قبل عدة أيام نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريراً حول الدعم الذي تقدمه هوليوود لإسرائيل، وأشارت فيه إلى توقيع 700 من كبار قادة صناعة الترفيه على رسالة من منظمة صناعة الترفيه غير الربحية "المجتمع الإبداعي من أجل السلام" من أجل التضامن معها في حرب غزة. ومن الأسماء المعروفة التي وقعت هذه العريضة أيقونة الكوميديا جيري ساينفلد، والممثل السينمائي الشهير مايكل دوغلاس وغال جادوت وغيرهم. الرسالة تضمنت "دعم إسرائيل، والامتناع عن تبادل المعلومات المضللة حول الحرب" وسأعود لهذه النقطة تحديدا بعد قليل، لكن أود التعريج على تاريخ اليهود مع صناعة الترفيه "الأفلام المسلسلات البرامج الحوارية.. وغيرها" ناهيك عن الإعلام ومنتجاته. فهوليوود التي تعتبر معقل صناعة الأفلام في العالم، كان من ضمن الذين ساهموا في تأسيسها يهود؛ أدولف زوكور، أحد مؤسسي شركة باراماونت بيكتشرز الثلاثة مثلا، كان يهوديًا من المجر. كما أسس المجري اليهودي ويليام فوكس، شركة فوكس فيلم. وغيرهم، وكانت العوائل اليهودية تشجع أبناءها على الذهاب للعمل في هوليوود منذ ثلاثينات القرن الماضي. وهذا ما جعل الصناعة أداة استخدمت في الدعاية الذكية غير المباشرة لإسرائيل ومشروعها التوسعي على مدى عقود طويلة. بطبيعة الحال ليس كل اليهود داعمين لإسرائيل والصهيونية، بل إن بعضهم قدم مواقف مشرفة وأبدى بسالة منقطعة النظير في الدفاع عن حق الفلسطينيين، ومنهم حركة "ناطوري كارتا" من يهود الحريديم، لكن الداعمين لهذا الكيان من المتعاطفين معه استخدموا صناعة الترفيه بشكل فعال لترويج أجندات إسرائيل ودعم مشروعها، وبالتالي حققت نجاحات إعلامية ودعائية كبيرة في السنوات الماضية. لكن دخول وسائل التواصل الاجتماعي غير قواعد اللعبة، إذ لم تعد العملية الاتصالية أحادية المصدر، وبالتالي أصبح الجميع يملك القدرة على التأثير فيما انشغلت هوليوود في الضخ الجنوني لأجنداتها اليسارية الأخرى. هذا التغير في العملية التواصلية مع الجمهور أدى إلى تضرر سمعة إسرائيل بشكل كبير خلال الفترة الماضية التي نشطت فيها منصات التواصل الاجتماعي، وبحسب موقع World Population Review جاءت إسرائيل ضمن قائمة الدول الأكثر كراهية في العالم، ولذلك تضمنت الرسالة التي أوردتها في بداية المقال الدعوة ل"الامتناع عن تبادل المعلومات المضللة" لأن إسرائيل لم تعد تستطيع السيطرة على الرسائل التي يتلقاها الجمهور. الهجوم الذي تشنه إسرائيل حاليا أعادها للواجهة الدولية مرة أخرى وانقسم العالم الغربي ما بين مؤيد ومعارض لما تقوم به، حيث استغلت بشكل كبير الهجوم الذي تعرضت له في السابع من أكتوبر ووظفته إعلاميا على نطاق واسع ومن المتوقع أن يحقق لها الكثير من المكاسب في تحسين سمعتها على الساحة الدولية، لكن لحسن الحظ يسير أيضا في خط موازٍ له حملات ضخمة لإبراز الجرائم التي ترتكبها في حق العزل والأبرياء، مما يجعل بقاءها في خانة النبذ مرجحاً أيضاً.