تناقل الإعلام العالمي نبأ انطلاقة عملاقة الطاقة بالعالم، شركة أرامكو السعودية للمنافسة في أسواق الغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد أن ظفرت الشركة بأقوى صفقات الغاز المسال في تاريخها، باستحواذها على حصة أقلية إستراتيجية في شركة "مِد أوشن" للطاقة مقابل 500 مليون دولار، مع خيار لزيادة حجم المساهمة. وتُعد الأخيرة إحدى الشركات التي تعمل في مجال الغاز الطبيعي المُسال، أسستها وتديرها "إي آي جي"، من أكبر المؤسسات الاستثمارية الرائدة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية على الصعيد العالمي. وقالت "منصة الطاقة" ومقرها الولاياتالمتحدة، تدعم الشراكة الإستراتيجية خطط عملاقة النفط السعودية لتصبح تاجرًا رئيسًا للطاقة، والاستفادة من الفرص العالمية للغاز الطبيعي المسال، مع تزايد الطلب عالميًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة. وشددت المنصة على أن هذا الاستحواذ يمثّل أول استثمار عالمي لأرامكو السعودية في الغاز الطبيعي المُسال، في وقت يشهد العالم نموًا قويًا في الطلب على الغاز، مع استمرار التوجه العالمي نحو تحول الطاقة، فيما يتبوأ الغاز مكانة مؤثرة في إمدادات الوقود العالمي، ويعتبر وقودًا حيويًا والمادة الأولية في مختلف الصناعات، التي تتطلع لتلبية احتياجاتها المتزايدة لطاقة آمنة ومتوفرة وأكثر استدامة. بذلك حققت شركة أرامكو السعودية وعودها بتنفيذ استثماراً كبيراً في منشآت الغاز الطبيعي المسال خارج المملكة، مع تزايد الطلب العالمي على الوقود بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وتجري عملاقة الطاقة مناقشات مبكرة مع مطوري مصانع الغاز الطبيعي المسال لشراء حصة وتأمين الإمدادات من خلال اتفاقية شراء، حسبما نقلت "ال ان جي قلوبال". ومن المقرر أن يرتفع استهلاك الغاز الطبيعي المسال في السنوات المقبلة مع اندفاع أوروبا لاستبدال الغاز عبر الأنابيب من روسيا وتوقع دول مثل الصين والهند زيادة الواردات. تضاعفت قيمة التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال العام الماضي إلى أكثر من 450 مليار دولار، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. وقال المصدر إن أرامكو تدرس مشاريع في الولاياتالمتحدة وآسيا، إن تفضيلها سيكون لمنشأة يمكنها بسهولة شحن الوقود شديد البرودة إلى آسيا، أكبر سوق في العالم. وإن الحصول على حصة في مصنع للغاز الطبيعي المسال وصفقة توريد من شأنه أن يساعد أرامكو في تحقيق هدفها المتمثل في التنويع بما يتجاوز إنتاج النفط والغاز إلى عالم تجارة الطاقة المربح. وقالت شركة شل في تقرير الشهر الماضي إن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في مشروعات التسييل لتجنب اتساع فجوة إمداد الغاز الطبيعي المسال في وقت لاحق من هذا العقد، فيما نظرت أرامكو سابقًا في الدخول في الغاز الطبيعي المسال في عام 2019، وبحثت في شراء 25 % من منشأة بورت آرثر التابعة لشركة سيمبرا إنرجي في تكساس. لكنها تراجعت لأن جائحة الفيروس التاجي ألقى بثقله على الطلب على الطاقة وألحق الضرر بأوضاعها المالية. وانتهت في عام 2021 اتفاقية غير ملزمة مدتها 20 عامًا لأرامكو لبيع الغاز الطبيعي المسال من بورت آرثر. وتمتلك المملكة العربية السعودية بعضًا من أكبر احتياطيات الغاز في العالم، على الرغم من أنها تستخدم بشكل أساسي في السوق المحلية. وتحاول أرامكو تغيير ذلك وتخطط لإنفاق حوالي 100 مليار دولار في العقد المقبل لتعزيز إنتاج الغاز في المملكة. لكنها لا تنوي صنع الغاز الطبيعي المسال محلياً. وبدلاً من ذلك، ستستخدم الإمدادات الإضافية لتلبية الطلب المحلي المتزايد