إن الأدب يشمل كل ما ينتجه العقل الإنساني من ضروب المعرفة، حيث الأدب هو مرآة المجتمع وتعبير الحياة، فالأدب هو تعبير عن موقف الأديب من الحياة وهو صياغة لغوية لتجربة إنسانية، وهو نتاج للفرد الذي خلق هذا الأدب حسب ما تقرر ذلك نظرية الخلق الأدبي التي ترى أن العمل الأدبي كائن خلقه الأديب الفنان المبدع من ذاته. الترجمة فن وإبداع، وهي لا تكتفي بنقل كلمات، فالترجمة الحرفية لا تعطي النص المترجم حقه أو لونه الفني ومدى رفعته وتأثيره في لغته الأصلية، الترجمة الأدبية من أصعب أنواع الترجمات حيث تعتمد بقدر كبير على الإبداع والتذوق، والترجمة الأدبية ربما تكون من أصعب أنواع الترجمات فهي تعتمد بصورة كبيرة على التذوق ودخول خيال الكاتب سواء كان شاعراً أو قاصاً أو روائياً، وهذا يتطلب بحد ذاته روحاً إبداعية لتكون صورة الترجمة والمادة الأدبية إبداعية فنية غير حرفية. الترجمة الأدبية وهي الترجمة التي يقوم الباحث من خلالها بنقل النصوص الأدبية من لغة إلى أخرى مستخدماً الأسلوب الأدبي والفني في الترجمة. تتطلب الترجمة الأدبية أن يتمتع المترجم بالموهبة الأدبية وقدرة على صياغة النص بأسلوب جذاب ومميز بحيث يشجع القارئ على قراءة النص الأدبي، كما يجب أن يتحلى المترجم بالأمانة أثناء قيامه بعملية الترجمة الأدبية. تعد الترجمة الإبداعية أحد أهم وأبرز أنواع الترجمة، ويلجأ المترجم إلى هذا النوع من الترجمة عند ترجمة النصوص الأدبية والتي لا تتطلب من المترجم التقيد بالنص الذي يقوم بترجمته، بل تتيح له الترجمة وفق الأسلوب الذي يرغب به شرط أن يحافظ على مكونات النص الأصلية. إن الترجمة الأدبية عملية صعبة، لا تقوم على نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، لأن وراء كل لغة ثقافة كاملة يجب أن ينقلها المترجم إلى المتلقي، وواقع الأمر فإن الإبداع في الترجمة ليس سهلاً، إذ لا تقتصر الترجمة الإبداعية على المهارات اللغوية، بل تتطلب قراءة عالية من الإحساس باللغة والقدرة على الفهم والتعبير على نحو جيد، ومهارات كتابية ممتازة. وتحتاج الترجمة الإبداعية لامتلاك المترجم مهارة في الأدب، حيث يجب أن يكون متمكناً من اللغة عالماً بكافة تفاصيلها، وذلك لكي تكون الترجمة المقدمة مميزة وصحيحة وخالية من الأخطاء. وهكذا نرى أن الترجمة الإبداعية تعد من أنواع الترجمة المميزة والتي تحتاج لامتلاك المترجم لمهارة لغوية قوية تساعده على تقديم ترجمة مميزة ورائعة. تحقق الترجمة الإبداعية التوازن بين النص الأصلي وجمالية النص النهائي، فيصبح المترجم خبيراً مبدعاً في التواصل بين الشعوب، فالإبداع في الترجمة الأدبية أمر لازم، لكن يبقى بضوابط النص الأصلي والملتقي، فلا بد أن يمتلك المترجم عقلاً مبدعاً ومشاعر فياضة كي يتمكن من نقل روح النص الأدبي، وهذا يتطلب بحد ذاته روحاً إبداعية لتكون الترجمة، إبداعية فنية غير حرفية. * الأستاذ المساعد - قسم اللغة العربية وآدابها جامعة عالية - كولكاتا - الهند