قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هجمات بلاده على البحرية الروسية في البحر الأسود أصابت جهود موسكو الحربية بالشلل، فيما سعى إلى دعم قواته حتى في الوقت الذي يتوقع فيه العالم منها نجاحات فورية. وعلى الرغم من الهجوم العنيف الذي شنته كييف على مدى أشهر، لم يتزحزح خط المواجهة الواسع في شرق وجنوب البلاد إلا قليلا خلال العام المنصرم، مما أثار انتقادات وقوبل بنفاد صبر من بعض حلفاء أوكرانيا الغربيين. وقال زيلينسكي في خطابه المصور مساء الثلاثاء "نحن نعيش في عالم يعتاد على النجاح بسرعة كبيرة. عندما بدأ الغزو واسع النطاق، لم يصدق الكثيرون في أنحاء العالم أن أوكرانيا ستنجو". وأضاف "المجد لأولئك الذين لا يتراجعون، والذين لا يحترقون، والذين يؤمنون بأوكرانيا تماما كما كانوا في 24 فبراير، والذين يقاتلون من أجلها بلا هوادة". وقال زيلينسكي إن قواته نجحت في تقليص القوة العسكرية لموسكو في البحر الأسود، مضيفا أن ذلك يمكن أن يؤدي، مع دعم أكبر من حلفاء كييف، إلى انتصار أوكرانيا النهائي على روسيا. وقال زيلينسكي "عندما نضمن المزيد من الأمن في البحر الأسود، ستفقد روسيا أي قدرة على الهيمنة في هذه المنطقة وتوسيع نفوذها الخبيث إلى دول أخرى". ولم يتضح بعد حجم الضرر الكامل الذي ألحقته أوكرانيا بالأسطول الروسي في البحر الأسود في الأشهر القليلة الماضية. وتشير بيانات وزارة الدفاع الروسية المقتضبة في معظمها إلى النجاح في تدمير الأسلحة الهجومية. وقال زيلينسكي "نجاح أوكرانيا في معركة البحر الأسود سيُسجل في كتب التاريخ، على الرغم من أنه لا يُناقش كثيرا اليوم". في الوقت نفسه ذكر فيتالي باراباش، رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، أن المدينةالشرقية تستعد لموجة جديدة من الهجمات التي تواجهها منذ منتصف أكتوبر. وأعلنت أوكرانيا الأربعاء أن روسيا قصفت أكثر من 100 بلدة خلال الساعات ال 24 الماضية، وهو أكبر عدد في هجوم واحد منذ بداية العام. ومنذ أن شنت القوات الروسية هجومها في فبراير 2022، أطلقت ملايين القذائف المدفعية على المدن والقرى الأوكرانية القريبة من خطوط الجبهة، مما أدى إلى تحويل العديد منها إلى أنقاض في شرق البلاد. وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو في رسالة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي "خلال الساعات ال 24 الماضية قصف العدو 118 بلدة في عشر مناطق". وأضاف "هذا هو أكبر عدد من المدن والقرى التي تتعرض لهجوم منذ بداية العام". علاوة على ذلك، فإن الهجوم الروسي على مصفاة النفط في كريمنتشوك (وسط) الذي لم يوقع ضحايا، تطلب إرسال أكثر من مئة عنصر إطفاء لمكافحة الحريق الذي أعقب ذلك لساعات بحسب كليمينكو. من جهتها أعلنت بعثة "جمهورية دونيتسك الشعبية" لدى "مركز التحكم والتنسيق المشترك" بشأن القضايا المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية، في بيان، صباح أمس، أن القوات المسلحة الأوكرانية قصفت بالمدفعية أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية 47 مرة، الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 14 آخرين. وقال البيان "خلال ال 24 ساعة الماضية، بحسب ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأعلنت البعثة مقتل شخصين في منطقة بودينوفسكي في دونيتسك، وإصابة 14 شخصا بدرجات متفاوتة في منطقة بودينوفسكي في دونيتسك وفي ستاروميخيلوفكا ونوفولوجانسكوي". وقال البيان "تعرضت ثلاثة منازل سكنية وأربع منشآت للبنية التحتية المدنية لأضرار في منطقة بودينوفسكي في دونيتسك ونوفولوجانسكوي". واستهدفت نيران المدفعية الأوكرانية مناطق نوفولوجانسكوي وجورلوفكا وجولموفسكي وياسينوفاتايا وستارومايخايلوفكا في دونيتسك. وأضافت البعثة أنه "تم إطلاق ما مجموعه 168 قذيفة من مختلف الأنواع". على صعيد آخر أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن قلقه من نجاح روسيا في حربها ضد أوكرانيا إذا لم تواصل الولاياتالمتحدة دعمها للدولة التي تعرضت للغزو. وخلال جلسة استماع أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن الثلاثاء، تلقى أوستن سؤالا عن المدة الزمنية أمام أوكرانيا قبل أن يتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الانتصار في الحرب إذا توقف الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا. وقال أوستن إنه من الصعب تحديد مدة زمنية معينة، لكنه قال "يمكنني أن أؤكد لكم أنه بدون دعمنا، سينجح بوتين". وتابع "إذا أوقفنا دعمنا لهم الآن، سيصبح بوتين أكثر قوة وسينجح في القيام بما يرغب في القيام به". وحضر أوستن ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جلسة الاستماع للرد على أسئلة بشأن حزمة المساعدات التي تبلغ قيمتها نحو 105 مليارات دولار التي طلبها الرئيس جو بايدن لدعم إسرائيل وأوكرانيا، ويعارض بعض الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي تقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا". وشدد الوزيران على الحاجة الملحة إلى دعم البلدين، وذلك أيضا لأن الحربين ترتبطان بالتحالف الوثيق بين روسيا وإيران، على سبيل المثال في تبادل المعدات العسكرية.