عام 1978، بدأ محمد بن عيسى حلمه بتحويل البلدة الوادعة شمال المغرب «أصيلة» إلى ملتقى للثقافة اضطرته في البداية إلى رهن منزله، وكيف انتهى الأمر بتحوله إلى منارة ثقافية يؤمّه المثقفون والمفكرون والسياسيون على مدى 44 عاماً. ومع توالي السنين تحولت «أصيلة» إلى مركز إشعاع فكري وفني عالمي، بفضل المبادرات التي أطلقها المشروع والشخصيات التي دأب على استضافتها والقضايا التي انكب على طرحها، وفتحت حدائقها لتخليد أسماء الشعراء الذين مروا بها، وبدأت التجربة بحديقة الشاعر الكونغولي تشيكايا أوتامسي، لتعقبها حدائق الطيب صالح ومحمود درويش والشاعر المغربي أحمد عبد السلام البقالي، وآخرها حديقة باسم المفكر المغربي محمد عابد الجابري. الملك سلمان وأصيلة لا ينسى أبناء البلدة أغسطس 2008 زيارة الملك سلمان حينما كان أميراً للرياض، وافتتاحه أحد مواسمها الثقافية، مستذكرين ما قاله في كلمته: «إن خطة احتواء الثقافات التي تنتهجها أصيلة هي خطة أنبتتها عالمية الإسلام والعروبة، حيث حوى الإسلام في أمته جميع الحضارات العربية والآسيوية والإفريقية والأوروبية على امتداد العالم في القديم والحديث شرقه وغربه.»، وقال ابن عيسى: إنه يوم تاريخي، لا ينسى أبناء أصيلة تلك الزيارة. سعيد بن سعيد العلوي شخصية أصيلة 2023 كرم موسم أصيلة سعيد بن سعيد العلوي، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، عرفانا بما قدمه برحلته الفكرية من نبع الفلسفة إلى ضفاف الرواية؛ حيث قدمت شهادات من قبل نقاد وروائيين وأدباء ومفكرين مغاربة من مختلف المشارب، توقفت بكثير من التأني والتحليل عند مختلف المراحل المهنية لهذا الأستاذ الجامعي والباحث الرصين الذي أغنى المكتبة المغربية بدراسات وأبحاث مرجعية حول الفلسفة والسياسة والفقه، قبل أن تسوقه رياح الإبداع نحو عالم الرواية، الذي ترك في بدوره بصمة جمعت بين وهم الخيال وحقيقة التاريخ. وبين الأمين العام لمنتدى مؤسسة أصيلة محمد بن عيسى، بأن سعيد بنسعيد العلوي يعتبر واحدا من بين «القامات الشامخة في سماء الفكر والأدب»، مبرزاً أن هذا الاحتفاء بهذه الشخصية هو «تقدير من المؤسسة وامتنان لما راكمه من أعمال رصينة أثرت بشكل مباشر في إغناء الثقافة المغربية والعربية حد سواء، فهو المفكر والباحث والدارس والمؤطر والمبدع الروائي، وهي صفات قلما اجتمعت في شخصيات بعينها». وأشار إلى أن الشهادات والدراسات حول مجموع أعمال بنسعيد العلوي، التي ستلقى ضمن فعالية «خيمة الإبداع»، شملت انشغاله الفكري والفلسفي والتراثي والسياسي وما أثاره من إشكالات تمس الراهن العربي، ومن قضايا ذات صلة بالحضارة والنهضة والحداثة وغيرها، أو في انجذابه الأدبي إلى عالم الرواية وما تستدعيه من آفاق فنية وتخيلية، مبرزاً أن هذه الدراسات جمعت في كتاب جماعي لصون ذاكرة الاحتفاء. احتفاء ولمسة وفاء للراحل هاني نقشبندي الراحل هاني نقشبندي حاضراً في أصيلة أقام موسم أصيلة الثقافي في جلسة وفاء خاصة وترأستها الروائية المصرية مي التلمساني، استعاد أصدقاء وباحثون مشاهد من حياة وأعمال الروائي والصحافي السعودي الراحل هاني نقشبندي بمشاركة الزميل حسين الحربي. رشيد الضعيف يتسلم جائزة «محمد الزفزاف» للرواية كما تسلم الروائي اللبناني رشيد الضعيف، خلال لقاء المهرجان، جائزة «محمد الزفزاف» للرواية العربية في دورتها الثامنة ضمن فعاليات الموسم الرابع والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، بحضور ثلة من الأدباء والكتاب والمفكرين العرب. وبدأت مسيرة رشيد الضعيف (1945) الروائية في نهاية السبعينات، حيث خاض تجارب روائية عديدة، تغلغل عبرها في الذاكرة، وقارب الحرب اللبنانية من زاوية تفكك الوعي النفسي. وخطى نحو رواية ما بعد الحرب، التي اتخذت طابعا حميميا، عبر من خلاله عن العلاقة الشائكة بين الشرق والغرب، وعن تناقضات المجتمع الذكوري، ومختلف مؤسساته.