أعلنت كييف الخميس أن سلاحها الجوي أسقط 24 مسيّرة مفخخة من أصل 29 أطلقتها روسيا على أراضي أوكرانيا في هجوم ليليّ جديد. وقالت "أُطلقت 29 مسيّرة في المجموع. دمّرت القوات الأوكرانية، بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي، 24 مسيّرة من طراز شاهد-131/136 فوق مناطق أوديسا وميكولاييف وكيروفوغراد" في جنوبأوكرانيا ووسطها. وأوضح سلاح الجو الأوكراني عبر تيليغرام أن المسيّرات الإيرانية الصنع أطلقت من شرق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014 على جنوبأوكرانيا ووسطها، من دون أن يوضح الأهداف التي أصابتها المسيرات الخمس التي لم يتم إسقاطها. وذكر حاكم منطقة كيروفوغراد (وسط) قبل الظهر إصابة بنى تحتية، مشيرا إلى عدم وقوع ضحايا. كما قال مسؤولون عسكريون إن القوات الأوكرانية تحرز بعض التقدم جنوبا في إطار هجومها المضاد والصعب لاستعادة مناطق سيطرت عليها روسيا، وأضاف المسؤولون أن قوات كييف تقاوم المحاولات الروسية لمحو المكاسب التي حققتها على الجبهة الشرقية منذ أن أطلقت الهجوم المضاد في يونيو. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها حققت قدرا من النجاح على الجبهة الشرقية. ولا يتسنى لرويترز التحقق من التقارير المتعلقة بساحات المعارك. وأحرزت القوات الأوكرانية على الجبهة الجنوبية تقدما فيما تمضي كييف في توجهها نحو بحر آزوف للفصل بين الأراضي التي تحتلها روسيا في الجنوب والشرق. وقال المتحدث باسم قوات الجبهة الجنوبية أولكسندر شتوبون للتلفزيون الوطني "لقد حققنا بعض النجاح إلى الغرب من روبوتاين"، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية "تواصل تعزيز المواقع التي تسيطر عليها". إلى ذلك ذكرت تقارير رسمية امس أن هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية قصفت محطتين فرعيتين في غرب روسيا، مما تسبب في انقطاع الكهرباء في 67 بلدة. وقال حاكم مقاطعة كورسك غربي روسيا، رومان ستاروفويت، عبر قناته على تطبيق تيليغرام، إن البنية التحتية في مناطق سودجا وكورينوفو وجلوشكوفو تعرضت للهجوم. وتقع المناطق الثلاث على الحدود مع أوكرانيا. وأكد ستاروفويت انقطاع التيار الكهربائي دون إعطاء أرقام محددة، وأضاف ستاروفويت أن مدينة ريلسك الواقعة بالقرب من الحدود تعرضت للقصف بالذخائر العنقودية. وقال ستاروفويت "أصيبت امرأة بجروح متوسطة وتم نقلها إلى مستشفى المنطقة حيث تلقت الرعاية الطبية". وأضاف ستاروفويت أن أضرارا لحقت بالعديد من المنازل وأماكن انتظار السيارات والمركبات بسبب الذخائر العنقودية. وفي سياق منفصل، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو تدريب الجنود في جنوب البلاد، بحسب صور بثتها قناة حكومية عبر تطبيق تيليغرام تظهر شويجو وهو يشاهد تدريب المجندين والمتطوعين على الطائرات المسيرة. ومن الواضح أن هذا المنشور يهدف أيضا إلى دحض الشكاوى المستمرة حول افتقار الجنود للاستعداد للعمليات العسكرية في أوكرانيا. ويُظهر المقطع المصور شويجو وهو يحلق داخل المعسكر بمروحية ويتفقد العديد من مراكز التدريبات القتالية هناك. ثم قام شويجو بتكريم العديد من المسعفات. وأعلن شويجو، خلال زيارته، إنشاء أفواج عسكرية احتياطية جديدة. وقال شويجو، خلال الزيارة، "اعتبارا من اليوم، سيتم إعداد تسعة أفواج احتياطية". وأضاف أنه تم ضم 38 ألف من المتطوعين والجنود المؤقتين إلى الأفواج في الشهر الماضي وحده. من جانب اخر خلُص محققون أمميون إلى أن مقتل عشرات أسرى الحرب الأوكرانيين في قصف سجن أولينيفكا العام الماضي لم يكن ناجمًا عن إطلاق قاذفات صواريخ "هيمارس" أوكرانية. وقالوا في تقرير جديد إن هناك حاجة لمزيد من المعطيات لتحديد الظروف الدقيقة للمجزرة والجهة المسؤولة عنها. وفي 29 يوليو 2022، قُتل أكثر من 50 أسير حرب أوكرانيًا جراء تدمير السجن الواقع في دونيتسك في المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا شرق أوكرانيا. وكانوا مقاتلين استسلموا بعد أسابيع من حصار مجمع آزوفستال في ماريوبول. وتتهم موسكو كييف بقصف هذا المعتقل، الأمر الذي تدحضه السلطات الأوكرانية مؤكدة أن الأسرى قتلوا على أيدي القوات الروسية. وقالت بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا في التقرير الذي نشرته الأربعاء "بناء على مقابلات مع أكثر من 50 شاهدًا وناجيًا وتحليل الصور ومقاطع الفيديو المتوفرة، خلصت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن الانفجارات لم تكن ناجمة عن صواريخ من طراز هيمارس أطلقتها القوات المسلحة الأوكرانية". ووفق الأممالمتحدة، لا يتوافق مستوى الأضرار أو نصف قطر التأثير الملحوظ مع سمات قاذفات الصواريخ المتعددة من طراز "هيمارس". ويوضح التقرير أن "صاروخا واحد من طراز هيمارس يتسبب عادة في أضرار ودمار للثكنات والمنطقة المحيطة على نطاق أوسع بكثير" من الذي سُجّل في سجن أولينيفكا. وأضاف التقرير الأممي أنه لم يتم تحديد نوع السلاح ولا مصدر القصف، غير أن "توزيع الأضرار الهيكلية يبدو متطابقًا مع ذخيرة أُطلقت بمسار متّجه من الشرق إلى الغرب". وأكّد التقرير أن الخبراء عاجزون في هذه المرحلة عن نسب القصف إلى أي جهة. وطالبت البعثة الأممية، التي تعمل في أوكرانيا منذ العام 2014 ولم تتمكن حتى الآن من الدخول إلى سجن أولينيفكا، موسكو مجددًا بالسماح لها بذلك.