دخلت الحرب بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، يومها السابع، واستشهد 2269 فلسطينيا، نصفهم من الأطفال والنساء، وبينهم من النازحين بشكل قسري، وأصيب أكثر من 7 آلاف آخرين بجروح جراء عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، فيما قُتل 1300 إسرائيلي. الأممالمتحدة تحذر من «كارثة إنسانية» ويواصل جيش الاحتلال دك قطاع غزة بالقنابل والصواريخ منذ 7 أيام، وكان قد بعث الاحتلال تهديدا، لسكان شمال ووسط القطاع المحاصر، بترك منازلهم والنزوح جنوبا، استجاب بعض الغزيين لهذه التهديدات خوفا على حياة عائلاتهم، واختار آخرون البقاء بمنازلهم منعا لتكرار مشاهد تهجير كتلك التي ترافق الذاكرة الفلسطينية منذ عام 1948. وكانت الأمم المتّحدة قد أعلنت قبل ساعات من ذلك أنّ أكثر من 423 ألف شخص، أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف، منذ شنّت حركة حماس هجوما مباغتا، السبت. وأكثر من 270 ألف شخص من هؤلاء، أي ثلثا النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع. وأوضح المتحدّث الأممي أنّ المنظمة الدولية طلبت من إسرائيل "إلغاء" هذا القرار لأنّ عدد المشمولين به يبلغ 1.1 مليون نسمة وبالتالي فإنّ عملية إجلاء بهذا الحجم "مستحيلة من دون أن تتسبّب في عواقب إنسانية مدمّرة". وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" وانضمت لها فصائل فلسطينية أخرى في غزة لاحقا، ردا على "اعتداءات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدسالمحتلة". في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيل المتواصل منذ 2006. وفي الضفة الغربية استشهد شاب، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، أحدهم وصفت جروحه بالخطيرة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في أريحا. وأفادت مصادر طبية ومحلية، بأن الشاب محمود شحادة (27 عاما)، وهو أسير محرر، استشهد متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس، خلال المواجهات التي اندلعت في مخيمي عين السلطان وعقبة جبر. وأضافت المصادر ذاتها، أن ثلاثة مواطنين أصيبوا خلال هذه المواجهات بالرصاص الحي، أحدهم بحالة خطيرة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدنان عصفور، القيادي البارز في حركة "حماس"، من مدينة نابلس، وفقًا للتقارير الفلسطينية. ويأتي هذا الاعتقال ضمن حملة اعتقالات واسعة تستهدف مناطق متعددة في الضفة الغربيةالمحتلة، ويُشار إلى أن عصفور تم اعتقاله في أكثر من 15 مرة سابقا، وفقا لتقارير إسرائيلية. وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات واسعة في الضفة، طالت30 مواطنا. من رام الله وبيت لحم والخليل تم اعتقال 230 ناشطا من "حماس" في الضفة الغربية، منذ بدء الحرب. وأوضحت مصادر فلسطينية أنه جرى إطلاق نار تزامنًا مع استمرار اقتحام جيش الاحتلال لعدة أحياء في مدينة نابلس. وأشارت تقارير فلسطينية إلى أن مقاومين فلسطينيين فجروا عبوة ناسفة محلية الصنع بمركبة عسكرية إسرائيلية، خلال اقتحام مدينة جنين. ورافق اقتحام قوات جيش الاحتلال أصوات انفجارات وإطلاق نار. ونفذ الاحتلال حملة اعتقالات برام الله، وأُصيب شابان في مخيم عقبة جبر في أريحا، برصاص الاحتلال وحالتهما خطيرة، خلال تنفيذ اعتقالات. وارتفع عدد الشهداء في الضفة منذ السابع من الشهر الجاري الى 53 حيث استشهد الجمعة 16 مواطنا في جمعة (طوفان الأقصى). تطبيق القانون تجاه المدنيين طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بوقف التمييز في تطبيق القانون الدولي تجاه المدنيين، وممارسة الضغوط اللازمة على دولة الاحتلال، لإجبارها على وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي فورا. وأوضحت الوزارة، في بيان، وصل "الرياض" نسخة منه، أنها تواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني لحشد أوسع إدانات دولية لإدانة استهداف المدنيين الفلسطينيين، ودفع الدول الغربية لوقف سياسة الكيل بمكيالين تجاه المدنيين الفلسطينيين، والانتقائية البغيضة في تطبيق القانون الدولي بشأن حياة المدنيين. وأكدت على ضرورة تحرك دولي عاجل لإنجاز الوقف الفوري