اتهمت روسياأوكرانيا أمس الجمعة بشنّ هجوم بمسيرّات على محطة للطاقة النووية في منطقة كورسك الروسية الحدودية، بدون التسبب في أضرار أو زيادة في النشاط الإشعاعي. وقالت الشركة المشغّلة للمحطة على تلغرام "مساء 26 تشرين الأول/أكتوبر، تمّ وقف هجوم بثلاث مسيّرات عدوّة على محطة كورسك للطاقة النووية. لم يؤثر هذا الحدث على تشغيل المحطة". وتحدثت وزارة الدفاع الروسية أيضًا عن هجوم حدث قرابة الساعة 23,50 (20,50 ت غ)، دون أن تحدّد أنه استهدف محطة للطاقة النووية. وأضافت الشركة المشغّلة أن الإشعاع حول المحطة كان عند مستوياته الطبيعية وأن مولدات الكهرباء تعمل. وأكّدت أن الهجوم لم يتسبب "في وقوع إصابات أو أضرار". وتابعت "محطة كورسك تعمل بشكل طبيعي". من الجانب الأوكراني، أُصيب ثمانية عناصر إطفاء في قصف روسي صباح الجمعة على مدينة إيزيوم (شمال شرق)، على ما أعلن وزير الداخلية إيغور كليمنكو. من جهته، تحدث حاكم منطقة ميكولاييف (جنوب) عن هجوم ليلًا بمسيّرات إيرانية الصنع ولم يسفر عن وقوع أي خسائر بشرية. قُتل طفل أيضًا في قصف ليلي في منطقة سومي (شمال شرق)، وفق الرئاسة الأوكرانية. من جهة أخرى أعلنت الولايات المتّحدة عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا لدعم الهجوم المضادّ الذي تقوده القوات الأوكرانية ضدّ الجيش الروسي. والمبلغ الذي تصل قيمته إلى 150 مليون دولار خصّص بشكل أساسي لوسائل الدفاع الجوي وذخيرة المدفعية والأسلحة المضادة للدبابات، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في البيان إنّ "القوات الأوكرانية تقاتل بشجاعة لاستعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية، وهذا الدعم الإضافي سيساعدها على مواصلة التقدّم". وشنّت أوكرانيا هجوماً مضاداً واسع النطاق في حزيران/ يونيو في محاولة لتحرير الأراضي التي يحتلّها الجيش الروسي في الشرق والجنوب. وحتى الآن، أحرزت تقدّماً محدوداً للغاية. وإجمالاً، تعهّدت واشنطن التي تقود تحالف الدول التي تدعم أوكرانيا عسكرياً، أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف منذ غزت روسيا جارتها في شباط/فبراير 2022. كذلك، طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس مبلغاً إضافياً قدره 61,4 مليار دولار، سيتمّ إنفاق 30 منها على الأسلحة، لمواصلة دعم المجهود الحربي الأوكراني. لكنّ المعارضة الجمهورية التي تسيطر على مجلس النواب ترفض، ولا سيّما الجناح المتشدّد فيها، صرف أيّ أموال جديدة من جيب دافع الضرائب الأميركي لمساعدة أوكرانيا عسكرياً. واتّهم البيت الأبيض موسكو ب"إعدام جنود" روس حاولوا الانسحاب خلال هجوم جديد شنّه الجيش الروسي في أوكرانيا وتكبّد خلاله خسائر "كبيرة" في المدرّعات والأفراد. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين "لدينا معلومات تفيد بأنّ الجيش الروسي يعدم بالفعل جنوداً يرفضون الانصياع للأوامر". في غضون ذلك نددت كوريا الجنوبية واليابان والولاياتالمتحدة بشدة بتوريد كوريا الشمالية أسلحة ومعدات عسكرية إلى روسيا وقالت تلك الدول إنها تأكدت من تسليم "عدة" شحنات أسلحة. ونفت روسياوكوريا الشمالية نقل أسلحة من الشمال لاستخدامها في الحرب الروسية ضد أوكرانيا وسط تقارير قالت واشنطن وباحثون إنها أظهرت حركة سفن تحمل حاويات يحتمل أنها كانت تحتوي على أسلحة بين موانئ البلدين. وفي وقت لم يتسن فيه التأكد من محتويات الشحنات، ذكرت التقارير أن حاويات من الشمال شوهدت في وقت لاحق وهي يتم تسليمها إلى مستودع ذخيرة روسي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وجاء في البيان أن "جمهورية كوريا والولاياتالمتحدة واليابان تندد بشدة بتزويد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية روسيا الاتحادية بمعدات عسكرية وذخائر لاستخدامها ضد حكومة وشعب أوكرانيا". إلى ذلك انتقدت روسيا محادثات السلام المدعومة من أوكرانيا والمقرر عقدها في مالطا نهاية الأسبوع المقبل، محذرة من أن استبعادها عن أي اجتماعات بشأن الحرب يؤدي إلى نتائج عكسية. وتأتي هذه المحادثات التي يأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يحشد عبرها الدعم لخطة السلام الخاصة به، في أعقاب اجتماعات مماثلة جرى عقدها في جدة وكوبنهاغن في وقت سابق هذا العام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين "من الواضح أن مثل هذه التجمعات ليس لها أي منظور على الإطلاق، وببساطة تؤدي إلى نتائج عكسية". وأضافت أن الاجتماع المقبل "لا علاقة له بالبحث عن حل سلمي"، موجهة الانتقاد لمالطا لاستضافتها ما وصفته بأنه "حدث معاد لروسيا بشكل سافر". وأعرب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندريه يرماك عن تفاؤله بالاجتماع الذي أكدت نحو 60 دولة حضوره.