وفاة «الخدج» تستنهض الإنسانية أميركا تزيد المساعدات لإسرائيل "سراً" قالت الأممالمتحدة، إن قوات الجيش الإسرائيلي تنفذ عمليات اعتقال بحق الفلسطينيين النازحين من وسط مدينة غزة وشمالها، إلى مناطق وسط وجنوب القطاع. وذكر المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان، أنه تم رصد عمليات اعتقال ومزاعم بالضرب والتجريد من الملابس، وأشكال عنف أخرى تمارسها القوات الإسرائيلية بحق النازحين. وفتح الجيش الإسرائيلي، الذي دعا سكان الشمال ومارس ضغوطًا عليهم للمغادرة باتجاه الجنوب، «ممرًا» منذ نحو أسبوعين على طول شريان المرور الرئيسي، طريق صلاح الدين لنحو ست ساعات يوميا. ويقدر فريق المراقبة التابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن ما بين 17 إلى 18 ألف شخص انتقلوا أمس إلى وسط وجنوب قطاع غزة، وهو عدد أقل بكثير مما كان عليه في الأيام السابقة. وأفاد النازحون داخليًا بأن الجيش الإسرائيلي قد أنشأ نقطة تفتيش غير مأهولة، حيث يتم توجيه الأشخاص من مسافة بعيدة للمرور عبر حاويتين، حيث يُعتقد أنه تم تركيب نظام مراقبة، وبحسب ما ورد يُطلب من الأشخاص إظهار هوياتهم والخضوع لما يبدو أنه فحص للتعرف على الوجه. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تأثر النازحون الذين يقيمون خارج مراكز الإيواء المكتظة في الجنوب من الأمطار المتقطعة، ما أدى إلى إتلاف، أو تدمير الخيام والملاجئ المؤقتة التي يعيشون فيها. وإلى جانب انخفاض درجات الحرارة، فإن هذا يعرض النازحين لخطر متزايد للإصابة بالأمراض. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 5ر1 مليون شخص في غزة قد أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك حوالي 787 ألف نازح، يقيمون في ما لا يقل عن 154 ملجأ لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وتقول الأونروا إن الملاجئ التابعة لها لا تستوعب أعدادا أكبر بكثير من طاقتها الاستيعابية، ويؤدي الاكتظاظ إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الحادة، مما يثير المخاوف البيئية والصحية، ويحد من قدرة الوكالة على تقديم خدمات فعالة وفي الوقت المناسب. انتهاكا صارخ للقانون دانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، اقتحام الجيش الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، معتبرة إياه «انتهاكاً صارخاً» للقانون الدولي والانساني. وقالت الوزارة في بيان إن «اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، وغيره من المستشفيات، والمراكز الصحية في قطاع غزة، يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف». وحمّلت «الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال، بمن فيهم الخدج، والنازحون المتواجدون في المجمع»، مطالبة ب»تدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم». وقالت الوزارة إن «اقتحامات مستشفيات غزة تشكل امتدادا لمجمل الانتهاكات والجرائم، التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا، واستهدافه المتواصل للمراكز الصحية والطواقم الطبية والإسعافية، بما يؤدي إلى حرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه، المتعلقة بحقه في العلاج وتلقي الخدمة الطبية كالتزام واجب الاتباع من القوة القائمة بالاحتلال». وحذّرت مي الكيلة، وزيرة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها، من «مجزرة» قد ترتكب داخل المستشفى. وأشارت الى أن «التحرك الخجول وكذلك الصمت الكامل لبعض الدول شجعت الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المجمع الطبي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي». واقتحم الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، حيث لا يزال أكثر من ألفي شخص عالقين، بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة، التي تتهم الدولة العبرية حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة. ويأتي اقتحام المستشفى في خضم عمليات برية يشنّها الجيش الإسرائيلي، ضمن الحرب التي اندلعت بينه وبين حركة (حماس) بعد هجوم غير مسبوق نفّذته على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر. وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية التي تقدّر كذلك أن نحو 240 شخصاً أخذوا رهائن في الهجوم. وتقصف إسرائيل