ولتصدير الهيدروجين الأزرق، وهو وقود يتم تصنيعه عن طريق تحويل الغاز. يُذكر أن المملكة العربية السعودية تعكف بالفعل للريادة في صناعة وتصدير الغاز الطبيعي المسال والتي تجسد المساعي السعودية الحثيثة في التحول المطرد في أعمال الطاقة لتسييل الغاز بغرض تصديره للعالم عبر أسطول من السفن الخاصة بنقل الغاز المسال وتسليمه للموانئ الرئيسة المهيّئة بمرافق تصنيع تعمل على إعادة الغاز المسال لحالته الأولى الغازية مما يفتح الأبواب على مصراعيها لتجارة أقوى للمملكة لنفاذ سوائل غازها الطبيعي للعالم معززة بمرتبة تنافسية عالمية تضع المملكة سادس أكبر سوق للغاز في العالم. وكان وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد كشف في منتدى الميزانية الأخير عن مدى قوة إصلاحات الطاقة بالمملكة منها معالجة "تشوه في قطاع البترول والغاز"، من حيث كيفية موائمة الطاقة الإنتاجية من الغاز لقدرات نقله لمراكز الاستهلاك، أي لدينا غزارة في الإنتاج مع عدم توزيع وهذا الأمر تحت المعالجة الان. في وقت تخطط المملكة وبحلول عام 2030، أن تكون ضمن أكبر ثلاثة منتجين للغاز الطبيعي في العالم وأن تصدّره لأول مرة. وسوف تضاعف المملكة إنتاجها للغاز في العقد القادم إلى 23 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من أجل تلبية الطلب العالمي والمحلي للطاقة في المستقبل، ولتحقيق أقصى قيمة على الأجل البعيد، وضمنها زيادة إنتاج الغاز بأكثر من 50 % بحلول عام 2030 وتمتلك المملكة العربية السعودية اليوم سادس أكبر سوق للغاز في العالم، الأمر الذي يسهم بشدة في خفض كمية النفط المستخدمة لتوليد الطاقة محليًا. وذلك بفضل برنامجها الذي يهدف لتنويع مصادر طاقتها بعيدًا عن النفط الخام والسوائل من أجل توليد الكهرباء. وأصبح اللقيم النظيف المنخفض التكاليف ضروريًا لمواصلة التوسعات في قطاع البتروكيميائيات وقطاع الكهرباء في المملكة. وتمشياً مع تركيز شركة أرامكو السعودية للمحافظة على تفوقها في قطاع التنقيب والإنتاج، واصلت الشركة تنفيذ إستراتيجيتها للتوسع في إنتاج الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد، وزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام إلى 13,0 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027. في وقت ارتفعت قيمة تجارة الغاز المسال العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال العام الماضي، مع قفزة الأسعار وزيادة الطلب الأوروبي. وتضاعفت قيمة تجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى 450 مليار دولار في 2022، رغم زيادة حجم التجارة بنحو 5.5 % فقط على أساس سنوي. وتزامن تطاير قيمة تجارة الغاز المسال عالميًا في 2022، مع تداعيات أزمة الطاقة والغاز العالمية التي أحدثها الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغاز الفورية وفواتير الاستيراد إلى مستويات قياسية عبر الأسواق الآسيوية والأوروبية الرئيسة. وأدّى الغاز الطبيعي المسال دورًا حاسمًا في التخفيف من تأثير قطع إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي عام 2022. وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية، وفق مؤشر تي تي إف الهولندي، إلى متوسط يتجاوز 40 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2022، أي ما يقرب من 8 أمثال متوسطها لمدّة 5 سنوات بين عامي 2016 و2020. وفي آسيا، قفزت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال إلى متوسط 34 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال العام الماضي، بزيادة 5 مرات عن متوسط السنوات ال 5 (2016-2020). ونتيجة لذلك، قفزت قيمة تجارة