برعاية جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وبدعم من الشريك الأدبي وبمناسبة حصول الأستاذ سامي الجمعان على درجة الأستاذية من جامعة الملك فيصل خلال الشهر الماضي أقامت الكاتبة الصحفية والناقدة الدكتورة هدى عبد العزيز الخلف محاضرة في النقد المسرحي بعنوان «المسرح الملحمي في مسرح سامي الجمعان» في يوم الخميس الموافق 28 سبتمبر 2023م. وهذه الدراسة الأولى التي تتناول الأنواع الدرامية التي يكتب فيها الأديب الجمعان، وقد أشادت الخلف بأهمية نصوص الجمعان في تدوين التاريخ الإسلامي والدعوة إليه، وفي طريقة المعالجة الدرامية في قوالب إبداعية تشد الجمهور إلى عروضه المسرحية، في ظل اهتمام الجمعان بالتقنيات المسرحية، مثل: الإضاءة والصوت والموسيقى والسينما والديكور والأزياء والكورال أيضاً، ورأت الخلف استحقاق تلك النصوص للترجمة؛ بسبب أنها تُشكل دعوة فنية غير مباشرة إلى الدين الحنيف. ومن النواحي الفنية التي وضحتها الدكتورة الخلف في ورقتها العلمية أن المسرح الاجتماعي قد يلجأ إلى التاريخ ليعالج قضايا إنسانية لها امتداد زمني طويل، مؤكدة أن مسرح الجمعان ينادي إلى الحس الإنساني والوحدة المجتمعية مستمداً من حكايات التاريخ وقصص السيرة الذاتية خاصة مادته الرئيسة. ثم بينت الخلف أنه من حق المؤلف المسرحي أن يعالج التاريخ بطريقته الخاصة مع الحفاظ على الخطوط الرئيسة للحكاية الأصلية؛ ليقدم قصة جديدة بهدف خلق نص إبداعي يتناغم مع الرؤية الدرامية التي يؤمن بها الكاتب مراعياً أيضاً الزمكانية وتصميم الخشبة المسرحية والتقنيات. وفي ظل رؤية 2030 التي تدعو إلى نهضة الفنون والتوجه السياحي للوطن نادت الدكتورة هدى إلى أهمية مواكبة النقد المسرحي جنباً إلى جنب مع العروض المسرحية والنصوص الدرامية التي تتزايد في محيطنا الثقافي يوماً بعد يوم، منادية الخلف إلى أهمية أن تحتوي هيئة المسرح وهيئة الترفيه معاً نقاد الوطن المتخصصين؛ لتعطيهم الفرصة، وتنظم لهم البرامج في حضور العروض، فينهض الأدب المسرحي بصورة أفضل وأسرع في البلاد، ويسطع تفوقهم العلمي. وفي آخر الندوة النقدية تفاعل الحضور الكبير بتوجيه أسئلة نقدية ومداخلات شفوية تدلل على مدى فهم الجمهور ووعيهم للفن المسرحي، وقد أجابت عنها الدكتورة هدى الخلف بصحبة الدكتور سامي الجمعان، والذي أشاد بأهمية الورقة البحثية المقدمة من قبل الدكتورة هدى، حيث رآها تمثل دراسة تأويلية في أحسن صورها. وخلال الأمسية النقدية شاهدتْ الخلف بصحبة الأستاذ يوسف الخميس وجميع الحضور معرضاً خاصاً بتاريخ الأديب المسرحي سامي الجمعان عن طريق الصور التذكارية في بهو جمعية الثقافة، حيث سجلت هذه الصور أهم المناسبات والفعاليات والتكريمات التي تلقاها الجمعان في مسيرته الطويلة الحافلة بالإنجازات الوطنية والمجتمعية والأدبية والعلمية. وفي ختام الندوة النقدية أهدى الأستاذ يوسف الخميس مدير الجمعية الدكتورة هدى الخلف لوحة فنية متميزة من رسم أحد الفنانين من الأحساء، وأهدتهم بدورها مجموعة قيمة من مؤلفاتها معبرة عن امتنانها لما وجدته من كرم في أهل الأحساء وحب للمسرح وتقدير للمرأة. ثم كُرِم الدكتور سامي بلوحة جميلة تحتوي صورته من خلال فن الحرق على الجلد من رسم أحد الفنانين من الأحساء أيضاً.