القطاع دون هوادة منذ الهجوم، وبدأت شنّ عمليات برية اعتبارا من 27 بهدف «القضاء» على الحركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الثلاثاء أن 11320 شخصا قتلوا في القصف المتواصل على القطاع المحاصر، وأن من بين القتلى 4650 طفلا. إيقاف هذا الرعب نددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل، بمشاهد «مفجعة» رأتها خلال زيارة قامت بها إلى قطاع غزة، مطالبة ب»إيقاف هذا الرعب». وقالت راسل التي قامت بزيارة نادرة لمسؤول رفيع في الأممالمتحدة إلى القطاع «إن ما رأيته وسمعته كان مفجعا. لقد تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر. داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون». وأضافت «ترتكب أطراف النزاع انتهاكات جسيمة ضد الأطفال» تشمل «القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهي أمور تدينها اليونيسف جميعها». وأضافت «وحدهم أطراف النزاع هم الذين يمكنهم إيقاف هذا الرعب». تعهّدت إسرائيل تدمير حماس ردا على هجوم في السابع من أكتوبر، تقول إنه أسفر عن مقتل حوالى 1200 شخص معظمهم مدنيون واحتُجز خلاله نحو 240 رهينة. تفيد وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس بدورها، بأن القصف الجوي والعملية البريّة الاسرائيلية أسفرا عن مقتل 11320 شخصاً معظمهم مدنيون أيضاً. لفتت راسل إلى أن أكثر من 4600 طفل قتلوا في غزة، وأصيب حوالي 9000 بجروح، بحسب تقارير. وقالت «العديد من الأطفال مفقودون ويُعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المباني والمنازل المنهارة، وهي النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة». وتابعت «في الوقت نفسه، مات أطفال حديثو الولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصصة في واحد من مستشفيات غزة مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية». ودعت طرفي النزاع «إلى تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية للإفراج الآمن عن جميع الأطفال المختطفين والمحتجزين وضمان وصول الجهات الإنسانية العاملة بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى المحتاجين بكافة الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة». وذكرت راسل بأنها زارت مستشفى ناصر في خان يونس حيث التقت بالمرضى والعائلات النازحة بحثاً عن المأوى والأمان. وأضافت «أخبرتني فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا من سريرها في المستشفى، أن منزل عائلتها تعرض للقصف. لقد نجت، لكن الأطباء يقولون إنها لن تتمكن من المشي مرة أخرى أبدًا». وأكدت بأنها التقت كذلك موظفي اليونيسف «الذين يواصلون تقديم الخدمات للأطفال وسط الخطر والدمار».وبينما تعمل المنظمة جاهدة لمواصلة إيصال المساعدات، قالت راسل إن الوقود نفد «مؤدياً إلى توقف المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل. بدون وقود لا يمكن لمحطات تحلية المياه إنتاج مياه الشرب، ولن نتمكن من توزيع الإمدادات الإنسانية». إسرائيل لن توقف حملتها التقى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت بريت ماكجورك، منسق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض، وأبلغه أن إسرائيل لن توقف حملتها في غزة، حتى القضاء على حركة حماس، وعودة الرهائن المحتجزين في القطاع إلى بلادهم. وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن جالانت أبلغ ماكجورك أن «دولة إسرائيل لن توقف عملياتها في غزة حتى تنفذ قواتها مهامها- تدمير حماس وعودة رهائننا إلى أسرهم»، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أمس الأربعاء. وأضاف البيان أن جالانت «ناقش موقف الرهائن بعمق، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتفاصيل حول وضع هؤلاء المحتجزين، من قبل حماس بالإضافة إلى جهود عودتهم إلى بلادهم». ويقوم ماكجورك بزيارة لإسرائيل حاليا في إطار جولة سريعة بالمنطقة، بهدف تحقيق اتفاق توسطت فيه أمريكا يضمن إطلاق سراح الكثير من الأشخاص، الذين يبلغ عددهم 240 شخصا، المحتجزين في غزة من قبل المسلحين الفلسطينيين. دمار هائل في مخيم البريج بقطاع غزة (أ ف ب) شابه تبكي حزناً على والدها الذي قُتل في غارة على طولكرم (رويترز) من استهداف الطواقم الطبية والمسعفين (أ ف ب) من الضربات الجوية للاحتلال على غزة (أ ف ب)