الغاز المسال المعتمدة على الأسعار الفورية إلى الضعف تقريبًا، لتتجاوز 230 مليار دولار خلال العام المنصرم، وفق وكالة الطاقة الدولية. كما أدّى نقص الإمدادات وارتفاع أسعار النفط إلى زيادة الضغط على أسعار عقود الغاز الطبيعي المسال المرتبطة بمعادلة مع أسعار النفط، لترتفع بنسبة 70 % في عام 2022 إلى متوسط 10 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وأدّى ذلك إلى ارتفاع قيمة تجارة الغاز المسال المتداولة بموجب عقود طويلة الأجل مرتبطة بأسعار النفط -تمثّل 60 % من تجارة الغاز المسال العالمية- بنسبة 90 %، لتصل إلى 220 مليار دولار. وجاءت قفزة قيمة تجارة الغاز المسال العالمية رغم نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال بوتيرة متواضعة نسبيًا في عام 2022، بنحو 5.5 %، على الرغم من الزيادة غير المسبوقة في الطلب الأوروبي. وبلغ معدل استغلال قدرة الإسالة العالمية 84 % في المتوسط خلال 2022، دون تغيير عن مستويات 2021، وأعلى قليلًا من متوسط السنوات ال 5 الماضية. وبالتركيز على صفقة أرامكو باستحواذها على "مِد أوشن" للطاقة، اعتبر المحللون العالميون بأنها أنجح صفقات أرامكو العالمية خاصة وأن "مِد أوشن" تعكف حاليًا على استحواذ حصص في أربعة مشاريع أسترالية للغاز الطبيعي المُسال، مع إستراتيجية نمو لإنشاء أعمال عالمية متنوعة للغاز الطبيعي المُسال. وتمثّل الشراكة الإستراتيجية مع "مِد أوشن" أول استثمار دولي لأرامكو السعودية في الغاز الطبيعي المُسال. وتُعد هذه الاتفاقية امتدادًا للشراكة بين أرامكو السعودية وشركة "إي آي جي"، التي كانت جزءًا من تحالف استحواذ على حصة 49 % في شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام، إحدى الشركات التابعة لأرامكو السعودية، في عام 2021. ويخضع إتمام الصفقة للموافقات التنظيمية والاشتراطات النهائية. ولدى أرامكو السعودية أيضًا خيار زيادة حصتها والحقوق المرتبطة بها في "مِد أوشن" للطاقة" في المستقبل. وتُعد هذه الصفقة خطوة مهمة في إستراتيجية أرامكو السعودية لتصبح لاعبًا عالميًا رائدًا في أعمال الغاز الطبيعي المُسال. وترى فرصًا كبيرة في هذه السوق التي تعمل في وضع يسمح بالنمو الهيكلي على المدى البعيد. وتتأهب "مِد أوشن" للطاقة للاستفادة من الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي المُسال، لذلك تعكس هذه الشراكة الإستراتيجية رغبتنا في العمل مع كبار اللاعبين الدوليين لتحديد وفتح فرص جديدة على المستوى العالمي. فيما تنظر شركة (إي آي جي) لتحوّل الطاقة الذي يأتي وراء كل قرار استثماري تتخذه، وتعتقد أن للغاز الطبيعي المُسال دورًا رئيسًا يلعبه في تمكين التحوّل المنظم الذي يوازن بين هدفي المجتمع المتلازمين لتقليل الكربون وأمن الطاقة. وبالتزامن مع ذلك، تعتقد الشركة أن قطاع الغاز الطبيعي المُسال جاهز للتغيير، لذا هناك دور لشركة ذكية تتمتع بأداء نظيف مثل "مِد أوشن". وبينما ينصب تركيزها الأولي على الصفقات المعلنة في أستراليا، ترى أن هناك مجموعة من الفرص على النطاق العالمي، والشركة وضعت نصب عينها توسيع شراكتها الحالية مع أرامكو السعودية في استثمار الغاز المسال وتطورات استخداماته. ويعتقد أن قطاع الغاز الطبيعي المُسال العالمي لديه أسس قوية لعقود عديدة قادمة. ولذلك تُعد الشراكات التعاونية أساسية لقيام "مِد أوشن" بأعمالها ونموها وازدهارها، معززة باستراتيجيات شركة أرامكو السعودية للمدى البعيد الذي يكمن في صميم أعمالها، مما يتيح العديد من الفرص الجديدة في قطاع الغاز الطبيعي المسال وإمداداته العالمية. أرامكو تفوز بأقوى صفقات الغاز المسال في تاريخها مقابل 500 مليون دولار