للعدوان، وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة، بما فيها المياه، والكهرباء، والمواد الطبية، والغذائية، وغيرها، وإجبار دولة الاحتلال على الالتزام بالقانون الدولي تجاه المدنيين الفلسطينيين. كما أدانت حرب الاحتلال المفتوحة على شعبنا، وحقوقه عامة، وعلى أهلنا في قطاع غزة بشكل خاص، الذي يتعرض إلى إبادة جماعية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة. وشددت على ضرورة أن تخرج الدول الغربية من إطار ازدواجية المعايير الدولية بالتعاون مع الضحايا من المدنيين، وتعطي الاعتبار لدماء ومعاناة المدنيين الفلسطينيين أسوة بغيرهم. 400 حالة اعتقال في القدس شنّت قوات الاحتلال الإسرائيليّ حملة اعتقالات واسعة طالت (40) مواطنًا على الأقل من الضّفة، من بينهم الأسير المحرر رسمي المحاريق من الخليل، وهو من محرري صفقة (وفاء الأحرار)، وأمضى 16 عاماً في سجون الاحتلال. وتأتي حملات الاعتقال هذه في ظل العدوان الشامل الذي يشنّه الاحتلال، كعملية انتقامية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، حيث توزعت عمليات الاعتقال على محافظات: الخليل، نابلس، جنين، رام الله، أريحا، والقدس. وبيّن نادي الأسير في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، أنّ قوات الاحتلال صعّدت من حملات الاعتقال منذ السابع من أكتوبر الجاري، تاريخ معركة المقاومة (طوفان الأقصى)، واعتقلت (400) مواطن على الأقل من الضّفة، حيث تركزت عمليات الاعتقال في محافظتي الخليل، والقدس، إضافةً إلى المعتقلين من العمال، ومعتقلين من غزة والتي لم تعرف أعدادهم حتى اللحظة بشكل دقيق، ولا هوياتهم. ولفت النادي، إلى أنّ عمليات الاعتقال شملت كافة الفئات بما فيهم (الأطفال، والنّساء، وكبار السّن)، وانتهجت قوات الاحتلال في عمليات الاعتقال، سياسة التّهديد، والضرب المبرح بحق المعتقلين وعائلاتهم، وتخريب منازل المواطنين. وأشار نادي الأسير، إلى أنّه ومنذ مطلع العام الجاري بلغت حالات الاعتقال أكثر من (5800) حالة. وتشكّل حملات الاعتقال أبرز السّياسات الثّابتة، والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال، بهدف تقويض أي حالة مواجهة متصاعدة، كما أنها من أبرز أدوات سياسة (العقاب الجماعيّ) التي تشكّل كذلك أداة مركزية لدى الاحتلال في استهداف المواطنين. قواعد الحرب تشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين توجهوا جنوبا من شمال غزة في أعقاب الأمر الإسرائيلي، وذلك وفقا للأمم المتحدة التي قالت إن أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا داخليا بسبب الأعمال القتالية قبل هذا التوجيه. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث "لم توفَّر ممرات آمنة في بادئ الأمر، ليمتثل الأفراد بصورة آمنة للأوامر بالتحرك جنوبا. تعين على المئات، ومن بينهم أسر، الفرار سيرا على الأقدام. ثمة مخاوف إزاء الأمن الغذائي والوصول إلى المياه والملاجئ والرعاية الصحية، فيما يخص أحدث النازحين داخليا". وذكر المكتب أنه لم يعد يعتبر أن مقر الأممالمتحدة في النصف الشمالي من غزة يتمتع بالحماية. وناشدت الأممالمتحدة ومنظمات أخرى إسرائيل رفع حصارها الكامل للسماح بدخول المساعدات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس "نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى جميع أنحاء غزة، حتى نتمكن من إيصال الوقود والغذاء والماء إلى كل من يحتاج إليه. حتى الحروب لها قواعد". وتدعم الولاياتالمتحدة إسرائيل دعما راسخا، لكن ناشدتها تجنب إيقاع قتلى من المدنيين. وقال بايدن إن معالجة الأزمة الإنسانية تمثل أولوية قصوى. وأضاف أن الفرق الأميركية في المنطقة تعمل مع إسرائيل وحكومات أخرى والأممالمتحدة. وأضاف "الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين لا علاقة لها بحماس وهجمات حماس المروعة، وهم يعانون نتيجة لذلك أيضا". عائلات من شمال غزة خلال فرارهم نحو مناطق جنوب القطاع (أ ف ب) طفل فقد عائلته في القصف الإسرائيلي على غزة آلاف الأطفال في غزة تعرضوا للقتل والإصابات (أ ف ب) يواصل الاحتلال دك غزة بالقنابل والصواريخ منذ سبعة أيام (أ ف ب)