أعلنت بعثة "جمهورية دونيتسك الشعبية" في "المركز المشترك لمراقبة وتنسيق وقف إطلاق النار"، الاثنين، أن القوات المسلحة الأوكرانية أطلقت 123 قذيفة من عيارات مختلفة على مناطق سكنية في جمهورية دونيتسك الشعبية خلال ال 24 ساعة الماضية. وقالت البعثة، في بيان، "أطلق العدو 15 قذيفة من عيار 155 ملم على منطقة دونيتسك، و17 قذيفة من عيار 155 ملم و152 ملم على منطقة جورلوفكا، وقذيفة واحدة من عيار 155 ملم على منطقة ياسينوفاتايا."، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأضافت البعثة أنه "تم إطلاق ما مجموعه 123 قذيفة من عيارات مختلفة." وقالت البعثة إن مناطق جورلوفكا ودونيتسك ويلينوفكا وزايتسيفو وياسينوفاتايا تعرضت لإطلاق النار. كما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قوات الدفاع الأوكرانية تمكنت من صد هجمات شنتها القوات الروسية في أربعة اتجاهات الأحد. وقالت الهيئة إن قوات الجيش الأوكراني تمكنت من صد الهجمات الروسية في اتجاهات ليمان وأفدييفكا ومارينكا وزابوريجيا، حيث تم تسجيل ما مجموعه 30 اشتباكا قتاليا على طول الجبهة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" الاثنين، وأوضحت هيئة الأركان العامة، في تحديث صباحي، أن قوات الدفاع الأوكرانية تواصل عملياتها الهجومية في اتجاه ميليتوبول وفي اتجاه باخموت. وقالت الهيئة إن الجيش الأوكراني يكبد قوات العدو خسائر على طول خط الجبهة بأكمله. وأضافت الهيئة أن سلاح الجو الأوكراني شن 13 هجوما على مناطق تمركز العسكريين والمعدات العسكرية الروسية، كما قصفت وحدات الصواريخ نظاما صاروخيا روسيا مضادا للطائرات ومركز مراقبة ومستودع ذخيرة و16 نظام مدفعية. من جانب آخر يبدو مستقبل المساعدات الأميركية لأوكرانيا غامضا بعد اتفاق تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة لتجنّب إغلاق حكومي، رغم مساعي الرئيس جو بايدن لطمأنة كييف بأنها ستحصل على ما تحتاج إليه لمواجهة روسيا. وبعد أقل من أسبوع على زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجل مناشدتها تقديم المزيد من التمويل، ألغت تسوية تم التوصل إليها في الكونغرس في وقت متأخر الأحد أي تمويل جديد مخصص لأوكرانيا استجابة لمطالب جمهوريين متشددين، ويؤكد بايدن وحزبه الديموقراطي أن الولاياتالمتحدة ملزمة مساعدة أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي، محذّرا من أن الإخفاق في ذلك يمكن أن يقوي شوكة زعماء استبداديين مثل الرئيس فلاديمير بوتين في المستقبل. لكن القضية باتت مسيّسة في واشنطن إلى حد أن مصير المساعدات العسكرية الضرورية للغاية بات على المحك في وقت تحاول كييف تحقيق تقدّم في هجومها المضاد البطيء قبل حلول الشتاء. وحضّ بايدن رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي الأحد على "الكف عن المناورات" وأكّد بأنه "يتوقّع منه تماما" بأن يضمن تمرير مشروع قانون منفصل قريبا بشأن تمويل أوكرانيا. وقال بايدن في خطاب من البيت الأبيض "أريد طمأنة حلفائنا والشعب الأميركي والشعب الأوكراني أنه بإمكانكم الاعتماد على دعمنا. لن نتخلى عنكم". بدورها، قللت أوكرانيا من أهمية الانتكاسة، قائلة الأحد إنها تعمل "بشكل نشط مع شركائنا الأميركيين" لضمان الحصول على مساعدات جديدة. وأما مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فأكد بأن التكتل الذي يعد شريك واشنطن الرئيس في إيصال المساعدات إلى أوكرانيا "تفاجأ" بالاتفاق الذي تم إبرامه في اللحظات الأخيرة مشيرا إلى أنه يشعر ب"أسف عميق" للقرار الأميركي. وقال "لدي أمل بأن هذا القرار لن يكون نهائيا وستواصل أوكرانيا الحصول على دعم الولاياتالمتحدة". وفي هذا السياق، حذّر المحلل بريت بروين من التأثير السلبي للرسالة الأوسع إلى العالم والتي تفيد بأن الجمهوريين، وحتى بعض الديموقراطيين، على استعداد للتضحية بأوكرانيا من أجل السياسة. وأضاف المحلل، وهو دبلوماسي سابق يشغل حاليا منصب رئيس شركة "غلوبال ستيويشن روم" Global Situation Room الاستشارية، "سيثير ذلك قلق القادة في كييف وأعتقد بأنهم يحتفلون في موسكو بالمؤشرات على أن دعمنا لربما يتراجع". وتراقب أوكرانيا بقلق إمكانية عودة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب الذي سبق له أن أشاد ببوتين، إلى البيت الأبيض. وأكد أبرز الديموقراطيين في مجلس النواب السبت بأنهم يتوقعون بأن يطرح ماكارثي مشروع قانون منفصل بشأن المساعدات لأوكرانيا للتصويت الأسبوع المقبل، لكن ما زال غير واضح ما إذا كان المبلغ 24 مليار دولار، وهو الرقم الذي سعى إليه بايدن في البداية. لكن تحقيق ذلك لن يكون سهلا.