بعدما كانت صناعة التلفزيون الإسرائيلية مصدر إلهام المسلسلين التلفزيونيين الرائدين «هوملاند» و «إن تريتمنت» تعكف إسرائيل على زيادة صادراتها من الترفيه بالاستعانة بديبلوماسي ووكيل موهوب كمبعوثين إلى هوليوود. وعلى رغم ضآلة إسهام صناعة التلفزيون في الصادرات الإسرائيلية، والتي بلغت 268 مليون دولار، أو 0.2 في المئة العام الماضي، إلا أنها تفتح نافذة لإسرائيل التي اشتكت من التغطية الإخبارية لصراعها مع الفلسطينيين. ويروج «إنتر سان جروندفيرج» القنصل العام الإسرائيلي في لوس أنجليس والرئيس المشارك لوحدة التلفزيون في وكالة الفنانين الإبداعيين الأميركية أدام بيركوفيتس لإسرائيل كمصدر لمحتوى مناسب للشاشة، وقابل لتعديله ليناسب الجمهور الأميركي أو بثه خارجياً مصحوباً بالترجمة. واعتمد مسلسلا «هوملاند» و «إن تريتمنت» على حبكتين أميركيتين، لكن جروندفيرج قال إن حقيقة أنهما اعتمدا على عروض إسرائيلية يبني علاقة مع هوليوود يمكن أن تساهم في مكانة إسرائيل في القطاع. واستضاف الاثنان هذا الأسبوع أكثر من 100 شخصية تنفيذية من 20 دولة في مؤتمر بتل أبيب رعته الحكومة، إذ تنافست شركات إسرائيلية وكتاب على مشترين. وكانت الأفكار المعروضة لأفلام وثائقية وأعمال درامية مجهزة سلفاً بأسماء وترجمة إنكليزية. وقال جروندفيرج ل «رويترز»: «هذا شيء سيقدره رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) بشدة، كشخص من الإعلام يفهم تشكيل الرأي». وتابع يقول إن الدفاع السياسي عن إسرائيل «لا يفيد بالنسبة إلي ولا يفيد مع الآخرين. هذا (التواصل عبر الترفيه) هو ما ينتج بالنسبة إلى الناس ارتباطاً مع إسرائيل على مستوى تجريبي وعاطفي». قال جروندفيرج إن 40 في المئة من أعماله تنطوي على محاولات لجذب هوليوود وصناعتي الرياضة والموسيقى. وقال إنه وبيركوفيتس اصطحبا تسعة من كبار الشخصيات في قطاع التلفزيون في جولة استمرت خمسة أيام، شملت زيارة جبهتي سورية وقطاع غزة. وقال بيركوفيتس الذي رأس المؤتمر، إن ستة عروض على الأقل من أصل إسرائيلي تعرض حالياً على شبكات أميركية. وقال ألون أريانا، وهو كاتب ومنتج عالج المسلسل الإسرائيلي «هوستاجيز» لعرضه على شبكة «سي.بي.إس»: «تميل لوس أنجليس إلى كونها فقاعة من الراحة. وقد تكون قاحلة تماماً في ما يتعلق في الإلهام الأصلي. والعروض الإسرائيلية بتنوعها ومشاكل الحياة اليومية وفرقها الجميلة تقدم لها أفكاراً جديدة». وأوضح أن العرض الإسرائيلي يتكلف 150 ألف دولار للحلقة مقارنة بمليونين إلى ثلاثة ملايين دولار للحلقة في الولاياتالمتحدة. وقال بيركوفيتس «بسبب عمل التلفزيون الإسرائيلي على موازنات منخفضة كهذه تعتمد العروض على الشخصيات». وأيد جهود جروندفيرج الممثل الإسرائيلي جال جادوت، الذي شارك في فيلم «ووندر وومان» صاحب المبيعات القوية، فيما جدد اهتمام هوليوود بصنع أعمال عن الموساد، مثل الجسر الجوي السري لنقل المهاجرين اليهود من إثيوبيا في الثمانينات. ويرغب الرجل في نقل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الأجنبي إلى إسرائيل، لكنه يقر بالصعاب المرتبطة بتأمين المشتغلين في القطاع من الحرب. وتخطط حكومة نتانياهو لعرض تخفيضات ضريبية لمثل هذه الأعمال، فيما يجري الإعداد لسن تشريع في هذا الشأن.