ثمّن أستاذ الترجمة المساعد بكلية اللغات وعلومها في جامعة الملك سعود الدكتور عبد الحكيم بن فهد السنان جهودَ هيئة الأدب والنشر والترجمة في تنظيم ملتقى الترجمة في نسخته الثالثة 2023، وقال: "ما نعيشه اليوم من تطور طالَ معظم المجالات الأدبية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وباتت الترجمة العنصر الحقيقي الحاسم الذي يصل بنا إلى معارف الآخر وعلومه، فإنها تخلق لنا مجتمعاً معرفيّاً جديداً لم نكن لنصل إليه إلا ونحن نترجم، كما لم يكن ليصل إلينا الآخر إلا وهو يترجِم". وأتبع: "تبرز قوة الترجمة من خلال قوة التغيير، التي تُحدثه في الجوانب الفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية المختلفة، ولا يمكن إغفال التقدم الذي أحرزته الترجمة في تمكين البشرية معرفياً وثقافياً، فالتمكين المعرفي الذي نتكلم عنه ولّد لدى الهيئة فكرة عنوان هذا الملتقى (محتوى عابر للثقافات)، الذي يعزز مفهوم التنمية البشرية التي تستهدف كوادر وطنية تشارك في قاطرة بناء مستقبل الوطن نحو التقدم والنهوض بكافة مناحي حياتنا المجتمعية". وأضاف:" شهدنا عدة جلسات ومحطات وورش مع خبراء في الترجمة في لغات الغرب والشرق لهم نشاطات بارزة في خدمة هذا الوطن المعطاء بسواعد شبابه نحو مستقبل الاقتصاد المعرفي، وضيوف من دول مختلفة عُرفت بإسهاماتها في إثراء الحضارة الإسلامية وعلوم اللغة، وضيوف عُرفوا بتوظيف أدوات التقنية لخدمة قطاع الترجمة، مما ميّز هذا الملتقى في مواضيعه وتفاعل الحضور معه". وعن أهمية صناعة الترجمة تحدث السنان قائلاً:" لقد أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة نقلة نوعية وثورة حقيقية في الترجمة مما يؤكد أنها عنصر قوي في بناء الاقتصاد المعرفي الذي يخلق فرصاً كبيرة في السوق العالمي، وما تشهده القيمة السوقية اليوم لَدليلٌ واضح على أهمية صناعة الترجمة بكافة جوانبها، خاصةً أن المملكة اليوم منفتحة على الغرب والشرق تنقل المعرفة لهم وتأخذ منهم أيضاً، مما يعني أنه سوف يعود أثره الاقتصادي على شباب الوطن". ووصف مبادرة "ترجم" التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة لتجمع بين اللغة والهوية والثقافة من خلال ترجمة الكتب الرصينة والمتميزة بكافة لغات العالم، بالمبادرة النوعية التي يتسابق إليها كافة المترجمين ودور النشر، حيث انفردت الهيئة بهذه المبادرة المتميزة والرائدة التي أنعشت المترجم ودور النشر وخلقت نقلةً معرفية من خلال الكتب المترجمة التي جلبت لنا ثقافة أخرى ونقلت ثقافتَنا، وأكمل: "يعجز اللسان عن الشكر الجزيل لصنّاع قطاع الترجمة في المملكة العربية السعودية على ما حققوه من إنجازات عظيمة من خلال تلك المبادرة التي غذّت رفوف المكتبات العربية لتنقلها للقارئ ولتسهم في صناعة الكوادر البشرية الوطنية".