قالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في جنيف إن الحياة أصبحت صعبة بشكل متزايد بالنسبة للسكان المدنيين بالبلاد، بعد ستة أشهر من الصراع على السلطة بين قائدي الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت: إن "سكان السودان يقفون على حافة هاوية، حيث يتم استنزاف بلادهم بهذا الصراع". وأضافت أن الأممالمتحدة تبذل كل ما بوسعها لتزويد اللاجئين بالمواد الضرورية، لكن عمال الإغاثة يتعرضون لعراقيل من جانب رجال الميليشيات ونقاط تفتيش عسكرية. وقالت إن هناك أيضا نقصا في الأموال، ما أدى إلى انتشار الجوع بين السكان، كما تعاني المستشفيات من نقص الإمدادات. وقالت نكويتا سلامي إن حوالي 25 مليون شخص، أو نصف سكان السودان، يعتمدون الآن على الدعم، ويبلغ عدد اللاجئين والنازحين داخليا الآن 5.4 ملايين شخص. ويعيش الكثير من السكان في مخيمات، وليس في مقدورهم إطعام أنفسهم أو أطفالهم. وقالت إنه لا توجد إمكانية للالتحاق بالمدارس ولا وسيلة لكسب العيش. وتوقف أكثر من ثلثي المستشفيات بالبلاد عن العمل، ولاح في الأفق تفشي الأمراض بعد تعرض البلاد مؤخرا لفيضانات. وسجل مسؤولو الأممالمتحدة زيادة في حالات الاستغلال الجنسي وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. ولم تصل مساعدات الأممالمتحدة إلا إلى 6ر3 ملايين شخص، مقابل 18 مليون شخص مستهدف، وقالت نكويتا سلامي إنه لم تتم تغطية سوى ثلث الاحتياجات بتبرعات بلغت قيمتها 6ر2 مليار يورو هذا العام. وناشدت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية الأطراف المتحاربة بالتوقف عن عرقلة قوافل الإغاثة والعمل نحو التوصل لحل سلمي. انعدام الأمن والتمويل يشهد السودان منذ 15 أبريل حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتتركز المعارك في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد. وقالت نكويتا سلامي، في بيان "أشعر بالغضب إزاء التقارير التي تفيد عن مقتل ستة نازحين وتشريد 2300 آخرين" خلال اشتباكات "في 26 سبتمبر بين القوات المسلّحة السودانية وقوات الدعم السريع، بالقرب من معسكر الحصاحيصا في وسط دارفور". ومنذ بدء المعارك قُتل نحو 7500 شخص بينهم 435 طفلًا على الأقل بحسب منظمة أكليد غير الحكومية والأممالمتحدة، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع. كما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار. وقالت نكويتا سلامي "لقد تمكنّا من تقديم المساعدة من خلال آلية عبر الحدود من تشاد إلى دارفور"، بينما كانت مخزونات المساعدات الإنسانية في كثير من الأحيان هدفاً للهجمات أو النهب. وأضافت "حتى منتصف سبتمبر، تمّ تسليم حوالى 3000 طن من الإمدادات الإنسانية بواسطة 66 شاحنة عبر ست ولايات، ولكن يجب أن نكون قادرين على تقديم المزيد - بأمان وبشكل متكرّر وبسرعة". ويعدّ الوجود الإلزامي للعسكريين أثناء تحميل الشاحنات في بورتسودان، حيث عاودت الأممالمتحدة تشغيل مقرّها الرئيس، والقتال في العاصمة الذي يجعل العمل مستحيلاً، والتأخير في الحصول على تأشيرات الدخول، عقبات إضافية. من جهة أخرى، أعربت نكويتا سلامي، عن قلقها بشأن الكوليرا، وقالت إنّ "مكافحة تفشّي وباء الكوليرا في منطقة حرب أمر صعب، حتى في أفضل الأوقات، ومع تصاعد القتال، قد يكون من المستحيل تقريباً السيطرة عليه". وتحقّق الأممالمتحدة في ما إذا كانت هذه الآفة قد وصلت إلى الخرطوم وولاية جنوب كردفان، وفي مواجهة هذه الأزمة الإنسانية المعقّدة ذات الأبعاد الهائلة، هناك أيضاً نقص في الأموال، وأكدت نكويتا سلامي أن "النداء الإنساني بقيمة 2,6 مليار دولار تم تمويل ثلثه فقط".