طالب الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي الأربعاء بالحصول على مزيد من الدعم من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل فصل الشتاء المقبل، وذلك خلال زيارته لمقر الحلف. وقال زيلينسكي إنه يريد مناقشة أولويات بلاده في بروكسل، حيث إن أوكرانيا في حاجة لمزيد من الأسلحة مثل الصواريخ طويلة المدى "في نقاط جغرافية محدد للغاية على أراضينا" من أجل أن تصمد البلاد خلال الشتاء المقبل. وأضاف زيلينسكي أثناء حديثه وبجانبه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إن هذا أمر ضروري لحماية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا والأرواح وصادرات الغذاء. وقال ستولتنبرغ "ما نراه الآن هو أن الرئيس بوتين يستعد مجدداً لاستخدام الشتاء كسلاح حرب، مما يعني مهاجمة نظام الطاقة والبنية التحتية للغاز. علينا أن نمنع حدوث ذلك". من جانبه أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، لترتفع بذلك قيمة المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف إلى 9ر43 مليار دولار. وقال أوستن في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل إن الحزمة تتضمن ذخيرة من أجل الدفاع الجوي والمدفعية وذخيرة صواريخ وأسلحة مضادة للدبابات ومعدات لمواجهة طائرات الدرون الروسية. وأضاف أوستن "بلا شك، سوف تقف الولاياتالمتحدة مع أوكرانيا مهما طال الوقت" وذلك بعدما أثار تصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى الغموض السياسي المحلي في واشنطن، مخاوف بشأن مستقبل المساعدات العسكرية الأميركية. وأعلنت أوكرانيا عن اندلاع هجمات روسية شرسة بشكل خاص على مدينة أفدييفكا في إقليم دونيتسك شرقي البلاد، والذي يشهد معارك على مدار أشهر. ونقلت وسائل إعلام أوكرانية محلية عن رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، فيتالي باراباش قوله إن "القتال العنيف مستمر شمالي المدينة". كما تحدث أندريه يرماك، رئيس المكتب الرئاسي في كييف، عن "شن المدفعية الروسية هجمات واسعة النطاق". وأشار إلى أنه لطالما أبلغت أوكرانيا على مدار الأسابيع الماضية عن شن روسيا هجمات على طول جبهتها الشرقية، والبعض من تلك الهجمات كان على نطاق واسع . ومع ذلك سجل الجيش الأوكراني بالفعل عدة نجاحات أصغر خلال هجومه المضاد في جنوبي البلاد. من جهته قال المقدم المتقاعد أندريه ماروتشكو، إن القوات المسلحة الروسية صدت خلال الأيام القليلة الماضية، أكثر من 10 هجمات من قبل الجيش الأوكراني في اتجاه قرية كريمينايا. وأضاف ماروتشكو لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، نقلاً عن مصادره الخاصة: "قامت التشكيلات المسلحة الأوكرانية بأعمال هجومية في اتجاه كريمينايا من مواقع في مناطق تورسكوي وشيرفونايا ديبروفا وسيريبريانكا. وازداد الضغط بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، ومن الغرب والجنوب الغربي من قرية كريمينايا، صدت قواتنا أكثر من 10 هجمات من قبل مسلحين أوكرانيين". وأشار الخبير إلى أن تكتيكات الهجوم من القوات الأوكرانية قد تغيرت. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان لها الثلاثاء، إحباط هجومين لمجموعات أوكرانية باتجاه كراسني ليمان، وتدمير القوى العاملة والمعدات للعدو في مناطق كريمينايا في جمهورية دونيتسك وجريجوروفكا وتورسكي في جمهورية لوانسك، وبلغت خسائر الجانب الأوكراني ما يصل إلى 60 شخصا و7 قطع من المعدات. وأعلن الجيش الأوكراني، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، إلى نحو 283 ألفاً و900 جندي، من بينهم 820 جندياً لقوا حتفهم أمس الأول فقط. جاء ذلك وفقاً لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" الأربعاء. على صعيد آخر أظهرت بيانات أن السلع الأوكرانية تتجه مرة أخرى مباشرة إلى المشترين التقليديين في جميع أنحاء أوروبا وآسيا عبر ممر الشحن الجديد في البحر الأسود. وكشفت بيانات تتبع السفن، التي جمعتها وكالة بلومبرغ، أن هناك ثلاث سفن في طريقها إلى إسبانيا وسفينة واحدة إلى كل من هولندا ومصر وسنغافورة. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن السفن التي غادرت موانئ أوكرانيا على البحر الأسود وصلت بالفعل إلى رومانيا وإسرائيل وإيطاليا وبلغاريا محملة بشحنات مثل الحبوب والمعادن. وتظهر رحلات السفن كيف أن رهان أوكرانيا المحفوف بالمخاطر بالإبحار بمفردها في البحر الأسود يبدو أنه يؤتي ثماره. وقد يسمح ذلك بزيادة الشحنات، وتأمين الإيرادات الضرورية للغاية حيث إن صادرات الحبوب تراجعت بنسبة 28 ٪ حتى الآن هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي. وأنشأت كييف طريقا مؤقتاً خاصا بها من موانئ أوديسا الكبرى بعد انسحاب روسيا من اتفاق ممر الحبوب الذي توسطت فيه الأممالمتحدة وتركيا. كما قالت وزيرة الدفاع البلجيكية، لوديفين ديدوندر، إن بلجيكا تعتزم إرسال طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى أوكرانيا، على غرار هولندا والدنمارك والنرويج. وأعلنت ديدوندر القرار في مقابلة مع قناة "آر تي إل" البلجيكية على هامش زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بروكسل. وأضافت ديدوندر أن بلجيكا تعتزم إرسال الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا اعتباراً من عام 2025 فصاعداً، عندما تتلقى بلجيكا الطائرات الأحدث من طراز إف-35. ولم تذكر الوزيرة عدد الطائرات التي تعتزم بلجيكا تزويد أوكرانيا بها.