. لقد بشرنا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة بثمار الجهود التي تبذلها وزارته بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعات وخطط ورؤى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، وذلك بتمكن شركة أرامكو السعودية من اكتشاف حقلين جديدين للغاز الطبيعي في الربع الخالي، وأنه تأكد أن اكتشاف حقل الحيران بعد تدفق الغاز بمعدل 30 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا و1600 برميل من المكثفات يوميا، وتم اكتشاف حقل المحاكيك بعد تدفق الغاز منه بمعدل 85 مليون قدم مكعبة قياسية. ولا شك أن هذا الاكتشاف الجديد لكميات كبيرة من الغاز سوف يسهم في دعم إمكانيات المملكة في مجال الطاقة والتزاماتها بضمان امداداتها، وستلعب هذه الاكتشافات دورا كبيرا في المراحل المستقبلية على الاقتصاد الوطني بالاضافة إلى تعظيم الميزان التجاري مع الدول التي تتعامل معها المملكة من خلال توطين الصناعات التي كان يتم استيرادها في السنوات الماضية، فضلا عن توفير فرص وظيفية واستثمارية واسعة. إن الإعلان عن الاكتشاف الجديد للغاز يبعث بمزيد من الاطمئنان على مستقبل الاقتصاد السعودي، وعلى مخزون هذه السلعة الثمينة في بلادنا، ويعزز مركز المملكة التنافسي في امتلاك المزيد من الاحتياطي في الغاز مقارنة مع الدول الأخرى ذات الانتاج العالي من الغاز الطبيعي خصوصا أن سوق الغاز يشهد نموا متصاعدا في ظل الطلب الكبير على مشتقاته. وكذلك يعد هذا الاكتشاف إنجازا جديدا ومهما على المستوى المحلي والدولي، كون المملكة ستمتلك احتياطيا إضافيا يعزز قدراتها على الاكتفاء الذاتي والتصدير للدول الأخرى، سواء في شكل غاز مسال أو على هيئات أخرى، وفي كل الأحوال سيسهم الاكتشاف الجديد في احتلال المملكة مركزا متقدما في ترتيب الدول المنتجة للغاز والدخول بقوة في نادي الغاز الطبيعي. وهذه الاكتشافات المباركة تساعد المملكة في اتخاذ المزيد من الخطوات في الحفاظ على البيئة والتقدم درجات في سلم الاقتصاد العالمي كعملاق يجمع بين النفط والغاز وذلك يجعلها من أهم الدول المؤثرة في قطاع الطاقة ومشتقاتها واحتياطيها. وتأتي اكتشافات الغاز الجديدة هذه كجزء من استراتيجية المملكة لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز مكانتها العالمية كمنتج رئيس في هذا القطاع، وكذلك دعم المشروعات المعتمدة على الغاز بشكل كبير ضمن رؤية 2030، مواكبة لمستهدفات الرؤية وطموحاتها لرفع كفاءة الطاقة بإحلال مزيج الغاز في إنتاج الكهرباء، كما أن الغاز الطبيعي أحد أهم متطلبات التوسع في صناعة البتروكيماويات وما يتصل بها من صناعات متعددة. ويلعب الغاز الطبيعي دورا مهما في تشغيل محطات تحلية المياه مما يسهم في توفير المياه الصالحة للاستخدام، فضلا عن إمكانية استخدامه كوقود لتوليد الكهرباء وكمدخل لتعزيز التنمية الصناعية، ودعم قطاع البتروكيماويات وزيادة إيرادات الدولة، كما أن الاكتشافات الجديدة للغاز تساهم بشكل كبير في توفير المزيد من فرص العمل في مجالات الاستكشاف والإنتاج والصناعات، ودعم التحول الصناعي، والاستدامة والطاقة الخضراء. د. حمد بن دباس السويلم