مستقبل السعودية ضمن رؤية 2030 يتطلب جهوداً مستمرة وتحقيق تغييرات هيكلية في الاقتصاد والمجتمع. تحقيق هذه الأهداف سيكون تحدياً، لكنه سيساهم في تعزيز مكانة السعودية على المستوى العالمي.. نحتفل باليوم الوطني السعودي في ال23 من سبتمبر من كل عام، وذلك تخليداً لتوحيد المملكة العربية السعودية تحت قيادة الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-. يُعد هذا اليوم مُناسبة تحمل رمزية خاصة بالنسبة لنا كسعوديين، نفخر بتطور بلادنا ونموها على مدى السنوات الماضية والإنجازات المُشرّفة التي حققتها المملكة العربية السعودية مؤخراً على الصعيدين المحلي والدولي، لقد استضافت السعودية العديد من القمم العربية والاجتماعات الدولية المهمة، مثل القمة العربية ال29، وقمة العشرين، وقمة الدول الإسلامية، مما يُعزز دور بلادنا في المنطقة ويُؤصّل العلاقات الدبلوماسية. قامت حكومة المملكة بتوجيه من سيدي الملك سلمان ملك الحزم والعزم، وتخطيط عراب رؤية 2030 سيدي ولي العهد القائد المُلهم، تنفيذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية العميقة، مثل: برنامج التحول الوطني وبرنامج توطين الوظائف، مما يهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل وجذب الاستثمارات وتطوير القطاعات غير النفطية، كما تعمل على تطوير قطاع الطاقة المتجددة وتبني سياسات للحد من انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة البيئية. امتلكت السعودية شبكة بُنية تحتية متقدمة تشمل الطرق والمطارات والمواني والسكك الحديدية والتي تُسهم في تطوير قطاعات النقل واللوجستيات. قدمت السعودية إصلاحات كبيرة بجهود عظيمة، رحلة بدأتها من محاربة الفساد وُصولاً إلى الحرب على المخدرات بدون رحمة أو تهاون مع كل من تُسول له نفسه مساس أمن ومصالح هذا الوطن العظيم، ثم ركزت محاور رؤية 2030 على تمكين شركاء التنمية بتحسين وضع المرأة وتمكينها من ممارسة حقوقها في المجتمع وأتاحت لها مساحة واسعة وفُرص متعددة لتساهم في مسيرة التنمية وصُنع القرار، وأنشأت مركز التوازن بين الجنسين لتطوير الكفاءات الشبابية على حدٍ سواء. وقد شهدت السعودية توسعاً كبيراً في قطاع الترفيه والثقافة والسياحة، وأعلنت عن إطلاق رؤية 2030 لتطوير القطاع السياحي وزيادة عدد الزوار الدوليين. تم فتح العديد من المواقع التاريخية والسياحية الرئيسة للزوار، وتم العمل على تطوير البنية التحتية السياحية، وأيضاً فرص الاستثمار في المشروعات العملاقة، مثل: نيوم، ذا لاين، البحر الأحمر، حديقة الملك سلمان وغيرها الكثير. قدمت السعودية دعماً كبيراً لتنمية الرياضة والترفيه داخل المملكة، حيث نظمت عدداً من الفعاليات الرياضية الكبيرة مثل سباقات الفورمولا، وتم بناء ملاعب رياضية عالمية المستوى. بلادنا تولي للتعليم والبحث العلمي أهمية كبيرة، بتقديم مِنح دراسية للطلاب السعوديين في الداخل والخارج، واستضافت عدداً من الجامعات المرموقة. قامت أيضاً بإنشاء مراكز بحثية متقدمة وتعاونت مع الجامعات العالمية في تنمية القدرات العلمية والتكنولوجية. كما أطلقت السعودية برنامجاً لرواد الفضاء وتأهيل كوادر سعودية لخوض رحلات فضائية والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، والمساهمة في الأبحاث التي تخدم البشرية، مثل: الاستدامة وتكنولوجيا الفضاء. تعمل السعودية بهمة عالية على تعزيز الأمن الإقليمي من خلال الشراكات الاستراتيجية والتعاون العسكري، وتلعب بلادنا دوراً مهماً في دعم الاستقرار السياسي في المنطقة من خلال التوسط في الصراعات وتعزيز الحوار السياسي والتنمية الاقتصادية في المنطقة من خلال الاستثمار وتوفير المساعدات الإنمائية لكثير من الدول الشقيقة. ورغم كل ذلك التطوير في السعودية إلا أن هناك العديد من المستقبل المأمول والتحديات المتبقية في سعيها نحو تحقيق أهداف رؤيتها وهو تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المرأة في جميع المجالات، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة والتراث الوطني وتعزيز الرياضة وتحسين جودة الحياة لكل من أكرمه الله بالعيش على أرضها الغالية. مستقبل السعودية ضمن رؤية 2030 يتطلب جهوداً مستمرة وتحقيق تغييرات هيكلية في الاقتصاد والمجتمع. تحقيق هذه الأهداف سيكون تحدياً، لكنه سيساهم في تعزيز مكانة السعودية على المستوى العالمي، هذه مجرد بعض الإنجازات التي حقتها السعودية مؤخراً، وبتعزيز الحوكمة وتحسين المؤسسات الحكومية من خلال التحول الرقمي وتطوير آليات فعالة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، يستمر بلادنا في تحقيق المزيد من الإنجازات والتطورات لخدمة شعبها وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي لتحقيق النمو والتطور في مختلف المجالات لتعزيز رفاهية شعبها وتحقيق التقدم المستدام.