عمّت التظاهرات الداعمة لغزة مدناً وعواصم عالمية عدة، في وقت يتعرض فيه القطاع إلى عدوان إسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 500 فلسطيني وإصابة أكثر من 3000، معظمهم من المدنيين، وذلك لتأكيد التضامن مع الفلسطينيين في القطاع وأن "غزة لن تموت". ونظمت تظاهرات تضامنية مع القطاع في عدد من المدن الأميركية لا سيما في العاصمة واشنطن، حيث احتشد المتظاهرون أمام البيت الأبيض، داعين الرئيس الأميركي باراك أوباما للعمل من أجل "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة. وشاركت في هذه التظاهرة الحركة اليهودية المعادية للصهيونية "نوتوري كارتا". وفي مدينة لوس أنجلس، تجمع متظاهرون أمام المركز الفيديرالي وأمام القنصلية الإسرائيلية ورفعوا لافتات طالبت بإيقاف الإرهاب والحصار الإسرائيلي على غزة، إلى جانب رفع العلم الفلسطيني. وشهدت عواصم اوروبية عدة الاحد تظاهرات شارك فيها الالاف احتجاجا على العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة، غالبيتها اتسمت بالهدوء، باستثناء باريس حيث انتهت التظاهرة التي حظرتها السلطات باعمال شغب وتخريب. وتظاهر قرابة 11 الف شخص في وسط فيينا للتنديد ب"الجريمة والقمع في فلسطين"، وايضا في امستردام وستوكهولم حيث تظاهر ثلاثة الاف والف شخص تباعا ضد الهجوم الاسرائيلي. وفي فيينا انتشرت الشرطة بشكل مكثف، كما دعت رئيسة الوزراء جوهانا ميكل لايتنر في وقت سابق الى التظاهر بشكل سلمي تخوفا من وقوع حوادث. وقال المنظمون النمساويون للتظاهرة في بدء التحرك "لسنا معادين للسامية، نحن هنا من اجل الناس. ندعو الاوروبيين والاميركيين الى التدخل". كما نظمت تظاهرات شارك فيها 600 شخص تقريبا في مدينتي غراتس ولينتس في النمسا. وفي هولندا، تظاهر الاحد في امستردام قرابة ثلاثة الاف شخص رفع العديد منهم اعلاما فلسطينية واعلام دول في الشرق الاوسط وتركيا وهتفوا "حرروا فلسطين" دون حوادث، وسط انتشار خفيف لعناصر الشرطة، وفق ما افاد مراسل ل"فرانس برس". وفي إسبانيا، تظاهر نحو 2000 شخص في شوارع مدريد رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تندد بإسرائيل. وحملت لافتات كتب عليها "فلسطين حرة" إلى جانب أخرى تدعو إلى وقف الإرهاب الممارس على غزة. وفي ستوكهولم، تظاهر قرابة ألف شخص بهدوء رافعين لافتات كتب عليها "قاوموا من اجل السلام" و"محرقة اليهود لا تبرر محرقة اخرى"، ايضا وسط انتشار امني بسيط. في المقابل، انتهت تظاهرة داعمة للفلسطينيين وممنوعة من السلطات الفرنسية الأحد قرب العاصمة باريس بأعمال شغب واحراق سيارات. وبعد ظهر الاحد تظاهر مئات المناصرين للفلسطينيين على رغم قرار الحظر الذي اصدرته الحكومة الفرنسية، وتجمعوا قرب محطة قطارات في سارسيل بشمال باريس. وادان هؤلاء قرار منع التظاهر مؤكدين انهم لا يريدون التسبب باعمال شغب. واحاطت قوات الشرطة بالمتظاهرين، ولكن مع انتهاء التظاهرة عمد عدد من الشبان الى رمي النفايات واشعال المفرقعات. وقرب مبنى البلدية احرقت سيارتان على الاقل فيما تم تكسير زجاج سيارات اخرى، كما دمرت غرفة هاتف واحرقت سلال قمامة. وافاد مصدر من الشرطة انه تم توقيف 13 شخصا. وبدا ان الهدوء عاد في المساء. وعمدت فرنسا وحدها بين الدول الاوروبية الى منع التظاهرات المناصرة للفلسطينيين في قطاع غزة. من جهة اخرى، شارك مئات الاشخاص في تظاهرة مؤيدة لاسرائيل بعد ظهر الاحد امام سفارة اسرائيل في لندن، وفق ما افاد مصور لوكالة فرانس برس. كما شارك عشرات المؤيدين للفلسطينيين في تظاهرة مضادة لمدة ساعتين، الا ان قوات الامن ابقتهم على مسافة تفاديا لوقوع حوادث من دون ان يتم توقيف اي شخص. وفي الصين، احتشد مؤيدون لغزة أمام السفارة الفلسطينية في بكين حاملين شعارات تدعو لوقف القصف على القطاع وتؤكد أن "غزة لن تموت". وعمّت التظاهرات عدداً من الدول الأخرى ومن أبرزها المغرب والهند وباكستان والنمسا.