اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2023، ليس ككل يوم، والعام ال93 من عمر توحيد وطننا ليس ككل عام، فمملكتنا الغالية تستأنف في هذا اليوم مسيرة متوجة بالاعتزاز والفخر والنجاحات الاستثنائية، وتواصل العمل على رؤية المملكة 2030 تطمح خلالها إلى منافسة دول العالم في المجالات كافة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والإنسانية. 93 عاماً مضت أنجزت خلالها أحلام وطموحات قادة رائعون، على رأسهم الملك الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، فالمملكة العربية السعودية اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله ومتابعة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، تمضي بكل ثبات وثقة على مسارات دروب المجد بوعي استراتيجي دقيق يستوعب دروس العصور الماضية، ويقف على حقائق العصر الحاضر ويستشرف العصور المستقبلية، وفق تخطيط عميق مدروس جسدته مصفوفات رؤية المملكة 2030، التي تؤكد أن أرض وطننا، هي أرض القادة الرائعون والأحلام والطموحات التنموية التي لا تكاد تنتهي. ولا تحدها حدود الزمان أو المكان، وهي أرض القادة ذوي العزيمة القوية والهمة العالية والإرادة الصلبة التي لا تلين، والذين حولوا اسم المملكة إلى معنى ورمز وقيمة عالمية، في طياتها كل معاني ودلالات الفخر والاعتزاز وشرف الانتماء إلى راية هذا الوطن العظيم. إن هذا اليوم يسجل تجربة هذا الوطن الوحدوية الفريدة، التي كانت ولاتزال، موضع عناية ودراسة المتخصصين والباحثين من كل أنحاء العالم، شهادات إعجاب جديدة بعبقرية مليكنا الموحِّد «عبدالعزيز» التي لم تكن تتحمل فقط عناء مرحلة البناء والتوحيد، بل رسخت القيم والمبادئ والثوابت التي تستدل بها سفينة الوطن في ظل حكومتنا الرشيدة، ويلتف حولها أبناء وطننا الغالي، إيماناً منهم جميعاً بأن المملكة يجب أن تبقى منارة إشعاع حضاري، ونموذجاً تنموياً ملهماً، تستمد منه جميع الشعوب الدروس والعبر والعظات والفوائد اللازمة للنهوض والازدهار والتقدم. وفي هذه الذكرى الغالية نستذكر بكل اعتزاز وفخر جهود الملك الموحد المغفور له، بإذن الله تعالى، الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، وأبنائه الملوك من بعده، الذين ساهموا في نهضة هذا الوطن ورقي البناء حتى أصبح على ما نراه اليوم من الشموخ والعزة والإباء، كما نستذكر أدواراً كبيرة، قام بها أفراد قوات الوطن المسلحة البواسل في دعم عمليات التنمية والتطور وتوفير أجواء الأمان والاستقرار اللازمة لها، علاوة على رفد مسيرتنا النهضوية بما تحتاجه من رجال وقادة تشبعوا بالقيم والمبادئ الإنسانية الأصيلة، كما نستذكر تضحيات شهداء الوطن الأبرار. إن رؤية المملكة 2030 التي يُستكمل بها مسيرة توحيد وطننا المبارك هي محطة زمنية تفصل بين عهدين، وأملين وطموحين يكمل أحدهما الآخر، وينطلقان من القيم الأصيلة والمبادئ الراسخة نفسها التي غرسها على هذه الأرض الطيبة قائد موحِّد عظيم لا يزال هو مصدر إلهام للقادة والبشر على نحو سواء حول العالم، وذكرى هذه المناسبة هي مهمة لتقديم الشكر المستحق والتعبير الواجب عن مشاعر التقدير الفياضة لقيادة أنعم الله بها علينا وعلى هذا الوطن، لا تدخر جهداً في مصلحة تحقيق أعلى مستويات السعادة والرفاهية لشعبها، الذي يبادلها الوفاء بالوفاء والحب بالحب. ولا يترك فرصة تفوته للتعبير عن الامتنان والولاء والالتفاف حول قيادة تبذل كل ما تستطيعه في سبيل راحة كل أبناء الوطن، بل لا تتأخر عن تقديم يد العون والمساعدة لكل محتاج في جميع أرجاء العالم، من دون تفريق بين لون أو جنس أو عرق، فالقيادة التي تربت ونشأت في مدرسة عبدالعزيز الخير والعطاء، وعت جيداً كيف تُبنى الدول، وكيف تُستثمر قدرات وإمكانيات الشعوب ومواردها البشرية والطبيعية، ووعت كيف تقوم بنشر الخير والعطاء وتصنع المحبة والسلام، وتحمّس الجميع على العمل والبناء والإصلاح. وإننا إذ نعلم جميعاً أن ذكرى توحيدنا المجيد ال 93 ليست كأي ذكرى وليست مدة زمنية عابرة بل هي العنوان الفارق لمرحلة جديدة من تاريخ وطننا العظيم، يُستكمل فيها البناء والازدهار والتقدم، وترتفع فيه راية الوطن من الأرض وانتهاء إلى الفضاء، ويحلق اسم المملكة عالياً في مسارات العلوم والتنمية ومهارات المواهب والإبداع والابتكار كافة، ونستزيد فيها من خلال ما تنشره في شرايين أبناء الوطن عامة من قوة تحفيزية للعمل والعطاء والإنتاج، نستزيد بالمزيد من الحماس والعزيمة والإصرار على استمرار السير باتجاه الأمام، كي نواكب آمال وطموحات حكومتنا الرشيدة، ونحقق أحلام أبناء الوطن الغالي في أن تظل المملكة حلماً، يراود الجميع في جميع أنحاء العالم للعيش فيها والاستمتاع بما تمنحه لشعبها والمقيمين فيها من الرخاء والسعادة والازدهار والأمن والاستقرار.