في مقام النشاط الفني وخصوصيته وأثره، يروم استجلاء المقام المعرفي الذي تمتلكه الفنون البصرية، من قدرة على حفظ التاريخ، وتبصير رؤية الأفراد لثقافة المجتمع وتاريخه وتراثه وهويته الثقافية، لتعكس بذلك تلك الفنون واقع المجتمع ومرآته، وتصور مناسباته وأعياده واحتفالاته، لتعميق مشاعر الاعتزاز والافتخار، ويصبح الأفراد أكثر استشعاراً بعظم ثقافته وأكثر اتساقاً بماضيه، ويضحى المجتمع قوياً متماسكاً حيوياً. لتسجل الفنون البصرية أشكال السلوك وأنماط التفاعل الاجتماعية في المناسبات والأحداث التي تقع في محيط الحياة الاجتماعية، لذا كانت الفنون البصرية وما يرتبط بها وما تسجله، من الملامح المميزة للتراث الحضاري للمجتمع، ليمتلك الفن البصري طرق التسجيل والتوثيق للبطولات والأمجاد والمناسبات التاريخية في عزه وفخر، وتسطير يهدف لتحفيز الوجدان وتعضيد الوطنية واستثارة الأحاسيس وتعزيز الانتماء الوطني، وتشكل تلك المناسبات محل الهام وتوقد وشحذ لمخيلة الفنان، لبلورة منجز بصري سعودي متفرد صادق، ينطلق من داخل الفنان وعزته بمناسباته، لتحظى تلك المناسبات القومية بخصوصية وتمجيد في أشروحات الفنان لتصديرها كرسائل بصرية مرئية للعالم أجمع. ويمثل اليوم الوطني السعودي مناسبة وطنية سنوية، ارتبطت بقيام الملك المؤسس»عبد العزيز آل سعود» في الثالث والعشرين من سبتمبر في عام 1932م بتوحيد البلاد، والعزم نحو مواصلة التشييد والتنمية، بعد سنوات من التفرقة والاستعمار، وإطلاق حجر الأساس للدولة السعودية، وتمهيد الحضارة للأجيال القادمة. «نحلم ونحقق» واحتفاء المملكة باليوم الوطني السعودي 93 ويمثل اليوم الوطني السعودي يوم وحدة الشعب، والذكرى التي كتبت بأحرف من نور لتعزيز روح الوطنية والانتماء لدى أبناء الوطن، ليعبر خروج الجمهور ابتهاجاً في الميادين والأحياء عن مدى فرحتهم بتلك المناسبة الفارقة، حاملين الأعلام، لتذكر وترسيخ تاريخ النضال ومعاني الانتماء للوطن الذي يجمع أبناء المملكة، واستحضار الإنجازات التي دشنت، والوقوف بهمة وافتخار بمقدرات الوطن ومكتسباته، منذ عهد الملك المؤسس، حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده الأمين. فهو يوم مجيد تعيش فيه البلاد، عبق الماضي وذكري التأسيس وتاريخ البناء وقدسية المكان ومواصلة المسيرة عبر رؤية تستشرف مستقبل ينشد جودة الحياة ورفعة الوطن. فتحت شعار»نحلم ونحقق» تحتفي المملكة باليوم الوطني السعودي 93، يوم توحيد المملكة تحت راية واحدة، وتدشين الوطن، كمصدر زهو واعتزاز لكل مواطن، وتعبير عن الحب والافتخار والانتماء وتجديد الولاء، ليشحذ الشعار ويحفز نحو دافعية العمل الدؤوب وتحقيق الأحلام ونيل الأهداف، التي لم تتوقف منذ بداية الدولة، لتحقيق الريادة وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية. فدشن الكثير على أرض الواقع وفق رؤية المملكة 2030، وتذليل كافة التحديات، والطموح لنيل مستقبل واعد، ومشاركة ذلك النجاح والتقدم مع العالم، فصمم شعار نحلم ونحقق، ليتسق مع مختلف الثقافات، في تدليل على إصرار السعوديين ورغبتهم في تحقيق أهدافهم، وفهم واعي لجوهر الطبيعة والتراث، عبر مستويات من الاختزال التجريدي وطاقاته التي تؤطرها تحقيق الأهداف، عبر تضمين الشعار بألوان حيوية تحمل في طياتها قيم كالثقة، والوفاء، والنماء، والطاقة، والمجد، والأمل، والقوة، والأمان، والتناغم، واللانهائية، والصدح بأحاسيس، تنقل الجمهور وجدانيا وعاطفيا، وتحفز لديهم القدرات، ودرب لاستحضار الهمة، وتدليل إشاري لتراث وثقافة المملكة، والتضامن ما بين المواطن والمقيم. اليوم الوطني ومنجزات الرؤية السعودية 2030م في «أم القرى»: وتوشحت ابتهاجا بالأخضر كل الهيئات والمؤسسات والمكاتب والجامعات ومنها «جامعة أم القرى» احتفالا باليوم الوطني عبر تدشين الفاعليات والمسابقات والندوات الثقافية والفنية والمعارض العلمية والحملات التطوعية والأنشطة الطلابية، ودعوة كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة، والجلسات الحوارية المقامة بعنوان اليوم الوطني ومنجزات الرؤية السعودية 2030م، بقيادة سعادة أ.د فريد بن علي الغامدي رئيس الجامعة المكلف، وأ.د عامر الزايدي وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، وسعادة الأستاذة الدكتورة وردة بنت عبدالله الأسمري وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات. وتحت شعار «نحلم ونصمم الحلم واقع، والطموح عزوم» احتفت كلية التصاميم والفنون من خلال المعرض الفني، والورش الفنية للطلاب والطالبات، وأنشطة النادي الطلابي وتصميم البطاقات التي تحمل صور الملوك منذ الملك المؤسس حتى الملك سلمان وولي عهده الأمين، وتصميم بطاقات تحمل رسوم يدوية لشخصيات طفولية ذات هوية سعودية، واللوحات التفاعلية عبر أجواء تسودها العزة والفخر والانتماء تجاه كيان ذلك الوطن، وقيادة سعادة أ. د. سميرة الفيفي عميدة الكلية. *الأستاذ المساعد بكلية التصاميم والفنون - جامعة أم القرى