قالت روسيا: إنها اعترضت تسع طائرات مسيرة أوكرانية بالقرب من مدينة إنرغودار الأوكرانية، حيث تقع محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها موسكو. ومحطّة زابوريجيا التي تُعدّ الأكبر في أوروبا وتضمّ ستّة مفاعلات، تخضع لسيطرة القوّات الروسيّة منذ آذار / مارس 2022، وتتبادل كييف وموسكو منذ ذلك الحين الاتهامات بالتخطيط للتسبب في حادث في الموقع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان "تم رصد تسع طائرات مسيرة أوكرانية واعتراضها بواسطة معدات الدفاع الجوي أثناء الخدمة بالقرب من مدينة إنرغودار في منطقة زابوريجيا". واتهمت الوزارة أوكرانيا بالتهديد بالتسبب ب"كارثة" في المحطة النووية، خلال ما قالت إنها عملية تبديل روتينية لمسؤولي الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة، الذين يراقبون السلامة هناك. وأكد الدبلوماسي الروسي ميخائيل اوليانوف في وقت سابق الخميس أن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت فندقا في موقع المحطة النووية، دون المزيد من التفاصيل. وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي "شن الجانب الأوكراني هجوماً واسع النطاق بطائرات مسيرة على بلدة إنرغودار الواقعة بالقرب من المحطة". ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحة الإعلان. وتزايدت المخاوف بشأن المحطة منذ تفجير سد كاخوفكا الكهرمائي في 6 حزيران / يونيو والواقع في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية في خيرسون، ما استدعى إجلاء آلاف السكان وأثار مخاوف من وقوع كارثة إنسانية وبيئية. من جهة أخرى استُهدفت أوكرانيا ليل الخميس الجمعة بهجوم "ضخم" شنّته روسيا باستخدام 40 طائرة مسيّرة، تمّ إسقاط أكثر من نصفها، على ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال زيلينسكي عبر تطبيق "تلغرام"، "الليلة قبل الماضية أرسلت حوالى 40 (مسيّرة إيرانية الصنع) من طراز شاهد. وتمّ إسقاط أكثر من نصفها"، مؤكداً أنّا خلفت "آثارا" على الأرض. وأضاف زيلينسكي إنّ المسيّرات الروسية استهدفت عشر مناطق أوكرانية، بينها خاركيف وزابوريجيا في الخطوط الأمامية والعاصمة كييف ولفيف في غرب البلاد. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 24 طائرة بدون طيار بالإضافة إلى صاروخ روسي. ووصف وزير الداخلية إيغور كليمينكو الهجوم بأنه "ضخم"، بينما حذّر المستشار الرئاسي أندريي يرماك من أنّ روسيا "تزيد تدريجاً هجماتها الجوية على أوكرانيا". وقال عبر تطبيق "تلغرام" "في ليل الثالث من تشرين الثاني / نوفمبر أسقطت 24 مسيّرة هجومية من طراز شاهد - 136 / 131 فضلا عن صاروخ مسيّر"، مضيفاً أنّ "المعركة للسيطرة على الأجواء السماء هي ما ينتظرنا، وهذه المعركة ستكون من أجل منشآتنا وبنيتنا التحتية". ويأتي ذلك فيما تتصاعد المخاوف من أنّ روسيا ستكثّف ضرباتها الصاروخية والقصف بطائرات بدون طيار، في محاولة لشلّ منشآت الطاقة في أوكرانيا خلال فصل الشتاء. وفي هذا الإطار، قال زيلينسكي "ندرك أنه مع اقتراب فصل الشتاء، سيحاول الروس إحداث المزيد من الضرر، وسنردّ على العدو بقوة". في غضون ذلك أكدت روسيا أن النزاع في أوكرانيا لم يصل إلى "طريق مسدود"، نافية تصريحات رئيس الأركان الأوكراني الذي اعتبر أن الجيشين غير قادرين على تحقيق تقدم في الشهر الحادي والعشرين من المعارك. وصارت خطوط الجبهة مستقرة إلى حد كبير منذ نحو عام، رغم الهجوم المضاد الكبير الذي أطلقته القوات الأوكرانية في مطلع حزيران / يونيو ولم يسفر حتى الآن سوى عن مكاسب محدودة للغاية. ومنذ أسابيع، عاد الجيش الروسي إلى الهجوم حول أفدييفكا في الشرق وقرب كوبيانسك في الشمال الشرقي، من دون تحقيق مكاسب كبيرة. وأدت الهجمات من الجانبين إلى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ترفض كييف وموسكو تحديدها. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "كلا، لم يصل إلى طريق مسدود". وأضاف أن "روسيا تواصل بثبات تنفيذ العملية العسكرية الخاصة، ويتعين تحقيق جميع الأهداف التي وُضعت"، مستخدما عبارة الكرملين لتسمية التدخل العسكري الواسع في أوكرانيا.