تحل علينا ذكرى اليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربية السعودية، فنستحضر ذلك الماضي المجيد الذي قاده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، حيث قيّض الله على يديه جمع شتات جزيرة العرب في دولة متطورة وبسط الأمن في كافة أرجائها، فقد كانت جهوده -رحمه الله- استثنائية في توحيد البلاد جمعت بين البطولة والحكمة، ووضعت اللبنة الأساسية لمسيرة وطن طموح لا يعرف إلا لغة الإنجاز والتطور والرفعة للمواطنين، علاوةً على المكانة المرموقة التي حظيت بها المملكة من حضور وتأثير دولي على كافة الصعد. واليوم، ونحن ننعم في حاضرنا الميمون في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- حيث تتواصل التنمية الشاملة في جميع المجالات من خلال رؤية 2030 التي أُسست على منهج واضح ورفعت سقف الطموح إلى عنان السماء، فاستثمرت موقع المملكة كمحور ربط لقارات العالم، وبادرت بتنويع مصادر الدخل، وعرّفت العالم الأجمع بما تملكه من مقوّمات ثقافية وإرث تاريخي ومعالم سياحية، علاوةً على الإعلان عن المشروعات الوطنية الكبرى «نيوم»و»البحر الأحمر» وغيرها، حيث عززت مكانتها بين مجموعة العشرين والاقتصاديات الأكبر في عالم اليوم. والخطوط السعودية واكبت نشأة البلاد وتطورها ونهضتها، حيث بدأت عملياتها التشغيلية بطائرة من طراز DC-3، وقد شكّلت نواة لأسطولها لتنطلق بخطوات متسارعة وعبر أجيال متعاقبة نحو آفاق التميز في قطاع الطيران وصناعة النقل الجوي، فتضاعف عدد الأسطول، وزادت الوجهات الداخلية والدولية، وتطورت الخدمات، وبادرت بالالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة، وأسست قاعدة متينة من الثقة مع ضيوفها، فكان من الطبيعي أن تحظى بثقة المشرّعين في منظمات الطيران الدولية. واليوم، وعبر استراتيجية مجموعة الخطوط السعودية التي اعتمدنا فيها جميعاً على التحول الرقمي في كافة المشروعات، بالتطوير والتحسين والابتكار والإبداع لتوفير أفضل المنتجات والخدمات والاتصال وتحديث البنية التحتية التي ستمكننا جميعاً من تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران، مع مواصلة سعينا الطموح لربط العالم بالمملكة لخدمة مشروعات التنمية السياحية وقطاعي الحج والعمرة، وعلاوةً على ذلك يستمر الاستثمار الأمثل في تأهيل كوادرنا في المجالات المتعددة لصناعة الطيران والتوسع في توطين هذه الصناعة، كما يشمل الدور الرائد للمجموعة عقد الشراكات مع العديد من الجهات الحكومية للمساهمة في دعم برامجها التنموية ومشروعاتها التطويرية، إلى جانب برامج المسؤولية المجتمعية المتنوعة. وفي الختام، أصالةً عن نفسي ونيابة عن كافة منسوبي مجموعة الخطوط السعودية، أرفع أسمى آيات التهاني إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثالث والتسعين، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ المملكة وقيادتها ويعلي شأنها ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن يعيد هذه المناسبة ونحن ننعم برغد العيش والعز والتقدم.