أوقع زلزال بقوة 6,3 درجات غرب أفغانستان صباح السبت "حوالى 120 قتيلًا" بحسب حصيلة جديدة لهيئة الإغاثة في حالات الكوارث، واكثر من الف جريح. وقالت الهيئة الأميركية إنّ مركز الزلزال كان على بعد 40 كيلومتراً شمال غرب مدينة هرات، وأعقبته ثماني هزّات ارتدادية بقوة تتراوح بين 4,3 و6,3 درجات. وقال رئيس إدارة الكوارث في ولاية هرات موسى أشاري لوكالة فرانس برس "حتى الآن أحصينا أكثر من ألف جريح من نساء وأطفال ومسنين وقضى 120 شخصا على الأقل". وفرّ الكثير من السكان من المباني في هرات حوالى الساعة 11,00 صباحاً (6,30 بتوقيت غرينتش) مع بدء الهزّات الارتدادية. وقال بشير أحمد (45 عاماً) لوكالة فرانس برس "كنّا في مكاتبنا وفجأة بدأ المبنى يهتزّ... وحدثت تشققات في الجدران وانهار بعضها وأجزاء من المبنى". وأضاف "لا أستطيع الاتصال بعائلتي، الاتصالات بالشبكة مقطوعة. أنا قلق وخائف جدًا، كان الأمر مرعباً". في هذه الأثناء، وقفت حشود من النساء والأطفال في شوارع هرات الواسعة، بعيداً عن المباني الشاهقة، في اللحظات التي أعقبت الزلزال الأول والهزّات الارتدادية التي تلاحقت خلال أكثر من ساعة. وقال الطالب إدريس أرسالا البالغ من العمر 21 عاماً، وهو آخر من خرج من فصله الدراسي بأمان مع بدء الزلازل "كان الوضع مروعا للغاية، ولم أشهد شيئاً كهذا من قبل". * "تحت الانقاض" - ومساء السبت قال المتحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الملا جان سايق لفرانس برس ان عدد القتلى "مرشح للارتفاع". وأضاف "هناك بعض المناطق التي انهارت بالكامل وتضررت جميع المنازل". وتابع "لا يزال هناك اشخاص تحت الأنقاض. وتحاول وكالات الإغاثة الوصول إلى المنطقة". ويُخشى من وقوع مئات القتلى، وفقاً لتقرير أولي صادر عن المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي. وأشار تقرير صادر عن المعهد بأنّه "من المرجّح وقوع خسائر بشرية كبيرة، ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق". وأضاف أنّ "الأحداث الماضية بهذا المستوى، تطلّبت استجابة على المستوى المحلي أو الوطني". وأفاد المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي بأنّ قوة الزلزال ضرب على عمق 14 كيلومتراً فقط. وتعتبر مدينة هرات الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق الحدود مع إيران، العاصمة الثقافية لأفغانستان. وهي عاصمة مقاطعة هرات التي يقطنها حوالى 1,9 مليون نسمة، وفقاً لبيانات البنك الدولي للعام 2019. وتتعرّض البلاد بشكل متكرّر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص وشرّد عشرات الآلاف بعدما ضرب زلزال بقوة 5,9 درجة إقليم باكتيكا الفقير. تسبب ذاك الزلزال بأكبر حصيلة قتلى في أفغانستان منذ ما يقرب من ربع قرن. وفي آذار/مارس من هذا العام، قُتل 13 شخصاً في أفغانستان وباكستان بسبب زلزال بقوة 6,5 درجة وقع بالقرب من جورم في شمال شرق أفغانستان. وتعاني أفغانستان من أزمة إنسانية خطيرة، مع وقف المساعدات الأجنبية منذ عودة طالبان إلى السلطة في العام 2021.