اهتمت هيئة التراث ضمن جهودها الرامية إلى المحافظة على الثروة الثقافية بتوسيع دائرة إنشاء بيوت الحرفيين في عددٍ من مناطق ومحافظات المملكة؛ بهدف تطوير الحرف اليدوية التراثية من خلال تطوير قدرات الحرفيين والحرفيات السعوديين؛ عن طريق تدريبهم بكيفية إبراز جمال الحرف اليدوية السعودية العريقة والأصيلة، بتصاميم مبتكرة مع المحافظة على أصالة الحرف نفسها، والإسهام في بث الحيوية في مجال الحرف ورفع مستوى جاذبيتها للمجتمع، لضمان استمرارها. وأبانت "الهيئة" بأنها تسعى من خلال بيوت الحرفيين إلى التدريب الإنتاجي للراغبين في العمل الحرفي من جميع فئات وشرائح المجتمع المحلي، وتقديم المنتجات الحرفية التراثية ذات جودة عالية وفقاً لمتطلبات السوق، مشيرةً إلى أن المتدرب أو المتدربة في بيت الحرفيين، يمر وعلى مدى 10 أشهر، بمنظومة متكاملة من الورش التدريبة والتعليمية المكثفة من مرحلة التأسيس ومن ثم التصاميم الحرفية، وصولاً إلى الورش المساندة في ريادة الأعمال والابتكار وحلول التغليف والتسويق؛ ليتخرج المتدرب بعد ذلك جاهزاً لسوق العمل. وتمتاز منطقة تبوك كغيرها من مناطق المملكة بتنوع كبير بالحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي توارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل، مستفيدين من البيئة الطبيعية، لتعكس مسيرة الإنسان في هويته الوطنية المميزة، ومنها جاء بيت الحرفيين بمنطقة تبوك الذي قامت هيئة التراث بإنشائه لربط إنسان الحاضر بماضيه العريق، ونقل الموروث من المحلي إلى العالمية من خلال تدريب أبناء وبنات المنطقة على حرفة حياكة السدو، والخوص وحرفة الأزياء والتطريز، إلى جانب مساعدتهم على تسويق منتجاتهم وخلق فرص وظيفية لهم. ويضم بيت الحرفين بتبوك ثلاثة معامل رئيسة، بها أكثر من 45 حرفية وقاعة تدريب، ومعرض دائم لعرض منتجات المتدربين ومنفذًا للبيع. وأكدن المدربات والحرفيات أهمية هذه المبادرة ودورها في صقل مواهب الحرفيين، إلى جانب توظيف قدراتهن بما يعود عليهن بالنفع علمياً وعملياً.