استهدفت ضربات صاروخية روسية جنوب وشرق أوكرانيا، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى، بينما ردت الدفاعات الجوية الأوكرانية على الهجمات المكثّفة. وأطلقت روسيا أربعة صواريخ من طراز "كاليبر" من سفينة في البحر الأسود على مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، وفق ما أعلن سلاح الجو بينما أسقطت الدفاعات الجوية ثلاثة منها. وضرب أحد الصواريخ مستودعاً للأغذية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين وإصابة سبعة بجروح، وفق ما أعلن قائد الإدارة العسكرية في المنطقة أوليغ كيبر على تلغرام. وأضاف "قد يكون هناك أشخاص تحت الأنقاض". وجُرح ستة أشخاص آخرين، بعدما تضرر مركز تجاري ومتاجر ومجمّع سكني وسط المدينة "نتيجة قتال جوي والموجة التي أحدثها الانفجار". ولطالما كانت أوديسا وجهة عطلات مفضّلة للعديد من الأوكرانيين والروس. وهي تعرّضت إلى القصف مرّات عدة منذ الغزو الروسي في فبراير العام الماضي. وفي يناير، أدرجت "منظمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونسكو) المركز التاريخي للمدينة على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر. وفي مدينتي كراماتورسك وكوستيانتينيفكا شرقا، أدت ضربات صاروخية روسية، نُفّذت ليلا إلى مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير عشرات المنازل، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك. وأعلن مكتب المدعي العام الأوكراني، مقتل ستة أشخاص في سيارة أصيبت خلال غارة جوية روسية، في شمال شرق أوكرانيا على مقربة من بلدة سيريدينا بودا في منطقة سومي، بالقرب من الحدود الروسية. وكثّفت موسكو هجماتها الليلية على كبرى المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، بينما أطلقت كييف هجوماً مضاداً طال انتظاره، لاستعادة مناطق احتلتها القوات الروسية. وأعلنت أوكرانيا بأن كييف استعادت في الأيام الثلاثة الماضية، أراضي تبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربّعة تقريبا، وتقدّمت في بعض المناطق على عمق يصل إلى 1,4 كلم، بينما يتواصل القتال قرب القرى التي تمّت استعادتها. وتأتي الضربات الأخيرة مع ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم، الذي استهدف بلدة كريفي ريغ التي يتحدر منها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى 12 شخصا. كما أعلنت سلطات منطقة دنيبروبيتروفسك، حيث تقع كريفي ريغ عن هجوم روسي جديد بالمسيّرات وقع خلال الليل. وقال حاكم المنطقة سيرهي ليساك على "تلغرام" "تم إسقاط جميع (مسيّرات) شاهد في الجو فوق المنطقة"، في إشارة إلى المسيّرات الهجومية التي تستخدمها روسيا. وبينما تؤكد أوكرانيا، أنها تحقق مكاسب بعدما أطلقت هجومها المضاد، أعلن بوتين أن قواته تلحق خسائر "كارثية" بقوات العدو. زيارة غروسي وأقر بوتين خلال اجتماع في الكرملين، بأن القوات الروسية تعاني من نقص في مخزوناتها من بعض المعدات العسكرية، مشيرا على الخصوص إلى المسيّرات الهجومية والصواريخ. وسارعت كييف للرد، لتشدد على أن تحرّك أوكرانيا المدعوم بأسلحة وتدريب من الغرب، أفضى إلى تحقيق "مكاسب معيّنة وتطبيق خططنا وتقدّمنا". ويفيد محللون عسكريون بأن أوكرانيا لم تعتمد بعد على الجزء الأكبر من قواتها لتنفيذ الهجوم المضاد. وما زالت حالياً تختبر الجبهة عبر تنفيذ هجمات تمكنها من تحديد نقاط الضعف. وفي الأيام الأخيرة، أعلنت كييف استعادة سلسلة قرى في منطقة دونيتسك (شرق). أما في واشنطن، فأفاد معهد دراسة الحرب في آخر تحليل صادر عنه "واصلت القوات الأوكرانية عمليات ضمن هجوم مضاد في ثلاثة محاور على الأقل، وحققت مكاسب ميدانية محدودة في 13 يونيو". في الأثناء، كان من المتوقع أن يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، محطة زابوريجيا النووية، لكن وكالات إخبارية روسية أعلنت أن الزيارة تأجلت ليوم. وذكرت وكالة "تاس" الروسية نقلا عن مسؤول متخصص بالشأن النووي أنه "تم تأجيل المهمة لمدة يوم"، من دون توضيح السبب. لكن كييف والوكالة الأممية لم تؤكدا الأمر. شكّلت سلامة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا والواقعة في منطقة زابوريجيا (جنوب شرق أوكرانيا) مصدر قلق منذ استولت عليها القوات الروسية قبل عام. وفاقم هذه المخاوف تدمير سد كاخوفكا، الذي يشكّل خزانا يوفر مياه التبريد للمحطة. وأكد غروسي، في كييف عدم وجود مشكلة "حالية" رغم أن مستويات المياه في بركة التبريد تشكّل مصدر قلق. وأفاد بعد لقائه زيلينسكي في كييف "أرغب بتقديم تقييمي الخاص. أود التوجه إلى هناك ومناقشة الإجراءات المتخذة مع الإدارة، ومن ثم التوصل إلى تقييم أمتن لنوع الخطر الذي نواجهه". وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن كارثة السد التي أسفرت عن سقوط 17 قتيلا على الأقل، وخلّفت عشرات المفقودين تعقّد "وضعاً خطيراً في الأساس في ما يتعلق بالسلامة النووية والأمن" في المحطة. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتفجير السد الواقع على نهر دنيبرو.