تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في لندن ومدن بريطانية أخرى تأييدا للفلسطينيين وسط تحذيرات رسمية من أن إبداء أي شخص الدعم لحركة حماس يعرّضه للتوقيف. ونشرت الشرطة أكثر من ألف شرطي في قلب العاصمة البريطانية لمواكبة التظاهرة هناك، في حين خرجت تظاهرات مماثلة في مانشستر وأدنبره وغلاسغو ومدن أخرى. واحتشد المتظاهرون صباحا بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قبل تظاهرة عصرا قرب البرلمان ومقر إقامة رئيس الوزراء ريشي سوناك في داونينغ ستريت. وألقي طلاء أحمر على واجهة مقر شبكة "بي بي سي"، وقد أعلنت مجموعة "بالستاين أكشن" مسؤوليتها عن العمل متّهمة الشبكة بتواطؤ "يلطّخ يديها بالدماء" على خلفية تغطيتها للحرب. وتعرضت القناة لانتقادات من قبل مؤيدي إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء. ورفع البعض خلال تظاهرة لندن أعلاما فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات بينها "الحرية لفلسطين" و"أوقفوا المجزرة" و"العقوبات لإسرائيل" ، وقال اسماعيل باتيل، رئيس حملة "أصدقاء الأقصى" في تصريح لوكالة فرانس برس "أعتقد أن كل الناس العادلين في العالم، وليس فقط في بريطانيا، يجب أن يقفوا ويطالبوا بوضع حد لهذا الجنون"، مضيفا "وإلا فقد نشهد في الأيام القليلة المقبلة كارثة تتكشف". وتأتي التظاهرات بينما تكثف إسرائيل حربها ضد حماس وتنشر عشرات آلاف الجنود قبل هجوم بري مرتقب ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلون من الحركة في مناطق إسرائيلية. وقالت الشرطة في آخر تحديث إن التظاهرات مرت "بدون أي مشكلة"، مشيرة إلى اعتقال سبعة أشخاص. وأضافت أنه تم لاحقا اعتقال ثمانية آخرين بسبب حوادث صغيرة في ساحة ترافلغار على خلفية اعتداءات على عمال الطوارئ وإطلاق ألعاب نارية في أماكن عامة والاخلال بالنظام العام. وخضع تسعة رجال شرطة للعلاج من إصابات طفيفة. وفي عواصم ولايات أستراليا شارك الآلاف في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين امس الأحد رغم تهديدات الشرطة بكبحهم في ظل توترات بعد التوغل المباغت لحركة حماس داخل إسرائيل قبل ثمانية أيام. وكانت إحدى أكبر المسيرات في سيدني عاصمة نيو ساوث ويلز، أكثر الولايات سكانا، حيث قالت جماعة العمل الفلسطيني التي نظمت الاحتجاج إن نحو 5000 شاركوا فيه. وقدر شاهد من رويترز الحشد بنحو 2000. ولوح العديد من المشاركين في المسيرة بأعلام فلسطين وهتفوا "الحرية، حرروا فلسطين" في حديقة هايد بارك بمدينة سيدني بينما جاب المئات من رجال الشرطة المنطقة والشوارع القريبة في دوريات وحلقت مروحية تابعة للشرطة على ارتفاع منخفض. وكانت الشرطة تدرس تطبيق صلاحيات خاصة للتوقيف والتفتيش لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن للأشخاص الذين حضروا المسيرة لكن المتحدثة باسم جماعة العمل الفلسطينية أمل ناصر قالت إن هذه الصلاحيات لم تطبق. وأضافت أن المسيرة "مضت سلمية". وذكرت صحيفة جارديان أستراليا أن مسيرتين خرجتا أيضا الأحد في مدينتي اديليد وملبورن وشارك فيها الآلاف. وفي مسيرة سيدني، قالت آية، وهي فلسطينية تعيش في سيدني إنها شاركت لتكون "سلمية ولدعم بلدي، وليس لها علاقة بحرق الأعلام". وقال محتج آخر يدعى مصطفى، غادر والده غزة عام 1976، إنه جاء للمشاركة مع أبنائه الثلاثة. وقال "لسنا ضد اليهود فهم في فلسطين منذ وقت طويل جنبا إلى جنب مع المسلمين والمسيحيين، جميعنا فلسطينيون. نحن ضد الصهيونية". وقال منظمون إنهم يعتزمون تنظيم مسيرة بوسط سيدني مطلع الأسبوع القادم.