اليوم تمر بنا مناسبة اليوم الوطني (93) ونحن نمضي قدماً، ونعيش واقعاً مشرقاً أرساه المؤسس الباني الملك عبد العزيز، نستعيد في هذا اليوم كلمات ذلك البطل حين قال: «أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب.. أنا رجل عمل إذا قلت فعلت وعيب علي في ديني وشرفي أن أقول قولاً لا أتبعه بالعمل وهذا شيء ما اعتدت عليه ولا أحب أن أتعوده أبداً»، هذه الكلمات اقتبسنا منها حلمنا.. وحققنا بها واقعنا. هذا هو مؤسس وطننا العظيم المملكة العربية السعودية القائد الملهم جيلاً بعد جيل، فهو الذي أفنى عمره -رحمه الله- في مواجهة تحديات الحياة في الجزيرة العربية، مستمداً دستورها ومنهاجها من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فبدل الله على يديه خوفها أمناً، وجهلها علماً، وفقرها رخاءً وازدهاراً، حتى أضحت تتمتع بالخيرات الوفيرة، ويقف لها العالم احتراماً وتقديراً. ففي هذا اليوم العظيم من العام 1932م جاء الإعلان التاريخي لتوحيد بلادنا المباركة تحت راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية. يستذكر أبناء هذا الوطن العظيم ومن يقيمون على أرضها المباركة يوماً مجيداً أضحى فيه الإنسان السعودي شامخاً يعتز بدينه ووطنيته تحت ظل حكومة راشدة ارتأته ووضعته أول أهدافها نحو تطويره وتمكينه ليرتقي بين شعوب العالم بكل فخر وعزة، حاملاً لقب «المواطن السعودي». نحن شعب (للمجد حاملين.. وللقمة سائرين)، فمن الحقائق التي تفرض نفسها عند تقييم التجربة السعودية أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم هي سمة متميزة وبارزة لقادة المملكة العربية السعودية وشعبها منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –يحفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. إن تمكين الإنسان السعودي علميّاً ومهنيّاً ومهاريّاً، صنع قوة مهيبة للوطن؛ لأنه يستمد قوته وهيبته من قوة ونوعية التعليم الذي يحصل عليه مواطنوه فهم القوة الناعمة للوطن. ومن منطلق إيمان قيادة بلادنا بجوهرية التعليم، ودوره في صناعة الإنسان السعودي المتمكن وبالتالي صناعة الوطن المهاب، خصصت لتعليمنا ميزانيات كبيرة وغير مسبوقة لها في أي نظام تعليمي في الدنيا، بل إن إنفاق بلادنا على التعليم يفوق إنفاق أي دولة، حيث أسهم في رفع جودة المخرجات التعليمية، وإيجاد البيئة المحفزة للتعليم، وتحقيق الدراسات والبحوث العلميّة النوعيّة المنسجمة مع الأولويات الوطنية، والمنافسة العالمية، وفق المؤشرات الدولية في العديد من المجالات، التي كان لأبناء وبنات المملكة الحضور المميز فيها، كل ذلك أسهم في الوصول إلى مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030، إضافة إلى استشراف المستقبل؛ لبناء مواطن معّتز بقيمه الوطنية ومُنافس عالميّاً، من خلال استثمار مهاراتهم وقدراتهم في رسم خارطة جديدة من المنجزات النوعية المواكبة لمهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة واحتياجاتها، وبما يعزز المكانة الإقليمية والعالمية الرائدة للمملكة. ومع كل عام -ولله الحمد- يتدفق سيل من الإنجازات لوطن يسير بخطى حثيثة وواثقة نحو مستقبل ومكانة مميزتين إقليمياً ودولياً.